أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الصادق النيهوم , ليلة مضيئة في نوفمبر .














المزيد.....

الصادق النيهوم , ليلة مضيئة في نوفمبر .


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4287 - 2013 / 11 / 26 - 20:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ذاك الليل و انا أفكر في أمر الصادق النيهوم , ذاك الليبي الذي افتخر انني ليبي لبعض الوقت كلما اتذكر انه كذلك , منذ اول ما علمت ان ذكري رحيله كانت يوم 15 نوفمبر ( و يقال 16 نوفمبر ) و انا انتظر هذا اليوم , المثير في السخرية في الأمر ان ذكري رحيله تصادف يوم الجمعة , اليوم الذي سُرق من ايادينا , اليوم الذي سرقه الفرد من الجماعة و سُرقت فيه الجماعة من الفرد , اليوم الذي سرقوا فيه الجامع , هذا اليوم الذي اصبحت فيه خطب الجمعة مجرد خطب إباحية من اطفال اظن انهم وصلوا سن البلوغ في وقت ليس ببعيد , الأمر محزن و مثير للضحك بطريقة متوازية , اظن ان الصادق كان يضحك من الواقع من خلال قوة و صلابة كلماته الواقعية . الصادق كان شخصاً يعلم كيف يعيش أعتقد ذلك بشدة , أعني يعلم كيف يكون سعيداً لكنه لا يستطيع ان يحقق سعادته , ممكن لإن الوعي غربة و ألم كما قال سيوران , ربما ان مجتمعنا الليبي مُرعب و الوعي في وسط هذا المجتمع يبدو مجرد التفكير فيه مرعباً , كأنك تري النور و لكنك لا تستطيع ان تُضئ الظلام خوفاً من ان ينهشك العميان النيام .
أعني تخيل نفسك في قرية ليبية صغيرة او حتى مدينة ليبية كبيرة امام مخبز الحاج زروق مثلاً او الحاج فتحي , تنتظر دورك في الطابور منذ حوالي ساعة, فقررت فجأة انه ليس عليك الانتظار , لإنه يوجد دقيق و لكن لا يوجد عُمال كفاية , تتشجع و تُقرر ان تقترح فكرة ما للطابور, بأن يذهب بعضكم الي الحاج زروق صاحب المخبز لكي يعرضوا عليه المساعدة , لكنك لا تفعل ذلك , فأبناء العاهرة لن يفهموا فكرتك علي رغم بساطتها , فلغتك ليست مثل لغتهم , سيظنون ان الحاج زروق المسكين متآمر معك او انك مجنون ما او انك تريد سرقة مكان في بداية الطابور او انك مش ليبي علي أي حال .
الصادق احبه الكثيرون و الكثيرات , و اظن ان العديد إستطاع فهم جزءٍ كبير من كلماته , الصادق رحل في جنيف , اظن انه حارب الموت او ربما لا , ليس مهماً حقيقةً , الاهم ان الصادق حارب الجهل و اراد ان يعي الجميع ان الجهل ابن عاهرة قبيح و ان نظرتنا لجماله تعني اننا عميان مرضي , و ان الجمال و التقدم يبدأ مع الوعي و مع الوعي لا غير.
اتمني ان يوم 15 نوفمبر 1994 او ( 16 نوفمبر ) كان يوماً جيداً , علي الاقل يوم ممطر طلت فيه الشمس في الظهيرة و هي تغازل قوس قزح و الغيوم البيضاء و السوداء و عيني الصادق و إبتسامته و شفشوفته , أتمني ان ذاك اليوم كان جميلاً ليخفف عن الصادق عذاب المرض و حتمية الموت , اتمني ان الصادق في ذاك اليوم كان سعيداً و لو لبضعة ثواني .



#علي_لّطيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسي , الضجر , رجلٌ رمادي .
- مراكش . مقال لجورج اورويل . *
- علي الماشي
- فوضوية رقصة الكلاشنكوف
- فتاة راقصة في القسطنطينية
- المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .
- قديسة الحي القذر .
- الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .
- جزء من النص مفقود , كلمة من حرفين. ما يسمي فناً .
- مجرد ارقام إنسانية ليبية ( وطن محترق ) .
- طابور - الخلاص - في نهاية شهر خدمات تطوعية . ( سرد ليبي عامي ...
- الطلاب مازالوا نائمين .
- ليبيا , إلي أين ؟
- المدينة الفاضلة .


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الصادق النيهوم , ليلة مضيئة في نوفمبر .