أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - استعادة المفتقد/ حوارية الشعر....- الشاعرة رسمية محيس في(ثرثرة)















المزيد.....

استعادة المفتقد/ حوارية الشعر....- الشاعرة رسمية محيس في(ثرثرة)


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 07:16
المحور: الادب والفن
    


إستعادة المفتقد ... حوارية الشعر..
الشاعرة... رسمية محيبس في (ثرثرة)
مقداد مسعود

(لماذا توزعين الحنّاء على الفقراء ؟
لكي ينهضوا صباح العيد
وأيديهم ليست فارغة ).
بعد قراءتي الثانية للمجموعة استوقفتني طويلا هذه الاسطر الشعرية..رأيتُ فيها قصيدة قصيرة مكتملة..فيها تكتمل شروط النص العميق بقصره.. وإذا كان السؤال يومىء الى بخل السائل وأعتراضه على هذا الاسراف واذا كان السؤال يضخ تعاليا طبقيا..فأن الاجابة عرفت غاية السؤال ،لذا دخلت كرة الاجابة
مسجلة هادفا ذكيا..كما ان الاجابة لم تكتف بذلك ،بل اخبرتها
في طيتها عن توقيت توجيه السؤال ،وهكذا كقارىء سأعرف ان السؤال كان قبل حلول العيد بيوم..وربما توجه السؤال في ليلة العيد والحناء بمثابة اول عيدية أي أول عملة نقدية تنالها ايادي الفقراء..ولنحدد راحات الفتيات ..
في هذه العينة الشعرية التي التقطتها من قصيدة (العيد/ 48- 50)..ازاء حوارية :صوت تساؤل / صوت إجابة.. وستكون الحوارية هي القوة الدافعة للسيرورة من خلال ثلاث أسئلة :
*من أي القبائل أنت ِ؟
*لماذا....الحناء؟
*لماذا تحدقين في وجوههم الصفر..؟
وسيكون جواب السؤال الاول : أنا من قبيلة الدموع *
وستكون الاجابة الاطول من حصة السؤال الثالث..
وآليات الحوار الشعري.. لها السيادة في مجموعة (ثرثرة) للشاعرة رسمية محيبس....والحوار يشتغل على ثانئية الداخل/ الخارج
في (الألم الغريب) وهي القصيدة الاولى في المجموعة، نقرأ السطر الاول:(لمن هذا الصوت
الممتلىء بكل هذا المطر)
وسنعرف في نهاية القصيدة انها ذات سيرورة داخلية/ منولوغ..
ونستلم معلومات عن ذات نسوية :
*وماكنت أسيرة سوى لذكريات لاتهدأ
*متوزعة بين هذا الضوء وبين السكون
*متعبة أنا..
لاأشير سوى للأعاصير الميتة
*خجلة أمام المرايا..
*سأنزع هذه النجوم الملتصقة بي
وهذا المنولوغ سنلاحظه في (نهايات) القصيدة الثانية في المجموعة الشعرية..بملموسية عالية، من خلال شريط الذاكرة التذكارية..يتم استحضار الغائب (ظهيرة لايملؤها حضورك/)
وأشخص وفق أنتاجيتي ل(ثرثرة) ان الذاكرة التذكارية في قصائد الشاعرة رسمية محيبس من خلال فعل الماضي الناقص (كنت) شهود عدلي العينات التالية من قصائدها :
(كنت أجلس وحدي/ ص11/ قصيدة ثرثرة)
(كنت أتأهب لمجيئها /ص14/ قصيدة بأنتظار القصيدة)
(كنت أجلس هنا وأتأمل مايجري/ ص20/ قصيدة الى الجواهري)
(كنت اقطف من نخيلك وأكبر/ص24/ ظلال تتعانق)
(لقد كانت أيامي
وكنت أحدق في كل هذه الألوان /ص37/ فراشة)
(كان ذلك صباحا بعيدا
كنت بلا قيود /ص66/ تغيير)
(حدث اني كنت في شوق اليك/ ص72/ قصيدة(.....) )
(كانت الخطى تتوهج على الرمل /ص86/ موجة)
(وكانت أمي.ص91/ من يزرع الشوك)
(أعترف اللحظة اني كنت أنتظر وصلك/ ص92/ أرجوحة)
(ماكنت وحدي حين حل الشوق بي
كنت معي
كان للهواء نعومة الماء/ ص115/ نعجن الارغفة بدمعة الحنين)..
ان احصائي لفعل الكينونة ..كشاهد عدل يعني ان لهذا الفعل فاعلية تخصيب قصائد المجموعة الشعرية للشاعرة ..وللتأكيد من جانب ثان ان الحاضر معلق بين قوسين تعليقا فينومينولوجيا....ثمة تغيّب بشري يتدرج من الواحد الى الكثرة
(ظهيرة لايملؤها حضورك /ص 8/ نهايات)..
(فقد رقد الكل
أجلس وحيدةص28/ اقتراف )
(نسيت في محطات البريد أسماء أصدقائي/ص51/ هذا هو وجهك )
(لم اقترب كثيرا منك لتجرحني
كل هذه الأشواك /ص55/ عن الاشواك التي جرحت يدي)
(لاطريق يؤدي إليك /ص72)..
لكن الذات الشاعرة لاتفعل اتصالياتها المجتمعية فقط ضمن هذا المحور..ثمة اتصالية نصية بين الذات الشاعرة ونصها الشعري
(بأنتظار القصيدة/ ص14) (مطر/ص30) وبين الذات والذات الشعرية الكبرى (الى الجواهري/ص20) أو..مع الذات تشكيلية محتدمة تشكلت منها فرشاة فان كوخ..(زهرة عباد الشمس /ص63)..وهناك اتصالية : الذات / شعرية المكان :(من وحي الغراف /ص32)( العودة الى أور/ص98)..أ تأمل هذه القصيدة المشحون بهدوءٍ أزرق..الشفيفة الأنكسار.. التي استعملت وجيز الحكي في الشعري.. والعلاماتي الوامض مرة مجسدا (تفاحة)
ومرة مستحضرا كمخيلة... القصيدة عنوانها مألوف ومستعمل بوفرة لكن الشاعرة رسمية محيبس تناولته بخبرتها الشعرية
فتخلص النص من الزوائد كافة،وهكذا كانت الكتابة بالحذف أكثر بلاغة من الكتابة بالتثبيت المطوّل.. سأثبت القصيدة وبالتالي اتناولها:
في عيد الحب
في عيد الحب
من عام فائت
قدمت لي تفاحة
وبطريقة ناعمة
قلت : خذي
إنها لك
التهمتها بسرعة
آسفة كان يجب أن أحتفظ بها
لاعليك.
هي لك على كل حال

نلاحظ ان العنونة تفعل فهمنا للنص بشكل سريع.. وهي من العنوانات الاشتقاقية كما علمنا العابر الاستثنائي الاستاذ محمود عبد الوهاب في (ثريا النص).. فهو عنوان القصيدة ومفتتحها ..ثانيا ان الحكي يشتغل على الذاكرة التذكارية..(من عام فائت )..ثالثا نلاحظ ان الشعري يتماهي اتصاليا في الأنثربولوجي (تفاحة)..ولايكتفي بذلك بل يشتغل في تضاد مع الانثربولوجي المتعارف عليه حول التفاح... وهنا نعتمد على فطنة القراءة
في التعامل مع شفرة السطر التالي..
(ألتهمتها بسرعة ..
آسفة كان يجب أن أحتفظ بها)..مابين القوسين يتمفصل في نسق ثلاثي
*الإلتهام.....................ألتهمتها
* الأسف.......................آسفة
*الاحتفاظ وجوبا ---------- كان يجب ان احتفظ بها
التفاحة في النص..أعادتني الى النص قديم ..يقول فيه احد الشعراء..
قطعتُ برتقالتي نصفين
أعطيتك نصفا
وأعطيت النصف الآخر
لك ِ أيضا..
لو قارنا هنا بين التفاحة في نص الشاعرة والبرتقالة في نص الشاعر لوجدنا الاختلاف..في تمام الوضوح..في البرتقالة ثمة أثرة صوفية متعالية في البذل ..في التفاحة ثمة أنا..مدفوعة بقواها الذاتية الى الداخل وليس الى الخارج..وهي أنا سرعان ماتعي انها اقدمت على الفعل الخطأ ،لذا فهي تعتذر لذاتها قبل اعتذارها للمهدي (آسفة )..ولاتكفي بأعلان الأسف.. بل تضيف..(كان يجب ان احتفظ بها)..لكن قبل هذا الاعلان والتأسف..ثمة ايماءة شعرية شفيفة..تلقي تبعة فعل الانثى على الرجل.. فالأنثى تحمل نبرة الرجل مسؤولية كل ذلك..(بنبرة ناعمة ،قلت : خذي )..ان تثبيت نوع النبرة ليس فعلا اعتباطيا،بل له وظيفته الايمائية ،ربما تعني ان هذه النعومة الذكورية تخفي في طيتها الكثير من افعال الذكورة في هذا المضمار..أليس الشعور كلمة تخفي أعدادا من الوظائف الجزئية،تسويات عاطفية،انفعالات مشوشة،حالات وجدانية داخلية ..حدوس ..ضمن فلسفة الإرادة لدى بول ريكور ؟(2)...في ذكرى ذلك اي في عيد الحب...(واليوم وفي ذات الموعد )..سيحضر الرجل الغائب لابشخصه بل برائحة غوايته للأنثى..
(إجتذبتني تلك الرائحة
كان بأمكاني ان امد يدي
لاقتني
لكن اين يداك
وهما تحتفظان برائحة التفاح
على كل تفاحة نكهة يديك
وقلبك )..ان الانثى لديها امكانية اليد،لكنها إمكانية مقيدة بشرط غياب الرجل..(إين يداك..)..والرجل معرّف لامن خلال يديه بل من رائحة بثهما لرائحة التفاح ( تحتفظان برائحة التفاح ) اذا كان للتفاح سطوة الرائحة فأن ليدي الرجل مؤثريتها في التفاح(على كل تفاحة نكهة يديك وقلبك ) والرجل من خلال يديه ليس غائبا أو مغيبا بل منشغلا بتوزيع قلبه في القلوب..
(تحلقوا حولك
وقد اجتذبتهم الرائحة
والقلب الذي يقسمه الحب
الى محطات
ويضيئه بسحر غريب)..
ستعود الشاعرة رسمية الى سيرة التفاح في قصيدة..(أرجوحة)...حيث يرد ذكر العلامة ذاتها(والتفاح الذي يكلأ أغصان روحي/ص92)...في منتصف القصيدة..التي وظيفتها حل نزاع الذات في اشكالية التناسب اللاتناسب فيها....
في قصائد(ثرثرة) للشاعر رسمية محيبس..تكون اهم وظيفة للقصيدة استعادة المفتقد...فيحصل فعل القراءة على محطات شعرية تستحق التوقف عندها والتمعن فيها....
(1)رسمية محيبس/ ثرثرة/ دار تموز/ دمشق/ 2013
*الغت قراءتي سؤالا وفق حريتها في التلقي وليس من باب دكتاتورية الحذف...
(2)بول ريكور/ فلسفة الإرادة / الإنسان الخطّاء/ ترجمة عدنان نجيب الدين / المركزالثقافي العربي/ بيروت/ ط2/ 2008



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسح ضوئي/ أضغاث أحلام
- أميل سيوران/ التخصص في العواء - حياكة الجليد
- فرن صمون
- يوم الظلة في كف الغائب
- كيمياء القصيدة العراقية
- اللون كشخصية رئيسة أو العزف على الالوان....في دورق الشاعر شي ...
- أيام الحلم الممكن. خالدة سعيد...في يوتوبيا المدينة المثقفة
- المراقبة كنظام سلطوي/ المراقبة كسلوك فردي...غائب طعمة فرمان. ...
- الارتهان الانتاجي
- هندسة اجتماعية...55/ 14 تموز
- ياكريم السلمان
- مسح ضوئي/ 2- القراءة السماعية وما ينوب عنها..
- قراءة مجاورة..المفتاح في مرآوية المعرفة..الباحثة فاطمة المحس ...
- مسح ضوئي
- الخياط (ط. ل)
- نواقيس وليد هرمز
- فيل البنغال
- تراس بولبا
- أولاد شوارع
- لحظة احتفاء(4)


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - استعادة المفتقد/ حوارية الشعر....- الشاعرة رسمية محيس في(ثرثرة)