أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -التركيب- و-التفكيك- عربياً














المزيد.....

-التركيب- و-التفكيك- عربياً


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"التركيب" و"التفكيك" هو ناموس كوني، لا تشذ عنه حتى المجتمعات والدول؛ فـ "العناصر"، وهي الأبسط من الأشياء، تَتَّحِد، في طريقة ما، لتكوين "مُركَّبات"، يمكن، لسبب ما، أنْ تَنْحَلَّ إلى مكوِّناتها البسيطة، التي إمَّا أنْ تعيش مستقلة، وإمَّا أنْ تَتَّحِد، مرَّة أخرى؛ لكن في مُرَكَّبات جديدة.
و"المَيْل إلى التَّفَكُّك (والانحلال)"، مع ما تُرْجِمَ به، حتى الآن، من حقائق واقعة، هو الآن، وفي بلاد "الربيع العربي"، على وجه العموم، أقوى وأشد من ذي قَبْل؛ أمَّا السبب فهو عَجْز المُكوِّنات والعناصر جميعاً (جماعات دينية وطائفية ومذهبية وعرقية وقومية وإقليمية وقبلية..) عن الاتِّحاد في مُركَّبات جديدة، أفضل وأقوى من تلك التي هي الآن قَيْد التفكُّك والانحلال.
لا بدَّ للشعوب (والمجتمعات) التي تعيش في أقاليم تُسمَّى دُولها "العراق"، و"سورية"، و"ليبيا"، و"اليمن"، و"مصر"، و"تونس"، من أنْ تشتري خلاصها وحريتها وآدميتها وحقوقها ومستقبلها؛ لكنْ ليس بِثَمَنٍ، يَعْدِل "هزيمتها التاريخية"، ألا وهو تَفَكُّك وانحلال ودمار الدول، وتَمَزُّق المجتمعات، بقوى التعصُّب الدِّيني والطائفي والمذهبي والعرقي والقومي والإقليمي والقَبَلي، واحتراب واقتتال المُكوِّنات والعناصر جميعاً، لِيَكْتُب التاريخ، من ثمَّ، أو في آخر المطاف، أنَّ الطريق إلى جهنَّم (هذه) كانت مبلَّطة بالنِّيات الحسنة لـ "الربيع العربي"؛ مع أنَّ قوىً من خارِج "الربيع العربي"، وتُناصبه العداء، الظاهِر أو المستتر، دَفَعَت، وتَدْفَع، في هذا الاتِّجاه؛ ولن نلومها؛ لأنَّ الضحية نفسها، أيْ نحن، هي التي تتحمَّل المسؤولية الأولى والكبرى.
ما الحل؟ وما العمل؟
لا حَلَّ يَقْطَع الطريق على "الحل"، أيْ الانحلال والتفكُّك، مع عواقبهما وتبعاتهما، إلاَّ الذي نأخذ به قَبْل، لا بَعْد، فوات الأوان؛ فالزمن، ولجهة مروره، وتَرْكِه يَمُر، ليس بالأمر قليل، أو عديم، الأهمية.
و"الحل" سَهْل وبسيط من الوجهة النَّظرية؛ أمَّا عملياً وواقعياً فَمِن دون خرط القتاد؛ ولا بدَّ من ثمَّ، وعلى ما قال آينشتاين، من تغيير "الواقع نفسه"، لجعله متوافِقاً، أو أكثر توافقاً، مع "النَّظرية"؛ على أنْ يُفْهَم هذا القول بما يُوافِق منطق العِلْم؛ فثمَّة أفكار ونظريات يَسْتَصْلحها "التاريخ نفسه"، وإنْ بَدَت، أو كانت، بعيدة عن الواقع، لا وَزْن لها بميزانه الآن، ولا تحظى بشرعيته.
وفي هذا الحل السَّهْل والبسيط، الضروري تاريخياً، الصَّعْب، أو الذي في منتهى الصعوبة، واقعياً، الآن، اقول: لَمَّا سُئِل أردوغان، الإسلامي الهوى والهوية والنزعة، عن "العلمانية" في تركيا، أجاب بما يعني ويؤكِّد أنَّ "العلمانية" حاجة تركية، وشرط بقاء لتركيا، وإنْ لم تكن اختراعاً تركياً؛ فتركيا، وبحكم تنوُّعها الطائفي والمذهبي والعرقي والقومي، لا يُمْكِن أنْ تُحْكَم، وأنْ تُحْفَظ وحدتها، وتُصان، وأنْ تتقدَّم، وتظل بمنأى عمَّا يُفْسِد ويُقوِّض أمنها واستقرارها، إلاَّ بـ "العلمانية"، التي يكفي أنْ نفهمها هذا الفهم، وأنْ نَزِن أهميتها بهذا الميزان، حتى نَقِف على أهمية وضرورة أنْ نَنْظُر إليها بِعَيْنٍ غير "العَيْن الدِّينية"، والتي لا أُجانِب الواقع إذا ما زَعَمْت أنَّها ليست هي نفسها "عَيْن الدِّين"، التي يُمْكِنها، لو مُكِّنَت، أنْ ترى في "العلمانية" ما يعود بالنَّفع والخير على الدِّين نفسه.
وأقول أيضاً: إنَّ "العلمانية" هي أحد أضلاع مُثَلَّث الخلاص؛ فـ "الليبرالية (بمعناها الاجتماعي والثقافي والإعلامي والفكري)" هي ضلعه الثاني؛ و"الدولة متعدِّدة القومية والعِرْق" هي ضلعه الثالث.
في بلاد "الربيع العربي"، على وجه الخصوص، والمهدَّدة دولها ومجتمعاتها الآن بالتفكُّك والانحلال والتمزُّق، وبحروب أهلية (طائفية ومذهبية وإقليمية وقبلية وعرقية) يخالطها كثير من الإرهاب والفوضى، تشتدُّ الحاجة إلى "نظام انتقالي"، يؤسِّس لـ "الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة"؛ وهذا "النِّظام" لن يَخْرُج من رَحْم "صندوق الاقتراع"؛ لأنَّ هذا "الصندوق" لن يَخْرُج منه الآن إلاَّ كل ما هو جدير بالموت والهلاك.
ينبغي لتلك الدول والمجتمعات أنْ تأتي، أوَّلاً، بهذا "النِّظام الانتقالي"، الذي ينبغي له أنْ يبدأ عمله (التاريخي) بالاعتراف، دستورياً، بكل مكوِّنات المجتمع، بمعناها الدِّيني والطائفي والمذهبي والعرقي والقومي، وبتساوي المُكوِّنات جميعاً بالحقوق جميعاً؛ فإنَّ لكلِّ مُكوِّنٍ الحق في أنْ يُرينا نفسه، وأنْ يرى غيره، كما يشاء، وبما يسمح لكل المُكوِّنات بأنْ تطفو على "السَّطح". وهذا العمل (التاريخي) لن يبدأ ويتقدَّم إلاَّ في "العلمانية"، و"الدولة متعدِّدة العرق والقومية"، ومع إطلاق الحُرِّيَّات السياسية والفكرية والثقافية والمدنية والاجتماعية والإعلامية؛ فإنَّ رَفْع منسوب "الليبرالية (الاجتماعية والفكرية والثقافية والإعلامية)" في حياة المجتمع يمكن، ويجب، أنْ يتقدَّم على "الديمقراطية الانتخابية"، و"صندوق الاقتراع"، إلاَّ إذا أمْكَنَ أنْ تبتني مجتمعاً ديمقراطياً ليبرالياً حُرَّاً مُنْفَتِحاً بقِلَّة قليلة جدَّاً من الديمقراطيين والليبراليين والأحرار والمُنْفَتِحين!
بقي أنْ أقول إنَّ هذا "النِّظام الانتقالي"، المؤسِّس لـ "الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة"، يحتاج إلى "التمويل"، شأنه في ذلك شأنْ كل المشاريع الناجحة؛ فالاقتصاد، بازدهاره، وبِحُسْن توزيع ثماره، هو ما يشدِّد المَيْل لدى مُكوِّنات المجتمع المختلفة إلى الاندماج، وإلى مزيدٍ من الاندماج.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تَصِل إلى أبعد نجم في الكون في دقيقة واحدة فحسب؟
- أين -المُطْلَق- في -النسبية-؟
- الجاهلية الإسلامية!
- في -نسبية الحركة-
- قانون يُدْعى -تنظيم الحق في التظاهر-!
- -النقطة- التي منها وُلِدَ الكون!
- مِنْ عملة -الكيميائي السوري- إلى عملة -النووي الإيراني-!
- في قانون التكافؤ بين قوى الجاذبية وقوى التسارع
- -أوباما الإيراني- في -مرجعيته السورية-!
- واشنطن وطهران عندما تُعْلِن كلتاهما النَّصْر على الأخرى!
- -البترودولار- ما زال يستبدُّ بالعالَم!
- معنى -انحناء الفضاء-
- -الغاز- لغة القرن الحادي والعشرين!
- في البُعْد الرابع للمكان!
- الكون في عُمْرِه الافتراضي الجديد!
- إطلالة دحلان!
- -الخَلْق من العدم- في نظرياته الفيزيائية الحديثة!
- النفط الذي جَعَلَنا -أَمَةً- لا -أُمَّةً-!
- أين يكمن السبب في تباطؤ الزمن؟
- -جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -التركيب- و-التفكيك- عربياً