طارق رؤوف محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 20:42
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
يستغرب البعض من تصرفات بعض كبار السن ومنهم من يستهجنها دون دراية، وكثيرا ما نجد ممن بلغت أعمارهم الكبر يأتون بأفعال لا يقبلها بعض الناس بحجة أنها لا تتناسب مع سنهم، و منهم يقلد إعمال أو إشكال هي أصلا من إعمال الشباب في الملبس والمأكل والسياحة والحفلات والمشاركة في مباهج الحياة مع من هم اصغر سنا، ونلمس باستمرار انتقادات المجتمع والأسرة بالتهجم على هذه التصرفات بقسوة وبدون دراية لواقع هذا الإنسان ، وتنهال عليه التهم والأوصاف الغير لائقة من الكثير وخاصة من محدودي الثقافة والخبرة.. هؤلاء يسخطون على الإنسان كبير السن من خلال تصورهم انتهاء صلته بهذه الأرض والحياة !! وليس له التمتع بها كما وهب الله (يتناسون إن هناك الكثير من الدراسات النفسية والعلمية والاجتماعية والدينية تؤكد إن للإنسان حق التمتع بحياته الطبيعية من اليوم الأول على هذه الأرض حتى أخر يوم يغرس فيها مودعا الحياة دون المس بحقوقه مطلقا ، هذا ما ذهبت إليه الشرائع السماوية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان .. ووصل الحال بالمتشدقين وصف الجميع بالخرف ،دون تميز إن الخرف أو ما يسمى (الزهايمر ) هو مرض يصيب البعض وليس الجميع ، وهناك أمثلة كثيرة في العالم على هذه الشريحة وما قدمته للإنسان من اختراعات علميه نقلت البشرية إلى مراحل متقدمة و هم في هذا السن وكم من الزعماء الذين قادوا شعوبهم بحكمة ودراية وكفاءة وهم من كبار السن ، كم أديب وفيلسوف وشاعر وفنان لونوا الحياة ومنحوا شعوب الأرض الثقافة والبهجة والسعادة .. هل يصح الاستهزاء والانتقاد لمثل هؤلاء عن أي عمل أو تصرف يراه البسيط والجاهل انه يخالف سنهم .. ؟!
ليس من العدل حجب حريتهم أو منعهم من التمتع بمباهج الحياة وهم في خضمها.. ليس من حق أي إنسان يستهزئ بهم أو يخطأ تصرفاتهم( ولا يعلم أو يقدر الظرف الذي يمرون به ) والساخطون يأتون بأفعال وإعمال يحللونها لأنفسهم وكأنها وقف عليهم بموجب دستور .. لا تمسخوا تصرف من له حق في هذه الحياة دعوهم يتذكروا أيام صباهم دعوهم يحلموا ويرتشفوا مباهج الحاضر التي حرموا منها في زمانهم ، إن العلم والتطور التكنولوجي فتح أفاق واسعة للسعادة في مرافق الحياة من اجل خدمة الإنسان دون أي فارق بين البشر . دعونا نتداول الأيام بدون تجريح الآخرين .. والزمن يعدو سريعا.. فلا تبخسوا من سبقكم .. سيأتي يومكم؟ [email protected]
#طارق_رؤوف_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟