أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الارتهان الانتاجي














المزيد.....

الارتهان الانتاجي


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 11:04
المحور: الادب والفن
    


الأرتهان الانتاجي لدى إمام البلاغة وسيد نهجها...

مقداد مسعود
ألتقط ُ وحدةً سردية ً صغرى من (نهج البلاغة) ..وأحاول الطواف حولها..
(تستريح البهائم،والطيور،والحيان وأنا مرتهن بعملي)
لدينا هنا نسق ثلاثي لايكتمل إلا برابوع هو القفل /المكتنز بسيادة المهيمنة..سنعمد على تفكيك النص المعرفي المضغوط :
البهائم
الطيور
الحيتان
سنرى ان إتصاليتها عبر القيمة المزدوجة :
*القيمة الاولى :
تعلن البنية السطحية للنص وفق مفهوم النحو التحويلي – التوليدي والبنية السطحية ثرية بسماتها إذ لولاها لما تمأسس التشيد والتخييل ومنها تتشققت العلاقات المنطقية وهذه الاخيرة لها فاعليتها،قوتها الإيمائية بخصوص التفاوتات في الاهمية ضمن جزئيات النسق الواحد..النص هنا يشتغل على العام وليس على جزئيات التخصيص والعام هو النوع هنا (البهائم) ..إذن تكمن
الكثرة عبر إختزالها في الواحد ..وهذا الاختزال سيتكرر بنسق
ثلاثي:
بهائم – طيور – حيتان.
*القيمة الثانية: اعني بذلك المسكوت عنه في النص والمشار إليه
سيمولوجيا بشفافية آسرة ،نحو الفضاء الطوبوغرافي
هنا تصبح الكائنات الحيوانية علامة مرورية تنبه وتحيل فعل
القراءة الى خارج النص
البهائم ---------- الارض- تموضع افقي – سطح الارض
الطيور----------- الاشجار- قمم الجبال – تموضع عمودي
الحيتان --------- الماء – تموضع افقي/ عمودي – عمق الماء
والمشترك الاتصالي الثاني بين هذي الكائنات : الاستراحة
والتي يعلن عنها الفعل المضارع (تستريح) وهو يضيء
الجملة من مدخلها..ولكن مداه لن يستمر حتى نهاية الجملة
واذا افترضنا الجملة بهذي الطريقة:
تستريح البهائم والطيور والحيتان
ستكون لدينا جملة مرتبكة المعنى في توصيلها. وحتى تتخلص الجملة من ارتباكها المشوّش..تتغذى الجملة من نسقها الرابع الإنبثاثي بالنور كله هذا الانبثاث البلاغي في تساميه يغمر الجملة برافعة تخيلية لامثيل لها ...
النسق الرابع هنا وظيفته ُ كسر أفق توقع المتلقي..الكائنات تستريح والعوام تستريح ايضا لكن سيد العارفين ..مالك الأنا الاعلى..
الأمام علي ابن ابي طالب عليه السلام لايكف عن انتاجيته المزدوجة القيمة: معرفية/ عرفانية هنا نكون مع الأنا الأعلى للإنسانوي الذي يتصيّر عبر الإنسان في تجاوزه افق الضرورة الى رحاب الحرية وهنا لايكون الأرتهان قيدا ،بل حرية معرفة يرتهن الإنسان الفذ بقناعته لابأرغام براني...
شخصيا كقارىء منتج أرى ان الجملة الفعلية( تستريح البهائم والطيور والحيتان)..هي بالمحايثة جملة مهاد اي ان وظيفتها تمهيدا لما بعدها ..كما ارى ان مابعدها جملة مكتملة بذاتها ولنقرأها معا..( أنا مرتهن بعملي) هذي الجملة هي نص مكتمل بذاته وفق الجهاز اللساني الحداثي ولاعجب في ذلك فمن نطقها سيد البلاغ العربية..وهنا اتساءل كم نسبة كمون الاعجاز في هذا المنطق الفذ..الذي يستحق حفريات متوالية لاللوصول الى قاعه ..بل للأكتناز من طبقاته الجيولوجية الثرة اللانهائية
الخصوبة..و(أنا مرتهن بعملي) حيث ننظر اليها من باب فعل القول نراها أكثر أهمية وأرجح كفة من الجملة المهاد
فالجملة المهاد الفعلية،تخبرنا عن المنمّط المؤتلف في كينونته
اما الارتهان فهو الاستثناء الذي يكسر وينأى عن النسق..
والمرتهن ينتمي لخاص أستثنائي في تفوقه عن تلك الكائنات الحيوانية وفي ذات الوقت هو المتفوق على العمومية البشرية التي
ينتمي إليها وتفوقه ليس محض انتاجية بل هي انتاجية ضمن تكيف الكم إذن المعنى الرئيسي للنص يتركز في الجملة الأسمية..
(أنا مرتهن بعملي) والأنا هنا لاتتنرجس بل تتماهى بفيوضات أنتاجية.. تتحول عبرها الكليات الى مدركات باذخة..
وعلينا ان نعي ان الارتهان ليس شكوى..بل نجوى من نسبي متفرد
الى مطلق.. واذا استخدمنا مفردات عصرنا يمكن ادراجها ضمن
إجناسية (مذكرات عرفانية)....







#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هندسة اجتماعية...55/ 14 تموز
- ياكريم السلمان
- مسح ضوئي/ 2- القراءة السماعية وما ينوب عنها..
- قراءة مجاورة..المفتاح في مرآوية المعرفة..الباحثة فاطمة المحس ...
- مسح ضوئي
- الخياط (ط. ل)
- نواقيس وليد هرمز
- فيل البنغال
- تراس بولبا
- أولاد شوارع
- لحظة احتفاء(4)
- جزع عراقي
- دكتور علي عباس علوان بعيدا عن التأبين
- لحظة احتفاء(3) / الشاعر علي الحسينان في ....(مساء سيزار)
- الى لطيف وأميره
- عبدالله كوران من خلال عبد الوهاب البياتي
- قبلة على خد الشاعر الموسوي
- من المحفور الى الحزمة../ اتصالية التمويل الذاتي للقصيدة البر ...
- الوضع الاجتماعي للنص/ الروائي زهير الجزائري في(أوراق جبلية)
- الناقد عبد الأله أحمد..ومنهجية الاتصال بين التاريخي والنقدي


المزيد.....




- -ضع روحك على يدك وامشي-: فيلم يحكي عن حياة ومقتل الصحفية فاط ...
- رصدته الكاميرا.. سائق سيارة مسروقة يهرب من الشرطة ويقفز على ...
- برتولت بريشت وفضيحة أدبية كادت أن تُنسى
- مواسم القرابين لصالح ديما: تغريبة صومالية تصرخ بوجه تراجيديا ...
- احتجاج واسع بمهرجان سينمائي في إسبانيا ضد الإبادة بغزة
- احتجاج واسع بمهرجان سان سباستيان السينمائي في إسبانيا ضد الإ ...
- في حلق الوادي قرب تونس العاصمة... شواهد مقر إقامة نجمة السين ...
- رحيل الممثلة كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً... -أجمل إيطالية ...
- توماس فوسين: لا معايير للشرعية السياسية والارتباط بالسلطة يت ...
- توماس فوسين: لا معايير للشرعية السياسية والارتباط بالسلطة يت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الارتهان الانتاجي