أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مـن ذاكــرة حــوران ــ عليــاء














المزيد.....

مـن ذاكــرة حــوران ــ عليــاء


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتاة يافعة نشيطة ...مرحة ..ذات قوام ممشوق، وجسم ينم عن قوة، وقدرة على الاحتمال ...احتمال المصاعب، وشظف العيش...تنحت الأرض رغم قسوتها فتلين أمام معولها ...لتعطي خيراتها وقوتا بالكاد يسد رمق الأسرة الكبيرة ...بعرقها وجهدها مع اخوتها ...يحاولون كسب عيشهم ....مثل كل الأسر في حوران ...فلاحة لم يتح لها المجتمع فرصة التعلم...وموقف الأسرة من البنات .حال دون..ا رسالها الى المدرسة ...مثل اخوتها الذكور ...كان حظها قليلا فتنحت عن حقها طائعة لاخوتها ....لكنها تتقد ذكاء ...لها ذهن متفتح ناضج ...وشخصية قوية ...لاتعرف الخجل ...لا تواري ...لاتداري أحدا ...تقول كلمتها بصراحة مطلقة ، وبصوت مرتفع على الدوام ...خطواتها واثقة وصلبة ...يحبها الجميع ...أينما تحل وحيثما تذهب ...يرحب بها في كل مكان وكل وقت ...دائبة الحركة ...تقطع سكون الجميع وصمتهم بتعليقاتها اللاذعة التي تطالهم وتكشف عيوبهم ...أمام زوجاتهم ...يخافون طول لسانها ونقدها اللاذع ...حتى للأخبار السياسية ...تهتم بالحدث ...تسمع الأخبار وتعلق على مالا يعجبها ...تأتي بين فترة وأخرى لحينا ...تزور احدى قريباتها ...نسمع نداءها وضحكتها الرنانة من خلف النافذة ...تهرع أخواتي ...أو ايا من سكان البيت ...لدعوتها ...ومشاركتنا فنجانا من القهوة ...مجرد دخولها المنزل ...تدب فيه الحياة وتسري معها البسمة ...يكسر وجودها طابع الملل ، والسأم ..وماأكثره في الصيف الطويل آنذاك ...تحلم علياء برجل يسقط عنها صفة ( العانس) التي تلاحقها ..رغم أنها تصاحبها بالنكتة الذكية من قبلها ...ولا تتوانى علياء ...عن التغزل بشاب وسيم يمر بها ...وبدلا من قوله لها كلمة عذبة تخرج علياء عما يسمى بالعرف حياء ,,,وترسل له بكلمات تدعوه فيها للزواج ..أو حتى لليلة فقط ...الكل يحبها ولا يرى فيما تقول خروجا عن المألوف ...انها علياء !!...وكل مايصدر عنها مسموح به ...في ذاك الصيف المر والمشؤوم من عام1967..ودون أن نسمع لها صوتا ...فقط سمعنا طرقات قوية على الباب ...جاءتنا بنفسها ...كنت الصغرى في البيت...فتحت لها مرحبة ...ابعدتني بيدها ...ودخلت متجهمة ...عابسة ...لم أرها يوما على هذا الحال...قانطة حانقة ...يكسو وجهها ظلا غريبا وتؤطره هالة سوداء ...حتى ظهر علياء بدا أكثر انحناء مما عهدته ...كانت مكسورة ..والانكسار يسبقها ...جلست قرب الباب ...رفضت الدخول ...كعادتها ...قالت بحدة ...أنتم يامن تذهبون للمدارس ، وتقرأؤون الكتب ...وربما تعرفون الدنيا أكثر مني ...يامن تقرأؤون التاريخ ...اني أقصدكم لتفسروا لي ماحدث لنا ...وما سيحدث بعد!!!أحب دائما قهوتكم ...ففيها أشم ليس فقط رائحة الهال ...بل رائحة الحبر ، والورق ...التي حرمت منها حياتي ...الآن آتيكم ...أبحث عندكم جوابا ...ماذا تقولون؟ ...حتى( عبد الناصر) خذلنا ...علقنا عليه آمالنا ...هانحن نضيع ....خسرنا فلسطين ....وهاهي الجولان ...تضيع أيضا !!!اسرائيل على مرمى حجر منا....كنا نسمي أهل فلسطين ...باللاجئين ....رحبنا بهم ...اقتطعت الدولة جزءا من أرضنا لبناء مخيما لللاجئين على أمل العودة الى وطنهم يوما.....وهاهي تقتطع جزءا آخر أكبر من الأول لبناء مخيما جديدا يسمى مخيم النازحين ) ...اسرائل هنا باتت على مقربة من أذرعاتنا!!....وليس من المستبعد أن يأتي اليوم الذي سنسمع فيه مذيع ( اليهود) يقول هنا اذاعة اسرائيل من مكـــة!!!! من يدرينا ماالذي سيحصل بعد؟؟؟ انها الجولان !!، واليها نرسل أغنامنا كل شتاء لأن أرضها مليئة بالخيرات...وفيها مراع خصبة لأغنامنا ...وطالما كانت تابعة لحوران قبل أن تصبح القنيطرة محافظة ...لكن لم يبق ...قنيطرة ولا من يحزنون!!!وجهت حديثها لشقيقتي الكبرى ...أنت ياأختاه: ماهو قولك هل ستعود الأرض؟؟؟ أم ستلحق بفلسطين؟؟؟ في السابق هناك لاجئوون والان نازحون وغدا ماذا سيسموننا؟؟؟ضحكت بسخرية قائلة لأختي ...لاعليك ...اطمئني ...سأرسل لك سلاماتي وتحياتي بالمذياع ...كما يفعل أهل فسطين ...وان ضعت أو تهت عن درب أذرعات ...ابحثي عني ياأختاه ...فأنا لا أستطيع العيش الا بهذه الربوع والجولان جزءا منها...فكيف الخلاص ؟؟؟عم الصمت ...، أطرقت الرؤوس ...خرجت الشهقات وارتفعت فقط الأيدي تبحث عن اجابة ......فهم أكثر منها حيرة ..وألما و، واستمر تساؤل علياء ...واستمر العذاب بعد حربنا الثانية مع اسرائيل ...وبقيت الجولان أسيرة ...واتسعت رقعة المخيم أكثر وعلياء تزداد انكماشا ووجعا ..وسيطر ..عليها الحزن ...خاصة بعد أن صارت أما.....



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلــم الخــروج مـن المـوت
- هنيئا للشعب العراقي في خطوته الأولى نحو الانعتاق والتحرر وبن ...
- امــرأة لاتشبــه أخــرى
- تــذيبنـــا كمــلــح البحــر
- هـذا العــالـم مجنــون
- انتـظــرتــك طــويــلا
- بـــاب يســمــونــه الحــريـــة
- تحيـة اكبار واجلال لذكرى المعتقلين والشهداء من أبناء الوطن ا ...
- أتسكـع في شـوارع الأمـــل
- تحيــة واهـــداء للمناضل محمــود جلبـوط
- (تجربــة امـرأة ( ذكريـاتـي
- *الـى حـدود أذرعــات
- لماذا نلحظ ترجعا لتعاطف وتضامن المواطن الأوربي مع القضية الف ...
- المحــامـي والخيــط ... قصة قصيرة من الواقع الحي المعاش في س ...
- تجـربة امـرأة_ الجولة الثانية مع أباطرة حوران _
- رأيـتــهمـا معــا - قصة قصيرة تتعلق بأوضاع المرأة العربية
- تجربــة امــرأة _ الجولة الأولى
- ونعــود دائمــا لــوحــدنــا
- قصة قصيرة :في المحطة
- يضربها نهارا ويدعوها لسريره ليلا!! من فلفل الحياة في سوريا!


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مـن ذاكــرة حــوران ــ عليــاء