أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المــرأة والتسميـــات الشعبيـــة














المزيد.....

المــرأة والتسميـــات الشعبيـــة


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1188 - 2005 / 5 / 5 - 13:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كثيرا ماتحمل التسميات الشعبية، والمتداولة بين طياتها...موقفاً اجتماعياً معيناً من المسمى، بل تقييماً لهذه التسمية، وماتعنيه خلفيتها..فاما تنم عن احترام للمسمى، أو على العكس ترمز الى احتقار واضح لحاملها، وامتهاناً لكرامته، ومايطلقه مجتمعنا العربي من تسميات تتضح فيها الدونية، وتتجلى معالم الانحطاط لقيمة المرأة وكيانها، ودورها الاجتماعي، والأسري بالتحديد، ومكانتها لدى الزوج...فما يطلقه من نعوت، ومايلبسه من أثواب مختلفة لأسماء تنكر على الأنثى دورها، وعلى الزوجة قدرها، وتؤثر في وجودها ، ووظيفتها الانسانية، والحياتية الطبيعية ..فلا تعطيها الا صفة التابعة، والوعاء المعد للانجاب، والتفريخ، وحمل المواريث لاسمه وتاريخه!! ودورها ثانوياً مشيئاً ...يأتي دائما ...بعد.. فهو السيد، الواقي، الراعي، الحامي، البعل، تاج الرأس، ولي الأمر، رب الأسرة وعمادها...الخ مقارنة بما يطلقه عليها ، ومايخترعه من مفردات لوصفها ملغياً اسمها الحقيقي، الذي حملته منذ ولادتها، وكأني به يخجل من اقترانه بها...ويستبيخ أنوثتها وكينونتها...ليجعل منها ..
أم العيـــــال!!! في ( مصر مثلا ) ، أو ( أم الأولاد ) في ( سوريا وبعض دول شرق المتوسط.)...ويحاذر عندما يود الحديث عنها ..أن يذكر اسمها، ونادراً ماينطق به ، وكأني به يتجنب الحديث عنها كونها ملكاً تابعاً ينتقص من قيمته، وينقص من كيانه هو فيما لو ذكر اسمها ، والأكثر ايلاماً ودونية خاصة عندما يريد أن يتحدث عنها ويذكر دورها الأسري، وأمام أصحابه غالباً، أو زملاء العمل ...أو شلة المقهى ...مثلاً.. فيقول:ــ المــرا...وهنا تكمن قمة الدونية
ومقدار الاحتقار الكلي لانسانيتها، ودورها الزوجي في حياته!!! ، والمــرا ..تعني أي مرا...نكرة ...المرا...مجردة ..حاف ... هذا اللفظ الفج يعني التشييء والغاء التشخيص ، والانسانية عنها ، وكل هذا نوع من التغليف لالغاء ماهية وجودها وقدرها وقيمتها في حياته هو بالذات!!! يكتفي بالحديث عن مجهول غير منسوب ، أو معروف لأحد ....المرا...مرادفة للزوجة في العرف الاجتماعي ...وعند بعض المثقفين ، أو المتثاقفين ممن يود اضفاء صفة وقيمة لدورها !! فيصفها" ب.." وزارة الداخليـــة" ، ويترك لنفسه كل السلطات والوزارات الأخرى ...فيتكرم عليها بوزارة الداخلية ...ولهذا معانيه المخفية ...الداخل تعني البيت وجدرانه ومافيه محفوظ مملوك له ...لايمس ...لكنه يصفها بوزارة الداخلية وبسخرية أحيانا ...كونها تتبع خطاه وتراقبه في حركاته وسكناته كمخبري وزارة الداخلية...ألا يتبع المخابرات وزارة الداخلية؟؟ اذن يصفها بعدم الثقة به كونه يملك الحرية المطلقة اجتماعيا ودينيا ...ويملك كل السلطات بيده ...ووزارتها لاتستطيع أن تكون ذات فاعلية بالتالي ...مجرد سخرية من دورها
هناك من يعتقد أنه أكثر تحضراً وتطورا واحتراماً لها فيلغي اسمها ليطلق عليها ( المــدام!!) مختاراً كلمة فرنسية مع أنها صفة غيبية ...مدام من ؟؟ وماهو اسمها الحقيقي؟؟ وأين شراكتها الحياتية معه؟؟ ويصل الالغاء لشخصها حدا أ قصى فتدعى في الحي وبين الأصحاب( أم فلان...أو زوجة فلان...) حتى يصل بها الأمر لنسيان اسمها الحقيقي...والأكثر احتقاراً حين تدعى مثلاً بأم عادل، أو أم محمد ...وأحيانا عندما ترزق بابنة فتدعى أم سعاد ...لكن عندما يأتي بعدها وريث الأسرة الذكر تلغى سعاد ...البنت ....لتصبخ أم علي ...مثلا!! هذا يحدث في شرقنا العربي ...ولست أدري مايطلقه أهل المغرب العربي من تسميات ...لكني سمعت ذات مرة احدى الصديقات التونسيات تقول ...أن المرأة عندهم يطلق عليها صفة ....الـــدار!!! والدار تعني شيء وهذا الشيء ملكاً لصاحبه الرجل...وسمعت أحدهم ذات مرة يدعو امرأته ....بيـــاحــرمــة!! يناديها ياحرمة وكأنها لاتملك اسماً أي دونية بعد؟؟ وأي انحطاط يكمن في هذه المجتمعات أكثر مما نحن عليه؟؟
هناك أيضا من يدعوها بست الدار، أو ست البيت...وهذا يعني أنها لاتملك سيادة الا على هذا المحيط الصغير ، ويرمز له بسيادتها عليه!! كلها تسميات تعمية وتغطية لالغاء ذاتها وشخصها وانسانيتها وحرمانها من حقها ، فأن تعرف بأم فلان أو زوجة فلان ـ لاننكر حبها وفخرها لأمومتها ـ...لكن هذا الذي نغلفه بدافع الاحترام ، انما يخفي في طياته طابع الاحتقار واختزال انسانيتها واقصار دورها على حفظ النسل.. وعلى كونها ملكية للرجل وتابعة له ...وابعادها عن محور المساواة به كانسان...
أما آن الأوان بعد لنا نحن معشر المثقفين ...المتنورين ، أو معشر القارئين العارفين بخفايا الأمور وبواطنها ...أن نلغي هذه المصطلحات وهذه التسميات من قاموسنا اليومي المتداول؟؟ ونمنع أنفسنا من السير بركب الاجتماعي المتعارف عليه ....كي لاننقل هذه المصطلحات الدونية ونورثها دون أن نقصد لأبنائنا ...فتستمر الدونية والتشييء للمرأة ، ونساهم به ...وتستمر دائرة التشويه لدور المرأة الاجتماعي والانساني؟؟..



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخبار عربية راهنة...يختلط فيها الألم بالهزل، والواقع بالسخري ...
- أبـــو ربيـــع والبغــــل.
- قبـل أن يعـود المـوت من غفوتــه
- الهــــويــة الســـوريــة البعثيـــة
- فـي مثـل هـذا اليــوم ــ أقصد التاسع من هذا الشهر
- لنعبــر معـــأ
- مــن الــذاكــرة ( الحلقة الثانية ) في بيـــروت
- مــن أم رشـــا الــى أبـــي رشـــا ..مع أمنياتي له بالخروج ا ...
- الألــــــف
- مــن الـــذاكــرة ( الحلقة الأولى ) ....على الحـــدود
- نحــن والـــزعـــامــات.....أوطاننـــا، والشخصنــــــة....لم ...
- أبشع أنواع الظلم .....أن تظلم المرأة نفسها
- أنــا ليـــلـى ...ابنـــة بلـقيـــس... وحفيــدة هــاجــر
- مــن هــم الخونــة، ومــن هــم الــوطنيـــون بــرأيــكــم؟
- بـلا عنوان ، وهل للموت في الحـــلــة عنوان؟
- فـي يـوم المرأة العــالمـي- بحث حــول التمييـــز ضــد المــر ...
- فــي بــلادي
- معــك يـامــوقـع الحـــوار في مشـــوار النـــور ضــد الظـــل ...
- لمـــاذا؟؟
- أيــــها الغــريــــب


المزيد.....




- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فلورنس غزلان - المــرأة والتسميـــات الشعبيـــة