أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - أين -المُطْلَق- في -النسبية-؟














المزيد.....

أين -المُطْلَق- في -النسبية-؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 14:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ثمَّة "مُطْلَقٌ" في "النِّسْبي"، أيْ في نظريتيِّ "النسبية الخاصة" و"النسبية العامة" لآينشتاين؛ فأين هو هذا "المُطْلَق"؟
قَبْل الإجابة، أقول إنَّ كثيراً من "الجدليين"، وأنا منهم، لا يروقهم أنْ تُفْهَم "النِّسْبية" على أنَّها نَفْيٌ مُطْلَق لـ "المُطْلَق"؛ لكنَّ بعضهم لم يُوفَّق في اكتشاف ورؤية "المُطْلَق" في "النِّسْبية"، فَمَالَ، من ثمَّ، إلى الارتياب فيها.
لا وجود لمراقِبٍ كونيٍّ إلاَّ بصفة كونه جزءاً من "إطارٍ مرجعيٍّ"، يتِّحِد معه اتِّحاداً لا انفصام فيه؛ فكلُّ مراقِبٍ هو ابن "إطاره المرجعي"، القابِل للتغيُّر؛ فإذا تغيَّر، تغيَّر المراقِب في رؤيته لـ "العالَم الخارجي"؛ وقد يَنْفَصِل المراقِب عن "إطاره المرجعي"؛ لكنَّه لا يَنْفَصِل، ولا يُمْكنه أنْ يَنْفَصِل، إلاَّ إذا ارتبط، في اللحظة عينها، بـ "إطارٍ مرجعيٍّ آخر"؛ فلا وجود لمراقِب مُجرَّد من "إطاره المرجعي"، أو يَقَع في "فراغٍ"، أو "منطقة محايِدة"، بين "إطارين مرجعيين".
افْتَرِضْ أنَّكَ في "مُخْتَبَر"، على هيئة "حُجْرَة (شَفَّافة)"، طولها (مثلاً) 600 ألف كم، مزوَّدة "ساعة" و"متر"، على هيئة "قضيب معدني"، وأنَّ هذه الحُجْرَة كانت ثابتة ساكنة على سطح الكرة الأرضية؛ ثمَّ غادَرَت كوكب الأرض، سائرةً، في استقامة؛ لكن بسرعةٍ متزايدةٍ، حتى بَلَغَت منطقة من الفضاء، بعيدة عن كلِّ مصادِر وحقول الجاذبية، فسارت فيها، بعض الوقت، بسرعة ثابتة، مُحْتَفِظةً باستقامة خطِّ سَيْرها؛ ثمَّ شرعت سرعتها تزداد، كل ثانية، حتى قارَبَت سرعة الضوء؛ ثمَّ سَقَطَت سقوطاً حُرَّاً نحو سطح نجم عظيم الكتلة، شديد الجاذبية، أو دارت حوله في مدارٍ ما؛ ثمَّ اتَّجَهَت نحو "ثقب أسود"، فسقطت سقوطاً حُرَّاً نحو سطحه، قَبْل أنْ تَخْتَرِق "سطحه (الحد المسمَّى "أُفْق الحَدَث")"، وتَسْقُط في جوفه (أيْ "نقطته المركزية، عديمة الحجم، لانهائية الكثافة" Singularity).
باستثناء إحساسكَ بالجاذبية، أو بانعدامها، لا شيء تغيَّر، على ما ترى وتشعر وتقيس، في داخل حُجْرَتِكَ؛ فَقَلْبُكَ ظلَّ ينبض نحو 70 نبضة في الدقيقة الواحدة؛ وطول حُجْرَتِكَ ظلَّ 600 ألف كم، يَقْطَع الضوء هذه المسافة في ثانيتين اثنتين؛ ولو قَذَفْتَ الكرة نفسها، بالقوَّة نفسها، وفي الاتِّجاه نفسه، لظلَّت تَقْطَع هذه المسافة في الزمن نفسه، أيْ بالسرعة نفسها.
ضِمْن "إطاركَ المرجعي (أيْ تلك "الحُجْرَة ـ المُخْتَبَر)" المتغيِّر، والذي مهما تغيَّر، لا شيء يتغيَّر؛ فكل شيء، وكل حادث، يَحْدُث كالمعتاد، ويَسْتَغْرِق حدوثه الزمن نفسه، وتراه، بكل أبعاده وجوانبه، كما اعتَدتَّ رؤيته، وكأنَّكَ ضِمْن "الثابت" في كلِّ ما تغيَّر، ويتغيَّر؛ فَهُنا "المُطْلَق" الكامِن في "النِّسْبية".
"إطاركَ المرجعي" هذا تغيَّر في استمرار، بالحركة تارةً، وبالجاذبية طوراً؛ وتغيَّر، في استمرار، أيضاً، "الزمن" لديك، لجهة سرعة جريانه، و"المتر"، مع "الأطوال".
نتائج وعواقب هذا التغيُّر (في "السَّاعة" و"المتر") لا تراها أبداً في "إطاركَ المرجعي"، أيْ ضِمْنه، وفي داخله؛ لكنَّكَ تراها في "العالَم الخارجي"، أيْ في كل ما يَقَع في خارج حُجْرَتِكَ.
وحده المراقِب الخارجي، أيْ الموجود في خارج حُجْرَتِكَ، وبعيداً عنها، هو الذي في مقدوره رؤية تلك النتائج والعواقب في داخل حُجْرَتِكَ؛ فهو الذي يرى (مثلاً) أنَّ الثانية الواحدة عندكَ تَعْدِل ساعات، أو سنوات، عنده، وأنَّ قَلْبَك ينبض 70 نبضة في السَّنة الواحدة، وأنَّ عُمْرَكَ الآن ألف سنة، وأنَّ طول حُجْرَتِك 300 متر، وأنَّ كل شيء عندكَ يَسْتَغْرِق حدوثه زمناً أطول بكثير من المعتاد.
أنتَ، وفي "أُطركَ المرجعية المختلفة"، ترى "المُطْلَق" مُقيماً أبدياً ضِمْن "إطارك المرجعي"، مهما تغيَّر؛ وترى "النِّسْبي" يتَّخِذ من "العالَم الخارجي" مسرحاً له.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاهلية الإسلامية!
- في -نسبية الحركة-
- قانون يُدْعى -تنظيم الحق في التظاهر-!
- -النقطة- التي منها وُلِدَ الكون!
- مِنْ عملة -الكيميائي السوري- إلى عملة -النووي الإيراني-!
- في قانون التكافؤ بين قوى الجاذبية وقوى التسارع
- -أوباما الإيراني- في -مرجعيته السورية-!
- واشنطن وطهران عندما تُعْلِن كلتاهما النَّصْر على الأخرى!
- -البترودولار- ما زال يستبدُّ بالعالَم!
- معنى -انحناء الفضاء-
- -الغاز- لغة القرن الحادي والعشرين!
- في البُعْد الرابع للمكان!
- الكون في عُمْرِه الافتراضي الجديد!
- إطلالة دحلان!
- -الخَلْق من العدم- في نظرياته الفيزيائية الحديثة!
- النفط الذي جَعَلَنا -أَمَةً- لا -أُمَّةً-!
- أين يكمن السبب في تباطؤ الزمن؟
- -جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!
- لا يكفي أنْ يريد الشعب شيئاً!
- آيات الخَلْق القرآني للكون في تفسيرها الحقيقي!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - أين -المُطْلَق- في -النسبية-؟