أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي لّطيف - المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .














المزيد.....

المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 17:58
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ان الزيادة الهائلة لتعداد البشر خلال ال50 سنة الفائتة فاق كل التوقعات , فبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة قدر تعداد البشر بحوالي 2 مليار , اما اليوم فيبلغ تعدادهم حوالي 7 مليار و يتوقع الدارسون في هذا الخصوص زيادةً اكثر خلال العقدين القادمين تصل الي 9 مليار . تتدرج اسباب هذه الزيادة الي عدة اسباب اهمها التطور العلمي الذي بلغ ذروته في مجالات الصحة و الصناعة , و كذلك نسبة الاستقرار التي طلت علي معظم انحاء العالم .

عدة اوبئة تمت السيطرة عليها , عدة لقاحات طورت بسرعة لا مثيل لها , و سرعة العلماء في كشف اسباب الامراض تصاعدت طرديا مع تصاعد تطور مختبرات البحوث العلمي و كذلك الوعي الصحي الذي تزايد مع زيادة قوة وسائل الاعلام و الاتصالات , و احد اهم الاسباب اهتمام اغلب الحكومات في العالم بمجال الصحة و توفيرهم لشعوبهم برامج صحية مجانية كدولٍ مثل المملكة المتحدة البريطانية , التي صرح احد ساستها عن حزب العمال , بان إلغاء قانون الضمان الصحي سيسبب ثورة فورية في البلد , و كذلك دول مثل فرنسا و المانيا و كندا و كوبا و اليابان اقرت مثل هذا القانون علي فترات زمنية مختلفة . إن مثل هذه القرارات وفرت حياةً افضل لمعظم المواطنين ,و بالتالي وفرت لهم فرصة افضل لبناء عائلاتهم و بالتالي زيادة عدد السكان .

و كذلك تطور الصناعة بمختلف مجالاتها , فأصبحت صناعة الغذاء التي تحتكرها شبه كليا اربع شركات رئيسية في العالم غنية بمختلف المنتجات التي تتناسب اسعارها مع اغلب طبقات المجتمع تباعاً للمنافسة المحتدمة بين كل شركة و اخري , و مع استمرار الطلب علي الغذاء زادت كثرة و حدة مزارع اللحوم و مصانع المنتجات الحيوانية , و علي رغم الفيض الهائل الزائد للمنتجات الغذائية و وحشية مزارع اللحوم و مصانع المنتجات الحيوانية , مازالت الحكومات تدعم هذه الشركات , و بهذا توفر الغذاء بصورة هائلة في الاسواق و توفر للمواطن حس بالطمأنينة و الاستقرار , حيث انه اينما توجد مصادر الغذاء يزداد عدد السكان .

إن الاستقرار النسبي الذي طل علي اغلب دول العالم , له عامل اساسي في زيادة عدد السكان , فبعد الحرب العالمية الثانية لم يشهد العالم حربا شاملة هزت اغلب ارجائه , و لم يشهد مجاعات و اوبئة إلا في بعض المناطق المتفرقة , فدعوات السلام تغلبت في معظم الاحيان علي دعوات الحرب , و دور المؤسسات الحقوقية و الانسانية المحلية و العالمية اكتسب اهمية بالغة في زيادة نسب الاستقرار , إن الاستقرار احد العوامل الرئيسية و لربما كان اهمها في توفير بيئة متكافلة يزداد بها تدريجياً عدد السكان .

اغلب التقارير الصحية الحديثة تشير الي زيادة نسبة العقم عند كلا الجنسين , و كذلك تشير التقارير الي زيادة غير مسبوقة في نسب الاضطرابات الاجتماعية في اغلب مجتمعات العالم التي تؤثر رئيسياً علي نسب الزواج و الإنجاب , و كذلك تدهور الوضع البيئي و الطبيعي للعالم و زيادة نسبة التلوث يؤثر سلبيا علي كل محاور الحياة . إن تقدم التطور العلمي المستمر بهذه السرعة و زيادة وعي المجتمعات بالمشاكل البيئية يتيح افضلية للإنسان للتغلب علي ما يجري حوله , فعلي رغم انحدار نسب الإنجاب فقد توصل العلم الي عدة وسائل لمعالجة هذه المشاكل , منها التلقيح و عملية طفل الانابيب IVF و إلخ ,و بالنسبة للمشاكل البيئية يبدو ان العديد من الدول المتقدمة اصبحت اكثر رفقاً بالبيئة و اكثر استعمالا للطاقة النظيفة و اهتماما بالطبيعة . علي رغم من ان هذا كله يوفر للبشرية حياةً افضل , لكنه يزرع مشكلةً اكبر , فمع زيادة نسب البشر تزداد القدرة الاستهلاكية و تزداد الحاجة الي موارد طبيعية اكثر , موارد اصبحت الارض تستخدم مخزونها الاحتياطي منها . إن الارض بطريقتها ترفض الوجود البشري , الذي اصبح عبئا عليها بأعداده الضخمة و متطلباته اللامنتهية .

نحن امام نتيجتين مستقبلتين , إما ان يتغلب العلم علي الارض و تصبح حياتنا مرتبطةً كليا بالتطور العلمي في كل المجالات , و إما يتقلص الوجود البشري بفعل مؤثر كارثي طبيعي او متعمد , تقلص يعيد التوازن بين الوجود البشري و الارض .





#علي_لّطيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديسة الحي القذر .
- الثورة الثورة , الوطن الوطن , إنتحار مواطن ليبي .
- جزء من النص مفقود , كلمة من حرفين. ما يسمي فناً .
- مجرد ارقام إنسانية ليبية ( وطن محترق ) .
- طابور - الخلاص - في نهاية شهر خدمات تطوعية . ( سرد ليبي عامي ...
- الطلاب مازالوا نائمين .
- ليبيا , إلي أين ؟
- المدينة الفاضلة .


المزيد.....




- واشنطن تعرب عن استنكارها -أعمال العنف والخطاب التحريضي- ضد ا ...
- مجموعة من الدروز تهاجم جنديا إسرائيليا حاول فتح طريق أغلقوه ...
- واشنطن تبحث عن -حل وسط- بين مقترحات روسيا وأوكرانيا لتسوية ا ...
- القوات الجوية البوليفية وفرق الإنقاذ تبحث عن طائرة مفقودة في ...
- إدارة ترامب تطالب المحكمة العليا بالسماح بإنهاء الحماية القا ...
- مصر.. سقوط عصابة من الأوكرانيات اللواتي حولن فيلّتهن إلى مصن ...
- مشاهد جديدة من شقة بوتين في الكرملين (فيديو)
- قاض برازيلي يضع الرئيس الأسبق فرناندو كولور تحت الإقامة الجب ...
- الكاميرون تعلن انضمامها رسميا إلى التحالف الإسلامي لمحاربة ا ...
- اليمن.. طاقة نظيفة زمن الحرب تغير حياة اليمنيين


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي لّطيف - المستقبل : بين نهضة البشرية و سقوط الارض .