أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-4















المزيد.....


مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-4


منصور الريكان

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 26 - 15:53
المحور: الادب والفن
    


المسرحية الشعرية

هكذا رقص الغجر

القصل الثالث

المشهد الثاني

(سوق صغير فيه محلات بصف واحد. عربة يجرها رجل. نسوة اثنان مبرقعات لم يظهرن وجوههن ورجل هو صاحب الوصية . صبايا وصبيات حفاة . أصوات من هنا وهناك لباعة متجولين . بائع صحف . بائع خمور . إمرأة تدعى نوّار بعباءة مكشوفة الوجه وجميلة الملامح مكتنزة تجلس في إحدى المحلات ومعها امرأة شاحبة تبيع العطور . عتّال يحمل كيسا على ظهره . الوقت قبل الظهر )
صوت خارجي : هذا هو السوق القريب من القبيلةْ
الغجر المشردون تحولوا
تغلغلوا
بين تخوم الناسْ
وباعوا الإحساسْ
كل على أحواله يشتري بالهمسْ
وبعد رشف خمرة من كأسْ
أحدهم يصطاد من زبائن المدنْ
وفي العلنْ
آخر يعتاش على المحنْ
آخر باع لذتهْ
وعزتهْ
وصار كالأذنابْ
يعاشر الدوابْ
آخرهم يصطاد من مذبوحة ذبابْ
وآخر لم يعرف الألبابْ
وآخر يقرأ في الكتابْ
وآخر يعمل أعمالاً على مزاجه شريفهْ
في هذه السوق ترى الوطنْ
ترى التاجر واللوطي والمكبوتْ
الكل ينظر دوره للموتْ
يا ناس يا من تسمعون الصوتْ
ستحملون صمتكم برهبة التابوتْ
لا تعبثوا بساحة الزمنْ
( يسكت الصوت والإنارة تتحول إلى النساء المبرقعات الأثنان وصاحب الوصية القريب عنهن . يتحرك ويحدق في المحلات وفي المارة ثم يتوجه للمرأتين )
صاحب الوصية : لم يأتنا زبونْ
الكل عالقونْ
الكل قد تغيروا
تحوروا ........
وغيروا جلودهمْ
لننتظرْ .........
لننفجرْ .........
نريد أن نأكل ما بحوزة المظلومْ
والأسماك واللحومْ
هل فوقنا التعاسة والبومْ
ولا علينا اللومْ
( مشيرا إلى إحدى النساء وهي زوجة الجثة الأولى )
حاولي تستجدي من الناس هنا اليومْ
وبعدها سنلتقي هناك في المساءْ
وحاولي التركيز في الزبونْ
فبعضهم ملعونْ
وأنت يا فتاةْ
يا إبنة المقتول والمهدورْ
وصاحب الذواتْ
( مشيرا إلى المبرقعة الثانية ويتحركون قليلا ويقفون مقابل إحدى المحلات )
تعالي يا حبيبتي
ابقي معي لعل دورك يأتي هنا
يا للهنا .......
سأذهب للمرأة الجميلة نوّارْ
لعل في جعبتها أخبارْ
أعرفها
من الغجرْ
وعندها الزبائن كالمطرْ
( يتحرك صاحب الوصية مع الفتاة المبرقعة وهي ابنة الجثة الأولى إلى محل نوّار وتتحول الإضاءة إلى امرأة الجثة الأولى وهي مرة تقف ومرة تتحرك باتجاه المحلات والناس السابلة )
امرأة الجثة الأولى : أرجوكمو تساعدون محنتيْ
ليحمكم الربْ
الله يرحم من يعطني القليل بالإحسانْ
يدخله الجنانْ
عندي أنا أيتامْ
(أحد السابلة يمد يده ويعطيها نقود وآخر أيضا يعطيها وتمد يدها للسماء لتدعو وتتحرك الإضاءة إلى محل صاحبة العطور نوّار )
صاحب الوصية : صباح الخير يا جميلتي نوّار
نوّار : أهلا بك يا جارْ
وكيف حال قبيلة الغجرْ
وكيف حال شيوخها
نسائها رجالها
وكيف حال أبي والخالْ
وصاحب الجبة المعلم عرموشْ
يقال إمام جامع الأنوارْ
الناس هنا
لا يعرفون من أنا
أحفظه في داخلي أسرارْ
صاحب الوصية : سأكتم ما يحفظكْ
والكل يشكرونك وبعضهم قد أنكركْ
لكنك ودودة وطيبةْ
وذات رؤيا ثاقبةْ
عندي لك عروسةْ
حلاوة مهروسةْ
عندي لك ما يسعدكْ
أريدها تعمل بالجد معكْ
تعطيها من دراهمكْ
أبوها قد قتلْ
ويومهم أفلْ
من زمن التهجيرْ
( مشيرا بيده إلى امرأة الجثة الأولى )
وأمها تستجدي كي تسد من نفوس أطفال هناك انتظروا المصيرْ
أرجوك ساعديهمْ
نوار : وكيف لي أخبرهم وعندي ما يساعدْ
( تشير إلى ألامرأة الشاحبة التي معها )
وهذه القواعدْ
من زمن لم نلتقيْ
يا أيها الشقيْ
يا أيها الزنديقْ
فعندنا الطريقْ
لم يمنعنا الضياطرةْ
والساسة العتاةْ
ونحن يا حبيبي المفجوعْ
دمرنا وفي الحضيض الجوعْ
فهل أرى وجه الفتاة يا ملسوعْ
( يتحرك باتجاه الفتاة ويرفع البرقع عن وجه الفتاة )
صاحب الوصية : ماذا ترين الآنْ
نوارْ : أرى القمرْ
فعلا أراها جميلة المحيّا والوركْ
أرجوك دوري ( تدور الفتاة )
أشكركْ
ستعمل مساعدةْ
اعتقد ستصبح خبيرة وواعدةْ
(توشوشه )
الزبائن بعدد الأوراق في الشجرْ
نعمل في النِسبْ
أعطيها ربع أجرها
موافقةْ
( تشير إليهم الأثنان )
الفتاة : موافقةْ
صاحب الوصية : وفائقةْ
( ويشير بيده باتجاه امرأة الجثة الاولى )
أريدها بقربك فربما بحاجة لظلها
نوار : لا حاجة أحتاج واحدةْ
وناهدةْ
دعها على خيارها
تستجدي من جيرانها
لا أحد يعرفها
الأرزاق يا عجيبْ
( عجيب اسم صاحب الوصية )
تأتي من النهود كالحليبْ
صاحب الوصية : أشكرك وإنها يتيمةْ
أرجوك أن تحافظي عليها كالتميمةْ
وإنها دافئة ليست كما ترين يا صديقتي ذميمةْ
نوار : فعلاَ كذا ستجلس بهذه الزاويةْ
في العلن تبيع من عطرنا للناسْ
وفي السر نبيعهم إحساسْ
وأنت كم مملْ
نبيعهم بصل ( وتبتسم )
والكل يأخذ رزقه سنجني العسلْ
وأنت يا عجيبْ
إجلب لنا زبائنكْ
سنكرمكْ
نرغب في زبائن من ساسة مرتزقةْ
ومن بطون قبائل توسمت بالعارْ
سكارى قد تعيش في خيالها مزوقةْ
أومن مدمني الحبوب للهلوسةْ
وكلها يا عجيب مدرسةْ
ألا ترى .....
( تشير بيدها الى عربة في زاوية على يسار المسرح )
يبيع ما يطيب من حبوبْ
لديه خمر في الجيوبْ
ونشكركْ
( يتجه عجيب صاحب الوصية الى العربة ويسلم عليه ويتهامسون . على مقربة منهم رجلان الأول أنيق بربطة عنق وآخر يلبس طاقية يتجهان إلى يمين المسرح ويقفان )
الرجل ألأنيق : يا صاحبي هناك عاهرةْ
لابس الطاقية : عاهرة جديدةْ
أعتقد جديدةْ
الرجل الأنيقْ : قبل شهرْ
كنت هنا وأنتظرْ
سمعت من صديقي حسونْ
علمني المجنونْ
أن أدخل بدون أن تراني العيونْ
وكيف لي أكلم امرأةْ
بدون سابق معرفةْ
ألا ترى الأخرى هناك شاحبة ومقرفةْ
( يتحرك صاحب الوصية بإتجاه الرجلين محسوبكم عجيب ويسلم عليهم ثم يبادرهم )
صاحب الوصية : هل ترغبون بحاجة أو طلب فعندنا الخمور والنساءْ
لابس الطاقية : نحتاج حبة هلوسةْ
وامرأة ممارسةْ
نحتاج نرتاح على سريرْ
وكلك تفسيرْ
الرجل الأنيق : أنا أريد فتاتها الجالسة الحزينةْ
صاحب الوصية : تعالوا خلفي دون خوفْ
أسمائكم أساتذةْ
( يتحركون باتجاه محل نوار )
لابس الطاقية : أنا أنا معيوفْ
الرجل الأنيق : لا حاجة لذلكْ
لابس الطاقية : يا رجل تمالك اسمه في الصحافة مشهورْ
لا يرغب وأسمه زرزورْ
صاحب الوصية : أما أنا فأسمي عجيب من قبائل مزورةْ
وعندنا النساء يا أصحابنا مكورةْ
ومزهرةْ
قفوا هنا وانتظروا إشارتيْ
(الرجال واقفون قرب محل نوار بائعة العطور ويذهب صاحب الوصية إلى داخل المحل ويحاور نوار ومن ثم يخرج باتجاه الرجلين ويؤشر للرجل الأنيق ويدخل في المحل وتتحرك الفتاة إلى باب خلف المحل والإنارة تتابعهم وتتحول بعدها إلى الرجلين صاحب الوصية عجيب ومعيوف لابس الطاقية وصبي يحمل صحف ليبيعها على المارة ويؤشر لابس الطاقية للصبي ويقلب بالصحف ويشتري واحدة )
صاحب الوصية : الأستاذ زرزور بالصحافة يعملُ
وأنت ماذا تفعلُ
إسمي أنا عجيبْ
لابس الطاقية : أعرفك عجيبْ
وأمرك غريبْ
الأستاذ يعمل في الصحافة ويكتب الأشعارْ
مرموق في السياسة بحزب أسمه المغوارْ
لم يتزوج بعدْ
فأنه عنيد في لحيظة يشتدْ
في لحظة يبوح بالأسرارْ
يعتاش من ترتيشة المقالْ
قصيدة له منشورة في هذه الجريدةْ
أهل ترى
( يقلب صفحات الجريدة ويتوقف عند إحدى صفحاتها )
صاحب الوصية : لا أرغب الصحافة وإنني ضعيف في القراءةْ
لكنه سيكتب عن حالنا مقالْ
ونحن يا معيوف في براءة أقتله لو قالْ
لابس الطاقية : الأستاذ لم يقل عن هكذا أحوالْ
لا لم يقلْ
إن نام في العسلْ
لأنه بطلْ
عاش وفي غربته سنواتْ
وعانى من عيشته مراتْ
الآن يعمل في أرقْ
ويرتزقْ
وينزلقْ
إن كان مستفيدْ
سيعطي ما تريدْ
( يخرج الرجل الأنيق ويبدو عليه الراحة ويذهب معيوف ليدخل مع نفس الفتاة )
صاحب الوصية : أراك مرتاحا فأين المالْ
الرجل الأنيق : أعطيته صاحبة الأحوالْ
صاحب الوصية : ولكن أين حصتيْ
هل تعرف الفتاة إبنتيْ
( يعطي الرجل الأنيق نقودا لصاحب الوصية ويستطرد صاحب الوصية بالكلام )
وكيف صاحبك معيوفْ
هل يعمل بلسع أزهار بكتْ
ومن ذرى أنفاسها تطوفْ
هل إبنتي يا صاح منك فد ذوتْ
أو تقلب الحروفْ
أرى على جبينه آثار من صلاةْ
هل كان من تقاةْ
الرجل الأنيقْ : نعم نعم
في القرية القريبة المجاورةْ
يخلع تلك الطاقيةْ
ويضع في رأسه عمامةْ
صوت خارجي : يصلي في المسجد أمام كل الناسْ
وقبلوا يديهْ
يضاجع الأراملَ
وينكح الأراذلَ
يأخذ أموالا من التعساء في الحصصْ
ويأكل هدايا كل ما ينفثه المغصْ
أراه قد بدل من ثيابهْ
ليعلن شبابهْ
يقال عنه أنه يأخذ أموالاً من المحتلْ
وقبلها المختلْ
وها هو يبحث عن مصائدهْ
صاحب الوصية : أدهاه ما أدهاها من مكائدهْ
كل له طريقتهْ
أغررت بالأرملة وابنتها الصبيةْ
أغررت بالنفس التي تدوسها الحرائق البهيةْ
وهذه الوصيةْ
( يخرج معيوف لابس الطاقية ويتحدثان ثم يعطي نقودا لعجيب صاحب الوصية وقبل أن يغادرا المكان يستدرج صاحب الوصية بالكلام )
صاحب الوصية : هل تعرفون مشارف الغجرْ
هنالك خيامْ
ونحن لا ننامْ
تعالوا كي أعلمكم بأمرنا
لنا لنا
نساءنا
والخمر والزهورْ
من حولنا تدورْ
إن ترغبوا تعالوا في النهارْ
وننتظرْ
الرجلان بصوت واحد : نعلمك وهذه الهواتفْ
وإعطنا هاتفك النقالْ
( الرجلان يكتبون بورقة أرقام هواتفهم وهاتف صاحب الوصية ويغادران . يحل الظلام والكل يغادر مكانه وتغلق المحلات ويذهبون الانارة تخفت . ظلام ويسدل الستار )






المشهد الثالث
ـــــــــــــــــــــــ
( خيمتان . خيمة الشيخ في داخلها رجال جالسون يدخل إثنان من الرجال لابسي الملابس المدنية سترة وبنطلون وربطات عنق وفي يد أحدهم حقيبة دبلوماسية . الإنارة على خيمة الشيخ تدل على أن الوقت ظهرا )
الشيخ : أهلا وسهلا بالضيوف ْ
أهلا بأصحاب النعمْ
ألم تقدموا معروفْ
نحن هنا بيأسنا نطوفْ
ماذا أرى في الجعبة خروفْ
الأستاذ الأول : أراك تستعجل الأمورْ
جئناك بالمستورْ
يا شيخ نحن من مدينة الأشباحْ
مدينة الهرجْ
مدينة التعبْ
فعندنا ما أكثر الطربْ
نعيش خارج البلادْ
نخاف من جاسوس أو أوغادْ
الشيخ : بلى ........بلى
الكل قد غلى
في الجعبة الكثيرْ
أبنائنا تسر من تطيرْ
( وجهه باتجاه الأستاذ الثاني )
الأستاذ الثاني : أنا هناك المطرب خلجانْ
مشهور في محطة الجرذانْ
عندي سبعون من الشعراءْ
وعازفون نتفوا ريشاتهمْ
نكرمهمْ .......
أحتاج راقصاتْ
ليست هنا بالبلدة يرفصنْ
وإنما بخارج البلادْ
أعطيكمو أثمانهنْ
( متجها الى الأستاذ الأول )
هذا هو مدير أعمالي المبرمج الجسورْ
وإنه غيورْ
نحتاج طبالينْ
نساء فاتناتْ
يظهرن في التلفزيونْ
والثمن جمالهنْ
نحضر الجواز والفيزاتْ
يرقصن في الحفلاتْ
أعرف كل شيء
لذا أتيت هاهنا لعونكمْ
هل أنت يا شيخ موافق أو نقمْ
أرجوك لا تخفْ
سندفع الثمنْ
الشيخ : يا أيها الرجالْ
يا صاحب اليشماغ والعقالْ
يا أيها الفوّالْ
يا صاحب الأغلالْ
وأنت يا حيّالْ
وأنت يا ابن القارض المقروضْ
وكلكمْ ..............
هل في كلامه شتمكمْ
( الرجال يحركون برؤوسهم وأيديهم دلالة على الموافقة )
أو يلغي في حضوركمْ
أريد ما تخبأه شعوركمْ
والكل يعطي دوره والحلْ
ولكي لبر أماننا نصلْ
لا تثرموا البصلْ
تكلموا ......... وإحكموا
الرجل الأول : يا حضرة الشيخ نريد أن يحافظوا على المقلْ
فأنهن ورد الفلْ
سنجلب البناتْ
الفاتناتْ
تتبارى في مداخل المضيفْ
وكلنا شهودْ
ونقبض النقودْ
الرجل الثاني : موافق إن كان يسعدهنْ
يختار من ألوانهنْ
نحتاج مالاً حاضراً
وعيشة راضية مرضيةْ
الرجل الثالث : نحتاج ديباجة عقد بيننا
ليحفظ حقوقنا
وكم سيرقصنْ
من الزمنْ
نسائنا نخسرهنْ
لأنهن ثروتنا
الأستاذ الأول : كل له ثمنْ
فثمن الراقصة الناهدة بخمسة أوراقْ
وثمن الطبال ما يعادل الأسواقْ
نحتاج خمس راقصاتْ
من أصغر البناتْ
والشرط أن يعملن في إجورهنْ
وهذه مهورهنْ
لمدة تتجاوز الأعوامْ
الرجل الرابع : عندي لكم ثلاثة يرقصن كالغزلانْ
مراهقات وأنا أبيعْ
الشيخ : إسمع يا سميعْ
وأنتم إخوتي الرجالْ
إجلبوا ما لديكم من خمرة واطلوا هذا الكأسْ
لنسكر وننطح الرأس بالرأسْ
إجلبوا لي نسائكم وأنت يا أستاذنا تختارْ
( يدخل الرجل المكفوف يقوده صبي صغير ويسلم ويجلس في الخيمة )
المكفوف : سمعتكم من ثقب تلك الخيمة اللعينةْ
تولولوا كأنكم خرافْ
وأنني أخافْ
لي ابنة مزواجْ
تناموا كالدجاجْ
ذباحكمْ
من بينكمْ
لا يشكوا من صراخكمْ
أنتم قراد الخيلْ
يا غلكم يا ويلْ
حمامة النواح عمق الليلْ
الكل ينكح ذاتهُ
ويهدي للأساتذةْ
بناتهْ .........
يا ويلهُ
فأين مني صاحب ((الماصولْ ))
الكل مجنون هنا بقبيلتيْ
وباع عرضه جاهرا لناكر مجهولْ
لذا يا أيها الرجال إرفضوا
أرجوكمو لا تضعوا فوق العيون برقعاً
والشيخ قد أخذلنا ولم يك بحاله ومقنعاً
دقوا لنا الدفوفْ
واسمعوا المكفوفْ
فمن هنا يشتري الهراءْ
وثلة النساءْ
نحن هنا بسوق نخاسينْ
تجار جنس أومخدراتْ
ليس لدينا لكم بناتْ
يا ويلنا من جمرْ
يا ويلنا من عهرْ
يا ليل يا دموعْ
هاتوا لنا الشموعْ
الكل يأخذ زوجتهْ
وإبنتهْ
ويطرد الأستاذْ
( الشيخ بانفعال يحاول أن يسكت المكفوف )
الشيخ : الا تقف عن الكلام يا صاحب الرذاذْ
( أحد الرجال يتقدم نحو المكفوف ويسكته ويضع يده على فمه ويطرد المكفوف من المجلس مع الصبي ويقوده خارج الخيمةْ )
الرجل الخامس : يا أيها المكفوفْ
ليس لك بمضيفنا ملاذْ
سنجلب الحسانْ
وإنهنْ
بحبهنْ
سيزهرنْ
( رجل يخرج أمام المسرح ويصيح بأعلى صوته )
الرجل السادس : أيتها النساءْ
رتبن من أحوالكنْ
إجلبن عدة رقصكنْ
بمضيف حضرة شيخنا
ونحن ننتظرْ .........
(الإنارة تتحول الى الخيمة الأخرى باتجاه اليسار الذي فيها رجل وامرأة جالسون وصبي يحمل صندوق )
الرجل : ما ذا جلبت معك يا أيها الصغيرْ
لنفتحهْ
الصبي : أرجوك يا أبي
قال لي العتّال أحفظه معكْ
لا تفتحهْ
إن لم أصل بعد سويعة فهو لكْ
أعطاني دولارينْ
قلادة من الذهبْ
ألم تروا
( يخرج النقود والقلادة )
الرجل : أيا عجبْ
فلننتظرْ
ونحن في حيرتنا
سنحمل الصندوقْ
يا امرأة لا تصبحي كالبوقْ
ألامرأة : لنتركهْ
( الإنارة تتحول إلى الخيمة الأخرى عشرة فتيات يدخلن الى المضيف بصحبة الرجل السادس ويتقدم نحو الشيخ والأساتذة )
الرجل السادس : لا تخجلن يا بناتْ
الكل يظهر زينتهْ
وطينتهْ
(يبدأ العزف والأستاذ المطرب خلجان يبدأ بالغناء والبنات الغجريات يرقصن وإظهار مفاتنهن أمام الضيوف والشيخ يترنح من السكر )
الأستاذ المطرب :يا راقصات الجيلْ
( مشيرا إلى إحداهن )
يا زهرة أنت ارقصيْ
دعيني لا أميلْ
سترفلين بالذهبْ
الزمرد اللؤلؤ المرجانْ
نختار منكن واحدةْ
وبعدها هي هكذا
أنت اجلسيْ
وأنت ذا تحسسيْ
وأنت ذات الشالْ
ميلي إلى الشمالْ
محال أن تكوني راقصةْ
بحزنك تبقينْ
أعطيك درهمينْ
والآن تبقى الخمسْ
لنحتسي من كأسْ
( يسكت المطرب بعد أن أختاروا الفتيات الخمس . فجأة تتحول الإنارة الى الخيمة المجاورة فيها الرجل وحده ويأتي بالصندوق ليفتحه )
الرجل : لنفتح الصندوقْ
جلبه الأرعن من عتّال في السوقْ
ماذا به أيا ترى ذهبْ
دولار أم عجبْ
لا بد أن أعرف ما يجول بداخل الصبيْ
هل هو أذكى من أبيه أم غبيْ
فلأفتحهْ ............
( يبدأ بفتح الصندوق ويبدأ صوت إنفجار قوي يطير الرجل إلى الهواء ومضيف الشيخ المجاور ينفجر أيضا . رجال ونساء ممدون وبقايا الرجال والنساء تركض على المسرح أحدهم يتكأ على الآخر . ويظهر الشيخ وعليه آثار الدماء والأستاذان والراقصات ممدودات على الأرض قسم قتلى وقسم جرحى )
الشيخ : من دمر القبيلةْ
كل أراه ممدا أعضائه قتيلةْ
من قتل الرجالْ
من روع النساء والأطغالْ
من قادنا
هل لعنة حلت بنا
يا أيها الرجالْ
لموا الحثالات على صفوفْ
وإرموا الدفوفْ
فالطبل ليس بنافع وسنرتحلْ
نحو زحلْ
( يبدأ الرجال بحمل الممدودين على الأرض ويذهبون خارج المسرح والانارة تتحول الى شخصين رجل وامرأة يخرجان من زاوية المسرح وبحركات إيمائية ويظهر صوت خارجي )
صوت خارجي : هل رقص الغجرْ
التعساء والفقراء في الحفرْ
تغتالهم أيادي الغدرْ
فأرضهم موبوءة بنزف من سماءْ
والكل أدعياءْ
القتلةْ
من سفلةْ
قد عاشوا في الظلامْ
فمثلما الغربان يهجمونْ
عاثوا بأطفال بعمر الوردْ
والبلد بحاله البلدْ
من يحمي هؤلاءْ ؟؟
فالغجر أناس من بلادنا
عانوا من العوز علينا ضمهمْ
بحضننا
وحبنا
وصوتنا
يا صرخة البلاءْ
علينا أن نصلحهم ونغدق الأضواءْ
ليعيشوا في بلادنا شرفاءْ
يا أيها البشرْ
أهكذا قد رقص الغجرْ
بحضننا تعساءْ
بحضننا فقراءْ
فأحضنوهم هيئوا عملْ
بلا وصاية عاهر أو مبتذلْ
وكونوا كالعشاقْ
للحب والاشواقْ
في وطني العراقْ


( تغلق الستارة )


انتهت



#منصور_الريكان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-3
- مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-2
- مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-1
- ليل طويل
- هذا ما دونة الشافيْ
- إرهاصات
- الكرسي
- مملكة الخراب
- وجع وإرهاب
- يا لدموعها ........
- حوار معي
- آه ما أحلى الليالي
- حكاية الوطن المخملي -38
- حكاية الوطن المخملي -37
- حكاية الوطن المخملي -36
- زقوم الطوائف
- صور واهنة
- إنفجار
- مسامير الهواء
- يالدفء عينيك


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منصور الريكان - مسرحية شعرية (هكذا رقص الغجر )-4