|
|
في شمعته الثانية/ حوار مع الشاعر العراقي الراحل مهدي محمد علي
مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 11:27
المحور:
الادب والفن
في شمعته الثانية :28/11/ 2011 أنا شجرة في حديقة عامة الشاعرمهدي محمد علي حاوره : مقداد مسعود
لم يغادروا مثلما..السائح الاجنبي..لقد كشرت الفاشية عن مخالبها في آواخر سبعينيات القرن الماضي..وستكشر عن شفلاتها في انتفاضة آذار 1991..وحين تسقط الفاشية في ربيع 2003 ستكشر عن مقابرها الجماعية ،يومها المسافة بين أرضنا والسماء بحجم ثقب الأبرة..من هذه (السعة) غادروا..لم يأخذوا معهم أي شيء سوى أصرارهم على قول (لا) للنظام الشمولي ولأن (الأنا) لديهم هي نص ،فلم يفتحوا أزرار قمصانهم للكاميرات الشعراء البصريون الثلاثة: عبد الكريم كاصد ..مهدي محمد علي..مصطفى عبد الله..وحين وصلوا الى هناك، صار كل همهم هنا وبتوقيت هنا أنبثقت صيرورتهم الساخنة وهم يتناولون خبزا أثلجته المنافي..وإذا كانت الدنيا بستانا فأن (البصرة جنة البستان) كان من الممكن ان يبقى مهدي محمد علي يدرّس اللغة العربية في أعدادية الكفاح،لكن من غير الممكن ان يكون زيتوني القيافة والثقافة ..لذا قرر الشاعر الرحيل الخشن،ليكون هو، لا ان يكون سواه وأعانته الوجوه الندية على صيرورته الجميلة بتفردها ... إني أحييك مرتين...باسم جريدة الحقيقة أحيّ المناضل الذي فيك..وأحيّ الشاعر الذي فيك بإسم صفحة ثقافة.. *في نهاية كل قصيدة من قصائدك، للمكان توقيعه التالي خارج النص :(بصرة حلب )( بصرة الشام)( بصرة باريس) هذه الثنائية تقودني الى ثنائية داخل القصيدة الواحدة ..أرى ان انشطار قسريا يكون هو المتسبب في انشطار داخل النص..ما تعليقك على ذلك؟ *حكاية نسبة المكان الذي أكتب فيه الى البصرة، نضجت عام 1996 وقد جاءت لأني أحمل البصرة في روحي كل هذه السنين وأنني أعيش هواجس المنفى عبر هواجس البصرة أو انني أنبض بالبصرة رغم وصفي للمنفى وصرتُ أوّقع نصوصي مكانيا هكذا حتى وان لم يكن موضوعها البصرة ان هذا لاعلاقة له بالنص ولايصيبه بالانشطار،كما بدا لك أو يبدو لك...أنه علامة لي أضعها في نهاية كل نص لتكون عنوان الثنائي: عنواني الثابت(البصرة) أو عنواني المتحرك ،حيث أكتب النص في هذه المدينة أو تلك.. في هذا البلد أو ذاك. *أين يتموضع الشاعر مهدي محمد علي،ضمن المشهد الشعري العراقي؟ *كي أجيب عن هذا السؤال ينبغي لي ان أرسم المشهد الشعري العراقي وأحدد مناطقه وملامحه وعناصره ومساحة كل حيثية فيه ان هذا يتطلب الكثير الذي هو من أختصاص النقاد ومن مهمتهم ومن جانبي فأنني لاأبيح لنفسي ان احدد صفتي او موضعي غير انني استطيع ان اصف تجربتي الشعرية لأضيئها،لا لكي أعطيها قيمة محدودة أو درجة بعينها ولقد وصفتُ نفسي مرة وأنا أتحدث عن تجربتي بأنني(شجرة في حديقة عامة) أنتظر ان يلتفت اليّ احد العابرين فينبه عابرا آخر..فآخر..حتى يقبل الناس نحوي *أحيانا وضمن القصيدة الواحدة،تميل الى نثرية عادية جدا وتلك ملاحظتي الشخصية على ماقرأته لك..ألا تخشى على شعرية النص من ذلك؟ *من قال ان النثر نقيض الشعر وايضا من قال ان هناك كلمات لاتصلح للشعر وأخرى تصلح له...ان النص اما ان يكون ناجحا او فاشلا وان كان ناجحا فأن ذلك يتأتي من النص بكل مقاطعه ومنحنياته وتداخلاته...ثم لابد من القول هنا بأن مثل هذه الملاحظة لابد ان تعزز بمثال ملموس كي يكون كلامنا حولها ملموسا *أستعدت البصرة من خلال كتابتها،فأحتفظت بنسخة حيوية من طفولتك وبالطريقة هذه تصديت للمنفى...مارأيك؟ *ان مشروع كتاب (البصرة جنة البستان) الذي استغرق ثلاث سنوات بدأ من عام 1982 حين تأكدت حالة النفي وحين أستشرفت المستقبل فرأيت ُ انني لن اعود الى مدينتي إلاّ بعد سنين طويلة،كما انني حين يقيّض لي ان أعود الى بصرة الطفولة والصبا ..لأنها أصلا بدأت تتثلم منذ ازالة (الطاق) في (العشار) ومن ثم مبنى (البنك العربي) فساعة (سورين) وتتابع الهدم والتحولات في البنيان والعمران ..عند هذا الذي شكل شبه يقين عندي قررت ُ ان أحمل مدينتي معي مهما تتبدل المنافي والبلدان والمدن بكل احوالها وتحولاتها ورأيتُ ان ذلك يستلزم ان احفظ مدينتي تلك في صفحات كتاب وعليه باشرت برسمها بالكلمات..هذه هي القضية..لم أفكر بالمعنى على قساوته قدر ما كنت أفكر بمدينتي في مكانها وزمانها قد أبدّت في روحي وعلى صفحات كتاب لي وللآخرين فهي درعي الواقية ازاء كل تحولات المنفى.. *لم تكتب مايجب ان تكتبه في ..(البصرة جنة البستان ) بسبب الخوف على أهلك هنا..؟ *لقد كتبتُ مايجب ...ما أريد كتابته وإذا كنت قد نحيت ُ جزئيات أو حوادث أو أشخاصا...ألخ فلأنها لم يكن لها مجال في السياق الفني للكتاب..لأني لم أقصد توثيقا للمدينة رغم توفر عنصر التاريخ ولم أقصد المذكرات من ذاكرتي الشخصية ولذا فأنني أهملتُ أشياء لا لسبب سوى السبب الفني وقد رسمتُ المدينة كما رأيتها وعشتها وكما رأيتُ ناسها وعايشتهم من عمر الخامسة حتى الخامسة عشر.. *معلومات لابد منها *أجريتُ الحوار معه في البصرة26/ 2/ 2005في مقر الحزب الشيوعي العراقي *صدر الحوار في (الحقيقة) جريدة الحزب في البصرة/السنة الاولى/ العدد(20)/ السبت 19/ آذار/ 2005 *هذا العدد من الجريدة..لم أعثر عليه في الارشيف الموجود لدى مكتبنا الصحفي في البصرة..بقية اعداد (الحقيقة) متوفرة....شخصيا بسبب فوضوية مكتباتي الشخصية..لم أعثر على هذا العدد ...لديّ *وحده الاستاذ جاسم العايف..مَن أعانني وبذل جهدا خاصا لاأعرف كيف اشكره وهو يعيرني نسخته الخاصة من (الحقيقة)..وأنا ممتن له الامتنان كله على موقفه النبيل ..
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسود والأبيض
-
المفكر الدكتور حسام محي الدين الآلوسي.................سلاماً
-
استعادة المفتقد/ حوارية الشعر....- الشاعرة رسمية محيس في(ثرث
...
-
مسح ضوئي/ أضغاث أحلام
-
أميل سيوران/ التخصص في العواء - حياكة الجليد
-
فرن صمون
-
يوم الظلة في كف الغائب
-
كيمياء القصيدة العراقية
-
اللون كشخصية رئيسة أو العزف على الالوان....في دورق الشاعر شي
...
-
أيام الحلم الممكن. خالدة سعيد...في يوتوبيا المدينة المثقفة
-
المراقبة كنظام سلطوي/ المراقبة كسلوك فردي...غائب طعمة فرمان.
...
-
الارتهان الانتاجي
-
هندسة اجتماعية...55/ 14 تموز
-
ياكريم السلمان
-
مسح ضوئي/ 2- القراءة السماعية وما ينوب عنها..
-
قراءة مجاورة..المفتاح في مرآوية المعرفة..الباحثة فاطمة المحس
...
-
مسح ضوئي
-
الخياط (ط. ل)
-
نواقيس وليد هرمز
-
فيل البنغال
المزيد.....
-
يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
-
موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع
...
-
فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل
...
-
أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا
...
-
العرض المسرحي “قبل الشمس”
-
اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال
...
-
المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية
...
-
يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
-
رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
-
نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46
...
المزيد.....
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
المزيد.....
|