أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مــن الـــذاكــرة ( الحلقة الأولى ) ....على الحـــدود















المزيد.....

مــن الـــذاكــرة ( الحلقة الأولى ) ....على الحـــدود


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مركز الحدود الأردنية السورية..وقفت مع ابنتي الطفلة آنذاك ..وأمام احدى النوافذ المعدة للمواطنين السوريين ...بينما اصطف الأردنيون أمام نافذة ثانية، وبقية البلدان أمام نافذة أخرى...كل ينتظر انتهاء أوراقه ليغادر حيث وجهته...اطلاقا لم يدر بخلدي ، ولم أتوقع الصدمة التي تنتظرني ...عندما سمعت صوتا يصرخ بكل ماأوتيت حنجرته من قوة ...أنت هناك ياسيدة( .... ) ألست السيدة فلانة ....؟؟؟ بلى أنا هي ياسيدي...
اذن كيف خطر ببالك المرور ؟؟؟ألا تعلمين أنك ممنوعة من المغادرة؟!
ــ لو كنت أعلم لما رأيتني أمامك ...فقد سبق لي أن غادرت البلد منذ شهر تقريبا والى الأردن بالتحديد، مع مجموعة من الزميلات ...ولم يقل لي آنذاك أحد أني ممنوعة ...فهل هذا أمر جديد بحقي ..وأردت المواصلة في الاستفسار، أو الاعتراض ...
هب واقفا وصرخ ...ان الموظف السابق والذي كان في مكاني هذا ...الحم... لم يقم بعمله كما يجب ...ولم يفتح الفيش الخاص بك ..عودي من حيث أتيت ، ولا داعي للنقاش ، وقذف بأوراقي ( البطاقة الشخصية ودفتر العائلة) بوجهي واستدار عني ليتحدث لآخر...
لاتتصوروا مقدار حرجي، صرت كمن أخذ بجرم وهولم يقترف شيئا ...أنظار الجميع مركزة نحوي ...الوجوه في الصالة كلها ..استدارت لترى المرأة الخطيرة...وهل ينطبق المنع مع الشكل؟؟؟هل ينطبق الجرم على الصورة؟؟؟ من بين صفوف الأردنيين انبرى شاب يافع قامته فارعة ..وبصوت منخفض وباشارة من يده ثم ...قال :ــ ماذا فعلت ياسيدتي؟؟ ولماذا يمنعوك؟؟ ..لايهمك ..تعالي الينا وتعاملي معنا اننا الأفضل !!! ابتسمت بسخريةقائلة:ــ
انهم يخافون عليكم مني ..لو وصلت بلدكم فستحوق به كل الأخطار ..الا ترى مقدار الخطورة التي أحملها اليكم ...أنا وطفلتي؟؟!!خاصة وأنتم أخوالي !!...ولا يرون حاجة بي للدخول ...انهم يعرفون مصلحتكم ..كما تعرفون أنتم مصلحتهم ...وكل يقدم خدمات جلى للآخر ..ونحن الثمن...بهت وتركته صامتا ، واستدرت..نحو سائق التاكسي التي أقلتني ...لأطلب منه عودته ثانية ليختم أوراقه بالعكس ــ فقد كان من سكان الرمثا الأردنية ــ...ليعود بي الى نقطة الانطلاق ( درعا..من سوريا ) وقف السائق فاغر الفاه متعجبا ..والله أن هذا لم يحصل لي قط!! ومع امرأة ؟!..وهرش رأسه ماطا شفتيه .. ضاربا كفا بكف ...وقال:ــ أنتم معشر المثقفين ..يعتقدون أنكم اخطر من الآخرين...لاحول ولا قوة الا بالله ....في هذه الأثناء سمعت صوتا يناديني ...نظرت للمصدر ..لتقع عيني ..على ضابط جمركي ..من الضباط الأردنيين ..لم أتعرف عليه للوهلة الأولى حتى فتح ذراعيه قائلا:ـ ماالأمر ياابنة خالتي؟؟ لقد هرعت عند سماعي اسمك ..وخرج الجميع ليتعرفون على السيدة الممنوعة...ماالذي حصل ؟؟زممت شفتي ورفعت كتفي علامة الاستغراب...قلت:ـ ربما لديهم أوامر جديدة..من يدري؟؟...قال تعالي معي..وأخذني من يدي نحو غرفة المدير ( السوري طبعا)ــ آنذاك وقعت سوريا والأردن اتفاقية ثنائية لفتح الحدود بالبطاقة الشخصية وتوحيد الحدود بالطبع الفترة لم تعمر طويلا كالعادة ...وصار من خلالها يوقع الطرف أوراقه داخل حدود الطرف الآخر ..ويتواجد موظفين وأمن طبعا من الطرفين في كل موقع حدودي ــ ... دخلنا معا وصغيرتي لاتفقه شيئا مما يحدث لكنها كانت خائفة خاصة عند النداء المرتفع ..وراحت تسألني ببطء ورعب...مالبثت أن حملتها بين ذراعي مهونة الأمر.وأنه. مجرد اجراءات ..وهاهو قريبنا سيحل سوء الفهم..طاب خاطرها وهدأ روعها عند قدوم قريبي لأمي ...في غرفة المدير شرح له ابن خالتي الوضع ، طالبا منه بحكم الزمالة التدخل وواعدا اياه اعادتي صباح اليوم التالي بنفسه ..وبالفعل اقامتي لاتتعدى يوما واحدا لزيارة عائلية ضرورية.....استقبلنا بحفاوة وجلست على كرسي و صغيرتي على حجري ..أخذ بطاقتي الشخصية ..وأخرج مجلدا من خزانة خلف ظهره ..وصار يقلب أوراق الملف .....زم شفتيه ، وهز رأسه قائلا:ــ
والله ياأبا فلان ...لو تركتها تذهب معك لطارت رقبتي هذه..وأشار بيده على رقبته ...أو على الأقل ..ان رحموني ..فلن ترني في هذا المكان بعد اليوم!!!
دهش ابن خالتي، وحملق بي مستغربا...وطلب منه التوضيح...نادى علينا وأخفى بكلتا يديه ...بقية الأسماء حول اسمي ..وقال ..اقرأي البلاغ ياسيدتي....مازلت أذكر منه الرقمين الأخيرين ( 24.... ولعام1974 ) وأردف المدير قائلا:ـ
لو كان المنع مجرد ورقة تقرير وضعها مخبر من المنطقة ...لأودعته سلة المهملات ...لكن الأمر فيه بلاغ من مصدر عال كما ترى..من المصادر العليا المختصة أمنيا...ولهذا لايمكنني حياله الا الانصياع والتنفيذ، وخاصة أن رجل الأمن القابع هناك صار يعرفها، ويعرف الوضع ...ولا يمكنني فعل شيء ...خذ قريبتك وودعها في الساحة ودعها تعود من حيث أتت ...وأنت ياسيدتي ...اعلمي أنك ممنوعة بفرمان...ومن القائمة الحمراء ..أو السوداء لايهم ...لكن اسمك على كل الحدود السورية .....برا وبحرا وجوا ممنوعة!!!... وبحكم الصداقة تركتكم تطلعون على البلاغ ولا أفعل هذا لغيركم ...ان كان لديك معارف اعملي على ازالة المنع ..مع اني وبصراحة أقول ...يحتاج لواسطة من العيار الثقيل جدا ...!!! ومع السلامة..
بالطبع عدت أدراجي ، ولم يمض على تركي لزوجي وصغيرتي التي لاتتجاوز السنة والنصف بحضانة جدتها سوى أقل من الساعة...وعندما أنفلتت الصغيرة من يدي أسرعت نحو والدها ....قائلة :ــ
بابا ...بابا ...الشرطي ..كان سيئا للغاية وصرخ عاليا باسم أمي ...وبعدها لم يدعنا نذهب الى أقاربنا هناك!!! أنا خايفة يابابا ...وراحت تحاول رواية الأمر على طريقتها لوالدها ...فقط نظر الي وهز رأسه ضاحكا ..وحضن الصغيرة يقبلها ويطيب خاطرها ..محاولا تهدئة الأمر ووقعه عليها ...قال:ــ
كنت أشك ...أعلم أني ممنوع منذ بعثة ألمانيا كما تعلمين ( قبل عامين من هذه القصة ...وافقت الحكومة الألمانية الغربية على منحة دراسية لاتمام اختصاصه في الطب ..ووصلته كل الأوراق من ألمانيا ومنع من المغادرة ..ومنع من الحصول على جواز سفر) أما أن يصل بهم الحد لمنعك أنت والصغيرات...فهذا مالم أتصوره ...علينا التعامل مع الواقع الجديد !!!! وانطلاعا من هذا الواقع ...سيكون لي معكم قصص قادمة ...أكثر ادهاشا..



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحــن والـــزعـــامــات.....أوطاننـــا، والشخصنــــــة....لم ...
- أبشع أنواع الظلم .....أن تظلم المرأة نفسها
- أنــا ليـــلـى ...ابنـــة بلـقيـــس... وحفيــدة هــاجــر
- مــن هــم الخونــة، ومــن هــم الــوطنيـــون بــرأيــكــم؟
- بـلا عنوان ، وهل للموت في الحـــلــة عنوان؟
- فـي يـوم المرأة العــالمـي- بحث حــول التمييـــز ضــد المــر ...
- فــي بــلادي
- معــك يـامــوقـع الحـــوار في مشـــوار النـــور ضــد الظـــل ...
- لمـــاذا؟؟
- أيــــها الغــريــــب
- المجتمعــات العــربيــة ، وجرائــم الشـــرف - في مشرقنا خــا ...
- انتبهـــوا حيــاتــكــم مصــورة بالألـــوان
- من رائـــدات النهضة النســــائيــــة
- كـــنـــا صــغــارا
- صــــوت ســــوري مـع لبنـــــان في محنـتـــه
- تـــجربــــة امــرأة ــ قصة دعــد
- مـن ذاكــرة حــوران ــ عليــاء
- حلــم الخــروج مـن المـوت
- هنيئا للشعب العراقي في خطوته الأولى نحو الانعتاق والتحرر وبن ...
- امــرأة لاتشبــه أخــرى


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مــن الـــذاكــرة ( الحلقة الأولى ) ....على الحـــدود