أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - علاقة المرأة العربية بجسدها من خلال النظرة المجتمعية














المزيد.....

علاقة المرأة العربية بجسدها من خلال النظرة المجتمعية


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 11:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ان علاقة المجتمع ككل بجسد الفرد " المواطن " علاقة تطويع ، واخضاع للجسد بشكل يتناسب مع سلطة القانون الجمعية ( السياسية ) للنظام السائد والقائم في البلاد، فيقوم الفرد المالك لجسده بتطويعه بما يوائم الأعراف والتقاليد بالاضافة للقوانين المتسقة معها فيتصرف بهذا الجسد بما لايشذ ولا يتنافى معها
هذا بالذات ينطبق على الفرد ( الرجل ) لكنه لايتساوى بنفس المعايير والمقاييس بالنسبة للمرأة أو لجسد الأنثى ، فالجسد الأنثوي خاضع للسلطة الجمعية خضوعا أكثر من مزدوج ، حيث أنها لاتملك الحق في جسدها ، كما لاتملك أي سلطة عليه ...انها تعيش بداخله انما من يملك سلطته على جسدها هم" الآخر"...
الموقف من جسد المرأة " الممهور برسم التسجيل لغير صاحبه", قبل الزواج يملكه الأب أو الأخ ، وحتى العم والخال...بل الأسرة كاملة بمعناها الواسع قبائلياً ، أو عشائرياً...هذا يتبع المنطقة التي تنتمي اليها المرأة ... والفروق تكاد تكون بسيطة بين المدينة والريف في الموقف من جسد المرأة ـ خاصة في مشرقنا العربي ـ ربما تتفاوت المفاهيم بين بيئة وأخرى انما كلها تصب في مصلحة الأعراف والتقاليد والقوانين الشرعية ذات الصبغة الدينية ، والتي تكرس مجتمعة سلطة المجتمع على الجسد الأنثوي...تختلف الشرائط وتتلون لكن مضونها واحد
جسد الأنثى مصدر للخصوبة وحفظ الحياة ، لهذا يحاط هذا الجسد بأنماط متضاربة من الرعاية والحرص والاهتمام ، كونه وعاء الخصب والبقاء ، فله القدسية التي يشوبها اللبس بطرق المحافظة على المقدس فيه !!! وامتلاكه كامتلاك الشيء الثمين ...بل تتم نقل ملكيته بالطرق الاحتفالية من الأب الى الزوج فيما بعد ...لهذا تدفع المهور الغالية حسب" العذرية والعفة " التي يحملها ، وعلى صاحبته، أو.. عفوا حاملته ... أن تمثل الرضى والقناعة ، وتمتثل للنظم القائمة ، فتصبح بدورها الحارس الأمين لهذا الجسد " المقدس " وعليها ضبط ايقاعاته ، والزامه بالحدود المرسومة له " اجتماعياً " وتطبيق كل وسائل المنع والحماية والقمع ضمن القوالب المعدة والمهيأة لها منذ طفولتها ...لا من أجلها كانسانة بل من أجل جسدها ، وتحرس الأسرة من أصغر فرد فيها حتى أكبر رأس في العشيرة على حماية شرفهم المعلق فوق، بل في جسدها!!! لكونه مركزا للخصوبة وحفظ النسل فويل له بل لحاملته لو كان " عقيماً " يوما ما فستحل عليه اللعنة ، ويصبح أرضاً بوراً ...لا يجود بالحياة ولا يمنحها!! لافتقاره للخصوبة المنتظرة!! ـ وخاصة الذكورية منها
لكنه رغم كونه أرضا بوراً وملعوناً ، الا أنه مازال يحمل رمز الشرف الأسري ...كونه يصبح مصدراً للذة والتحريم ، وتحاط عندها حاملته بكل التعاويذ والطقوس المانعة لضبطه من ارتكاب الغوايــة والاغراء ، فتسقط عليه حينها أيديولوجية التحريم والحرام الفقهي والجمعي وما الى غير ذلك.. لأن الغواية والاغراء عكس" العفة والتي يجب أن تلازم الجسد طيلة وجوده في قالب ماتسمى حياة لصاحبته ، ولهذا تكثر وتتكاثر جرائم يسمونها " جرائم الشرف " فتجد الفتاة تقع منذ طفولتها ضحية مفاهيم متناقضة فتنشأ علاقة غموض بينها وبين جسدها ... ...فيه الجمال واللذة والجنس ، لكنه أيضا.. يحمل لها العار والموت لو انساقت وراء مشاعره ،مشاعرها بالتالي ...حينها يسمونه لها مصدر النجاسة والقذارة والعار ...وتصبح قذرة عندما تحيض ..علما أن مرحلة بدء الحيض مرحلة حاسمة في حياتها تنقلها من عهد البراءة ( نوعا ما ) الى عهد النضج أو عهد تقمص الشيطان لجسدها
ثم لاننس الموقف الخاطيء للبعض عندما يعتبرها قاصرة وناقصة عقل ودين كونها تحيض ، أو كون جسدها لايتشابه مع جسد الرجل ( الكامل!! ) فكيف يكون التماثل في الاختلاف الجنسي؟؟وهل ينتج التماثل مجتمعا؟؟ وهل نحافظ بالتماثل على بقاء البشرية؟؟
أعتقد الآن أن الموقف من جسد الأنثى هو موقف ثقافي بالدرجة الأولى يصنع من خلال أدوات السلطة الجمعية ، والتي تعكس العلاقات الذكوية البطركية وتصب وتخدم مصلحة المجتمع الذكوري وتسلطه وتحكمه بالسيادة ، وتملكه لانسانية المرأة وكيانها، فيتبع سياسة الاقصاء وثقافة الابعاد للمرأة عن الحياة العامة " السياسية" وحصرها في اطار دورها للحفاظ على الجنس وامتلاكها كمتعة شخصية وتبديلها حين ينخفض دورها ، أو يضمحل ـ حسب مفاهيمه ورؤيته ـ فيسخر الدين والقيم الروحية لصالحه أيضا
بالتالي عملية الاقصاء تستمر حتى على صعيد القرار السياسي ، وأصعب الأمور وأكثرها ألما عندما تعبأ المرأة وتشحن ثقافياً منذ طفولتها لتساير وتسير حسب مصطلحات وقوانين جائرة بحقها ...تخضعها للعبودية ...وترضى بعبوديتها ..بل تمارسها أحيانا برضى!! وهذه هي أكبر أنواع الاستلاب حين تصبح المرأة ضحية لتربية وثقافة خاطئة
رغم كل هذا فقد استطاعت المرأة ـ حتى الآن ـ أن تسير في طريق تطور الوعي لدورها كانسان ، وبالتالي الوعي الحقيقي لاستغلالها كجسد ( كشيء ) ومن هنا صارت تبرز ثوراتها للعلن ...وتأخذ نضالاتها بشتى ميادين الحياة طابع التحدي والاصرار لتجير القوانين لصالحها كانسان، دون النظر الى جسدها كوعاء للمتعة أو للانجاب، بل مساوية للرجل ومساهمة معه في صنع عالم متوازن متكافيء يقوم على نضال الجنسين في اطار من النظم العادلة لانسانيتهما كبشر ، وفي اطار الحقوق والمواثيق الدولية التي تحرص على عدم التمييز بين الجنسن ، او استغلال أحدهما للآخر
الا أن هذا التطور لم يأخذ أبعاده الحقيقية وطرقه السليمة في مساواة المرأة ، خاصة في بلادنا العربية والاسلامية، حيث مازالت أوضاع المرأة المتنافرة، والمرتبطة جذرياًبالثقافة الذكورية للمجتمعات العربية ، وللانسان العربي الفرد بالتالي ، فثقافتنا ثقافة مجتمعية تقليدية راسخة ومعقدة ..تسيطر عليها نظم وقوانين مختزلة لانسانية المرأة ولجسدها وحقها فيه وعليه كفرد ، وأعتقد أننا سنستمر في المراوحة بمكاننا ، ان لم تنحاز المرأة العربية لأنوثتها المهدورة ، فتقارع هذه القيم المتخلفة وتنتصر لذاتها، وتصبح الحاكم القيم على جسدها




#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فــراشات في الانتصـــار
- اقتــراح مـن مواطنــة للســلطــة الســوريــة
- لنعــود أبنــاء غســان في غــدنــا
- المــرأة والتسميـــات الشعبيـــة
- أخبار عربية راهنة...يختلط فيها الألم بالهزل، والواقع بالسخري ...
- أبـــو ربيـــع والبغــــل.
- قبـل أن يعـود المـوت من غفوتــه
- الهــــويــة الســـوريــة البعثيـــة
- فـي مثـل هـذا اليــوم ــ أقصد التاسع من هذا الشهر
- لنعبــر معـــأ
- مــن الــذاكــرة ( الحلقة الثانية ) في بيـــروت
- مــن أم رشـــا الــى أبـــي رشـــا ..مع أمنياتي له بالخروج ا ...
- الألــــــف
- مــن الـــذاكــرة ( الحلقة الأولى ) ....على الحـــدود
- نحــن والـــزعـــامــات.....أوطاننـــا، والشخصنــــــة....لم ...
- أبشع أنواع الظلم .....أن تظلم المرأة نفسها
- أنــا ليـــلـى ...ابنـــة بلـقيـــس... وحفيــدة هــاجــر
- مــن هــم الخونــة، ومــن هــم الــوطنيـــون بــرأيــكــم؟
- بـلا عنوان ، وهل للموت في الحـــلــة عنوان؟
- فـي يـوم المرأة العــالمـي- بحث حــول التمييـــز ضــد المــر ...


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - علاقة المرأة العربية بجسدها من خلال النظرة المجتمعية