الجاهلية الثانية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4304 - 2013 / 12 / 13 - 00:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الجاهلية الثانية
لا يرتاح الشرقي الا... الحقيقة ليست هناك جاهلية اولى بل جاهلية ثانية فقط
مع الاسف يعتقد العربي ان الدخيل في العربية يحط من قيمتها و يلوث نقاوتها و يغضب لو اشرت الى كلمة دخيلة خاصة اذا كانت من الفارسية عدو العربية اللدود دون ان يعلم:
اولا لا توجد لغات نقية لان النقاوة مرادف اما للفقر او للموت في اللغة
ثانيا ان الدخيل مهم في اللغة لاغنائها و الا لبقت العربية فقيرة او ماتت
ثالثا العربية غنية بسبب الاستعارات من الارامية و الفارسية و اليونانية و غيرها

يفرح العربي اذا تطرقت الى تأثير العربية على اللغات الاخرى و يزعل اذا بينت العكس. هذا التطرف لربما ناجم عن شعور بالنقص او لان العربية لغة القرآن و الدين الاسلامي و اصبحت لذا لغة الهية مقدسة. تكثر الدراسات التي تبين تأثير العربية على اللغات الاخرى بينما الدراسات عن تأثير اللغات الاخرى على العربية قليلة نسبيا بالمقارنة و هذا هو سبب اهتمامي بهذا الجانب. يجب ان يصحى العربي من نومه العميق اخيرا.

هذا التطرف في التفكير يتوسع على نواحي اخرى فمثلا يذكر المستشرق Montgomery Watt ان الشيعة لا ترتاح الا اذا رجعت جميع علوم البشر لشخص واحد و هو على بن ابي طالب و المسلم بصورة عامة يعتبر محمد اعظم شخصية في تأريخ الانسانية. و لكن العربي ليس لوحده بهذه النظرة المتطرفة بل الانسان الشرقي بصورة عامة لا يرتاح الا اذا قلت بان:
بلده اجمل بلد في الدنيا
لغته اعظم لغة في العالم.
ان دل هذا على شيء فانما يدل اولا و قبل كل شيءعلى قلة الثقة بالنفس و الجاهلية الثانية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل