أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - -الغاز- لغة القرن الحادي والعشرين!














المزيد.....

-الغاز- لغة القرن الحادي والعشرين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 19:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



شركة "غازبروم" هي السلاح الذي صنعه وطوَّره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستعادة مكانة بلاده على المسرح العالمي، ولإحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي يزداد اعتماداً على الغاز (الصديق للبيئة).
سنة 1995، حدَّد بوتين الخطوط والمعالم الإستراتيجية لشركة "غازبروم"؛ وبدا مشروعا "السيل الشمالي" و"السيل الجنوبي" مدار الاهتمام الإستراتيجي للكرملين، الذي أدرك أنَّ "الطاقة"، وفي مقدَّمها "الغاز"، هي "لغة القرن الحادي والعشرين".
أدركت القوَّة العظمى في العالم، أيْ الولايات المتحدة، المعاني والمخاطر الإستراتيجية للمشروعين الروسيين، فشَرَعَت تُعِد العدَّة لمشروعها الموازي، المنافِس، والمضاد، والذي يُدْعى "نابوكو"، أو خط "باكو ـ تبليسي ـ جيهان"؛ ففي هذه النقطة مدار الصراع بين روسيا والولايات المتحدة تَكْمُن الملامح السياسية ـ الإستراتيجية للقرن الحادي والعشرين، الذي تجتهد الولايات المتحدة في جَعْلِه قرنها.
رأت موسكو في مشروع "نابوكو" دليلاً بَيِّناً على عزم الولايات المتحدة على بسط هيمنتها على غاز البحر الأسود وغاز أذبيجان، فسارعت إلى التأسيس لـ "تكتُّل شنغهاي"، والذي نواته تحالفها مع بكين. ويتسلَّح هذا "التكتُّل" بمشروعي "السيل الجنوبي" و"السيل الشمالي" للسيطرة على منابع الغاز، وعلى أوروبا، من ثمَّ.
كان ينبغي لمشروع نابوكو أنْ يسبق المشروعين الروسيين، وأنْ يخرج إلى الوجود سنة 2014؛ لكنه تأخرَّ إلى سنة 2017، فجرت الرياح بما تشتهي سفينة روسيا، أيْ أنبوبها.
عَيْن الولايات المتحدة الآن على الغاز الإيراني، وعلى الغاز في لبنان وسورية؛ فسورية ولبنان، وباحتياطهما من الغاز، هما الآن مدار صراع بين موسكو وواشنطن؛ ولقد اشتد هذا الصراع إذْ سمحت سورية بمرور الغاز الإيراني إليها عَبْر العراق.
وعلى أهمية احتياط الغاز في شرق المتوسط (لبنان وسورية وإسرائيل) يبقى غاز إيران مدار الصراع الأشد بين موسكو وواشنطن؛ ولقد استفزَّت طهران واشنطن كثيراً إذْ اتَّخَذَت من العراق وسورية ممراً لغازها.
مِنْ قَبْل، نظرت الولايات المتحدة في الطريقة الفضلى لوضع يدها على الاحتياط الهائل للنفط والغاز عند العرب، والذي يبعد عنها آلاف الأميال من مياه البحار والمحيطات، فجاء وزير نفطها، بعد حرب "عاصفة الصحراء" ليقترح "استئجار النفط" كما يُستأجر أي عقار. وبحسب هذا الاقتراح، تَضُخُّ بعض الدول العربية "فائضاً نفطياً"، يُنْقَل إلى أراضي القوَّة العظمى في العالم، ليُخزَّن فيها؛ ويبقى هذا "العقار من النفط" مملوكا لهذه الدول من الوجهة القانونية؛ أمَّا "المستأجر (وهو الولايات المتحدة)" فيدفع إيجاراً سنوياً!
أمَّا اليوم فالولايات المتحدة، وبفضل "ثورة النفط والغاز الصخريين" التي تشهدها الآن، ستغدو، بحلول سنة 2035، مكتفية ذاتياً من الطاقة، وستَفْقِد مصادِر الطاقة الخليجية العربية، من ثمَّ، أهميتها الإستراتيجية بالنسبة إلى القوَّة العظمى في العالم.
الولايات المتحدة تُحْكِم الآن قبضتها (الإستراتيجية) على "أوروبا الجديدة"، أيْ على دول أوروبا الشرقية التي تريد لها القوَّة العظمى في العالم أنْ تكون "حاجزها الجيو ـ إستراتيجي" بين روسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي، والموضع الذي منه تمارِس ضغوطها الإستراتيجية على الطرفين، أيْ على روسيا والاتحاد الأوروبي. وتريد الولايات المتحدة لهذا "الحاجز" أنْ يكون متَّصِلاً متَّحِداً مع "حاجز جيو ـ إستراتيجي آخر (لها)" في آسيا الوسطى حيث الثروة النفطية الهائلة في بحر قزوين، الذي منه تمتد خطوط أنابيب النفط والغاز إلى "أوروبا القديمة"، أيْ إلى أوروبا الغربية.
مشروع "نابوكو" هو حربٌ على "الترسانة الغازية لروسيا"، وحرب من أجل تحرير "أوروبا القديمة" من "الهيمنة الغازية الروسية"، لغزوها بالغاز الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.
وفي هذه اللعبة الإستراتيجية العظمى، تتمتَّع إيران (وهي من الدول الكبرى نفطياً وغازيَّاً) بموقع جيو ـ إستراتيجي في منتهى الأهمية، فهي مطلة على مضيق هرمز، الذي عبره يمر قسم كبير من إمدادات العالم النفطية، وعلى مقربة من أهم مصادر واحتياطات الطاقة النفطية والغازية في العالم (فهي تتوسط "البحرين النفطيين العظيمين"، بحر قزوين وبحر الخليج العربي) وعلى مقربة، أيضاً، من الأنابيب الجديدة لنقل الغاز إلى أوروبا، والتي هي (الأنابيب) مدار تنافس وصراع بين روسيا والولايات المتحدة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البُعْد الرابع للمكان!
- الكون في عُمْرِه الافتراضي الجديد!
- إطلالة دحلان!
- -الخَلْق من العدم- في نظرياته الفيزيائية الحديثة!
- النفط الذي جَعَلَنا -أَمَةً- لا -أُمَّةً-!
- أين يكمن السبب في تباطؤ الزمن؟
- -جنيف-.. حَلٌّ على هيئة -الجبنة السويسرية-!
- لا يكفي أنْ يريد الشعب شيئاً!
- آيات الخَلْق القرآني للكون في تفسيرها الحقيقي!
- -الإله- الذي امتدَّ من -الدِّين- إلى -الفيزياء-!
- -مفاوضات- يتوقَّف فيها الزمن!
- في هذه الطريقة يُحطِّمون -مادية- المادة!
- هل في القرآن ما يُشير إلى -كروية- الأرض؟!
- -المادية-.. هذا هو معناها!
- -تجاربهم العلمية- لدحض -المادية-!
- بشار الذي جَعَل من تدمير -ترسانته الكيميائية- سبباً للبقاء!
- نُذُر أزمة اقتصادية عالمية جديدة!
- -تَمَدُّد الكون- في تفسير آخر ومضاد أَتَقَدَّم به!
- الأُمُّ الأصغر من ابْنَتها!
- إيران التي -ساعَدَت- أوباما في سورية!


المزيد.....




- صندوق النقد: مصر ستعالج تسهيلات السحب على المكشوف من البنك ا ...
- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - -الغاز- لغة القرن الحادي والعشرين!