أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس مرة أخرى عن المجالس الثورية المواطنية















المزيد.....

تونس مرة أخرى عن المجالس الثورية المواطنية


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4299 - 2013 / 12 / 8 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس ـ مرة أخرى عن المجالس الثورية المواطنية
المسارات الديمقراطية وتنويعاتها و أشكالها لم يعد بمقدورها احتواء الصراعات الطبقية التي صارت حادة حيث صارت الأغلبية على الهامش.
رأس المال يرتد إلى قرن ونصف مضى ووضع القوى العاملة يرتد إلى نفس الحيز خصوصا في البلدان الطرفية.
أرباح رأس المال كانت تستخلص بقتل العمال بأكثر من 12 ساعة عمل وبتشغيل الأطفال والقصر .
رأس المال أمس هو نفسه رأس المال اليوم.
اليوم رأس المال أرباحه يستخلصها بلفظ الأغلبية خارج دورته وتحويلها إلى عبء على الأقلية التي تعمل وعبء على نفسها وعبء على الحياة كما تسطرها قواه العمياء والمبصرة ويفرضانها بعماها على حركة التاريخ.
هنا الخلل وهنا أين يجب أن نتنبّه.
الرأسمالية صارت خارج التاريخ.
الرأسمالية صارت هي التناقض الذي يجب أن يزول ويندثر دون رجعة.
الرأسمالية صارت لا تتقدم إلا على جماجم الأغلبية الساحقة من البشر.
الرأسمالية صارت معادية للحياة .
الربح صار معاديا للحياة.
المسألة أصبحت فوق الطبقة وفوق الأمة.
وأكبر من الحزب وأكبر من الدولة.
المسألة صارت تهم الأغلبية الكونية.
المسألة صارت تهم الأغلبية ضد الأقلية حول الحق في الحياة.
أي أن أي معالجة لحقوق الأغلبية صار لزاما عليها تتأسس في حقل آخر ليس حقل الرأسمالية بالضرورة.
إن المسألة لم تعد متعلقة بالتخطيط والتسيير أي بالنجاعة الاقتصادية ولا بالحريات السياسية والعدل والتوزيع ولا بالرعاية الاجتماعية.
المسألة صارت تخليص البشرية من نظام الملكية الرأسمالية برمته.
أي تخليص الموارد والثروات وقوة العمل والتخطيط والتشريع والتسيير من مدراء رأس المال وخبراء رأس المال واستراتيجيي رأس المال ووضع الأغلبية يدها على كل هذا .
إلى حدّ ما أثبت الصيرورات الثورية التي تشهدها المنطقة العربية والتي لا يجب النظر اليها بمعزل عن تفجر الأوضاع واحتداد الصراع الطبقي في اليونان والبرتغال وإسبانيا وايطاليا حيث يمثل كل ذلك أحد تمظهرات صراع الأغلبية ضد رأس المال هذا الصراع الذي ما زال مستمرا بشكل غير متكافئ لعدة أسباب خاصة بالأغلبية تتمحور كلها سواء في جنوب أوروبا أو في المنطقة العربية بغياب الاستقلالية السياسية والتنظيمية للأغلبية التي لا تملك عن رأس المال .
في اليونان رأينا وعلى امتداد الثلاث سنوات الفارطة صراعا طبقيا محتدا ومواجهات طبقية انخرط فيها جزء من الأغلبية ـ خدامة طلبة معطلون شباب موظفون ـ لكن دون أداة تنظيم مستقلة أي دون مجالس ثورية ولم تتوج مثل هذه الصراعات بانتصارات ثورية وهزائم لرأس المال لا في اليونان ولا في اسبانيا كما لم تتوج أيضا بحلول جذرية او حتى متوسطة المدى لأزمة رأس المال. لذلك ستظل الحرب الطبقية والصراع مفتوحا لأمد بعيد وهي حالة ليست بجديدة على النظام الرأسمالي ولا على منظومته السياسية. لقد صار النظام يسود في الفوضى .
لقد صار رأس المال قادرا على الاستمرار في وضع الفوضى مادام لا شيء هناك يهدد تواصل استخلاص فائض القيمة والأرباح.
لقد صارت الرأسمالية في حدّ ذاتها تعني الفوضى بل تطبيقا للفوضى.
مهمة استولوا على البنوك مهمة ثورية ومهمة اليوم وغدا في كل شبر رأسمالي وليس هناك من شبر غير رأسمالي.
مهمة تسلحوا لدحر رأس المال هي أيضا مهمة ثورية اليوم وغدا.
مهمة انتظموا باستقلال عن رأس المال هي أيضا مهمة ثورية اليوم وغدا.
لم تتوج الصيرورات الثورية لا هنا ولا هناك بانتصارات ثورية وبهزائم لرأس المال ليس كما يعتقد البعض لأن الحركة كانت عفوية.
ما من حركة إلا وهي عفوية ولا عفوية في ذات الوقت.
ليس هناك حركة عفوية بالمطلق وحركة منظمة بالمطلق.
هذه تقسيمات مدرسية لا جدلية لا توجد إلا في أذهان أصحابها .
لم تنتصر الجماهير لأنها بقيت أسيرة أنماط من التنظيم التي استوعبتها المنظومة الرأسمالية.
رأس المال ومن بعد الحرب العالمية الأولى استوعب الحركة الاشتراكية الديمقراطية. والاشتراكية الديمقراطية صارت ايديولوجيا الدولة أي أيديولوجية رأس المال .
رأس المال استوعب التنظيم الاشتراكي الديمقراطي والشيوعي الأوروبي والشيوعي العربي.
نظام رأس المال كان له القدرة على استيعاب تنظيمات الخدامة والمعطلين والنساء والشباب والمهاجرين وكل أنواع التنظيمات الهرمية البيروقراطية .
منظومة التنظم الرأسمالية تمكنت من الهيمنة بجعل الناس ينتظمون وفق شروطها ومن داخل مشروعها.
صارت أحزاب الخدامة ونقابات الخدامة التي تقول عن نفسها يسارية واشتراكية :لبرالية.
هذا ليس وليد اليوم إنه من أيام الاشتراكي الألماني August Bebel
في تونس بعد 14 جانفي 2011 توجه عمل أحزاب اليسار اللبرالي كما عمل الشريحة البيروقراطية المهيمنة نقابيا إلى كسر التنظيمات المواطنية الثورية التي ظهرت ليس عفويا بل لحاجة النضال ضد ديكتاتورية بن على أثناء تفجر الصراع وكانت ذات فعالية كبيرة خاصة في الدفاع الذاتي ، كما تواصلت معاداتها لكل أشكال التنظم الذاتي التي كانت تظهر بين الحين والحين طيلة كل العصيانات والنضالات الطبقية والاحتجاجات المواطنية العارمة.
مثال تونس يبرز بشكل سافر الهوة التي أصبحت تفصل مصالح الجماهير عن هذه الأحزاب والنقابات.
لقد انحطت كل هذه الأشكال من التنظيم وصارت ضد مصلحة منتسبيها.
لقد أستوعبها رأس المال فارتبطت به وصار يمولها و أصبحت من داخل منظومته المعادية لحقوق الأغلبية وللثورة.
لقد صارت تنظيمات حارسة لرأس المال مرتبط وجودها بارتباطها به.
رأس المال لم يعد يخشى مثل هذه التنظيمات التي هي تنظيمات الأقلية.
لم يعد يخشى التنظيمات التي في فلكه.
لقد أصبح من إستراتيجياته الهيمنية أن لا أن ينتظم الناس خارج فلكه خارج اشرافه دون ارتباط به ودون تمويل منه أي خارج مشروعه .
رأس المال لا يخشى إلا التنظيمات الذاتية ولا يخطط إلا لإطاحة بالتنظيمات الذاتية لأنها تطيح بإحدى استراتيجياته المركزية الهيمنية ألا وهي الحيلولة دون تنظم الأغلبية على قاعدة طبقية قاعدة مصالحهم أي على قاعدة الاطاحة به كمنظومة معادية لهم.
العدو اللدود لمنظومة رأس المال ليس إلا التنظيمات المواطنية الثورية لأنه إذا أنتظم الناس ذاتيا يسقط دور المدير والزعيم يسقط الهرم والبرنامج وتفتضح ديكتاتورية الهياكل على القاعدة وديكتاتورية الفرد على المجموعة وتفتضح اللعبة السلطوية الحزبية برمتها الحزب والجماهير.
الجماهير لا حاجة لها بحزب
الجماهير تحتاج تنظيماتها هي الذاتية .
الجماهير ليست عفوية حتى وهي غير منتظمة.
ساعة الحركة الجماهير تتحرك منظمة وتواجه منظمة وتتقدم منظمة .
الجماهير لا تحتاج التنظيم إلا للحركة والثورة لذلك فميلها الطبيعي هو دائما للتنظم وليس لـ ـ اللاتنظم و للسيطرة على هذا الميل الطبيعي للتنظم باستقلال عنه عمل راس المال أولا على استيعاب الأشكال السائدة من تنظيمات الجماهير وابتدع أشكالا أخرى لمكافحة كل امكانية للتنظم الذاتي كالجمعيات والتعدديات الحزبية والنقابية وغيرها.
سيبقى دائما سلاح التنظم أحد أهم الأسلحة التي بها يتحدد النصر أو الهزيمة إننا لا نعني بالتنظم غير تلك المجالس المواطنية الثورية تنظيمات الأغلبية والتي تمثل اليوم بالنسبة للمعركة الطبقية البديل عن تنظيمات الأقلية التي سقطت بيد رأس المال : الأحزاب الهرمية البيروقراطية و النقابات البيروقراطية والجمعيات المرتبطة.
ــــــــــــــ



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمة اليوم للبناء من أسفل للتنظم من أسفل
- إلى منصف المرزوقي ثمة نار ستحرق الكلاب جميعا
- كلمة إلى سليانة في ذكرى الرش
- تونس لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتص ...
- الصيروة الثورية مستمرة وملايين البوعزيزي هنا بيننا
- لا تقلقوا قد يخرجوه حتى من القبر
- تونس هؤلاء هم من يخطط وينفذ ويستفيد من مخطط الاغتيالات السي ...
- الممكن والمستحيل والثورة وإسقاط النظام
- لماذا نترك الجرح ينزف!
- بعض الحقائق حول الجمعيات الممولة والمرتبطة في تونس
- تحيا السياسة بيد المخابرات يحيا الحوار - الوطني - تحت الحما ...
- الوفاق ولا جديد فقط الانقلاب يتقدم
- لذيول النظام في تونس لم يمكّن للنهضة غيركم
- الأزمة في الأساس ليست في -الفوق-
- بعض كلام فقط للشعب الأعزل
- مصر عملية ترتيب الفوضى تطلبت جريمة بمثل الجريمة المقترفة ال ...
- لما لا رئيس حكومة من الأعراف! ليعتل TICA [1] السلطة باسم ان ...
- هذا كان طرحنا وموقفنا ومهمتنا المباشرة ولازال
- لماذا المجالس المواطنية الثورية [1]
- إنها بذرة المجالس المواطنية الثورية


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس مرة أخرى عن المجالس الثورية المواطنية