جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 19:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بافكارها المجنونة المتقدمة
نشاطات و انتفاضات الطلاب هي عادة حركات ضد الحكومات المركزية و الظلم و هي نواة للتغيير في البلدان الديموقراطية. يتعلم الطلبة في الجامعات الاستفسار و النقد و الشك بالقيم و الاحزاب و الاديان و اتحادات الطلبة هي الطاقة الشبيبة الجامعية الذكية التي تثور على الظلم و القيم القديمة و تدافع عن حقوق المغبونين و هي تشبه روح الابداع و الاختراع عند الشباب و افكارهم المجنونة الرائعة التي نتيجتها هي تقنية عصرية متطورة تستفيد منها البشرية.
لاتحادات الطلاب اهداف سامية سواء كانت رياضية او ثقافية او دورها في تمثيل مصالح الطلبة و لكن بعض من هذه الحركات الطلابية في البلدان الشرقية فرغت من محتواها و اهدافها و اصبحت تستغل من قبل حكوماتها لتأييد انظمتها المتسلطة و انك لا ترى مظاهرات الا تلك التي تؤيد الحكومات العفنة كما كانت خبرتنا مع حزب البعث. اسماء مثل اتحادات الطلبة هذه لا تستحق اسمائها لانها لم تكن الا اداة بيد حكوماتها تقوم حتى باضطهاد اتحادات طلبة جريئة للاقوام المضطهدة و تقضي عليها. ماذا يفكر التلميذ العراقي اليوم الذي تعلم سابقا في المدارس الابتدائية عندما غرست المعلمة في دماغه: رجعنا محافظة الكويت الى امها العراقي لان دولة الكويت ليست الا تصغيرا لمدينة الكوت العراقية؟
تكثر اتحادات الطلبة في جميع كليات الجامعيات الشرقية دون ان تكون لها تاثيرات تذكر لان الممارسات القمعية لا تزال مستمرة و تدخل الدين الاسلامي في حياة المواطنين الخاصة لم يتراجع و لم يتغير الى ان وصلت الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك التي وفرت للطلاب امكانية تبادل الاراء و الاتصال بالحركات الطلابية العالمية لان الحكومات تواجه صعوبات جمة في منعها و شهدنا ما شهدنا في ساحات التحرير.
انتشار افكار دينية ليست مبنية على التسامح و العفو عن الاخر في منهجها الاساسي كما نجدها في المنهج المسيحي الاصلي على سبيل المثال بل على الثأر و العنف و الولاء و الطاعة العمياء يتناقض مع افكار اتحادات الطلبة المستقلة. المشكلة هي عدم استقلاليتها عن الانتماءات الدينية و الحزبية و تدخلات العربية السعودية و تمويلها. كلما وجدت شركة غربية تتاجر بالمسائل الامنية و الاسلحة تجد السعودية من بين زبائنها الاوائل. لا تستطيع اتحادات الطلبة تحقيق اية انجازات دون توفر ارضية خصبة لها.
www.jamshid-ibahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟