أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - نهب الآثار في وضح النهار














المزيد.....

نهب الآثار في وضح النهار


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4285 - 2013 / 11 / 24 - 02:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ليس صدفةً أن أقرأ خبرا قبل أيام عن أبشع أنواع السرقات، سرقةِ الآثار التاريخية في اليمن، فقد نقلت وكالة سبأ للأنباء يوم 13/11/2013:
" أقام أحدهم حفلة عُرسٍ في المتحف الوطني بصنعاء، واستغلَّ اللصوصُ هذا الاحتفالَ وسرقوا رُقوقأ أثرية، يُقدَّرُ ثمنُ الواحدة منها بخمسة ملايين دولار"
ليست هذه هي السرقة الأولى، فقد سُرق متحف المُكلّلا ومتحف زنجبار، وسُرقت سيوفٌ أثرية ومنحوتات ورقوق من بلاد أكبر مخزن أثري في العالم( اليمن)، أمضى المستشرقون والباحثون سنواتٍ طويلة يُنَقِّبون عن آثار الأجناس البشرية في اليمن،وفي اليمن أكثر من مليون مخطوطة وقطعة أثرية، تحتوي على مخزونٍ هائل من التاريخ.
استعدْتُ ما جرى للعراق ومصر، فوجدتُ ارتباطا بين الأحداث السياسية، وبين نهب التاريخ العربي والعالمي من بلاد العرب، فوجدتُ أن هناك تماثلا، بين ما يجري من تفكيك للأنظمة العربية، وبين ما يجري من تفكيك للتاريخ العربي، وكأن المؤامرة لا تكتفي بتقسيم الدول العربية وإنهاكها، بل إنها ترمي أيضا إلى إفراغها من مخزونها التاريجي العريق.، وتحويلها من عقولٍ فكرية، إلى هياكل عظمية شعوبية!
ليس صدفةً أن تبدأ سرقات الآثار عند احتلال الجيش الأمريكي (الحضاري)!! للعراق 2003 ، وليس بمحض الصدفة أيضا، أن يبني الجيشُ الأمريكي أكبرَ قواعده العسكرية، فوق أعرق الصروح الحضارية في العالم(بابل)، ليُدمِّر إحدى عجائب الدنيا السبع، وليس عفويا أن يضع الجيش الأمريكي ست عشرة قاعدةً عسكرية، فوق ست عشرة مقبرة أثرية تاريخية في العراق، وليس غريبا ألا تتدخل القوات الأمريكية، التي احتلت العراق لمنع نهب الآثار ، التي جرى نهبُها أمام عدسات الكاميرات، في بثٍّ حيٍّ ومباشر!
وليس صدفةً أيضا أن ترتبط ثورة 25 يناير2011 في مصر بمسلسل طويل من نهب الآثار المصرية، أيضا أمام الكاميرات ، فقد سُرِق المتحف المصري في ميدان التحرير، في الوقت نفسه الذي كان المنتفضون على النظام السابق، يرددون شعارات الديمقراطية والحرية، وتقوم في الوقتِ نفسه، عصابة (أبو عطية) المشهورة بنهب الآثار ونقلها بسيارات نقل ضخمة، من قرية الهيبا الأثرية وغيرها، بنهبِ الآثار في وضح النهار!!
وإذا أضفنا إلى تلك الدول ما جري في فلسطين من تدميرٍ ، فقد دُمِّرتْ في غزة مساحات أثرية كبيرة ، وأقيمت عليها قصور لرجال السلطة والأحزاب، وجُرِّفت مساحات أثرية بما تحويه من آثار وطنية، بادعاء أنها تصلح مقراتٍ للمناضلين ومخازن للعتاد والسلاح.
وبقيَ كثيرٌ من الفلسطينيين يغمضون أعينهم عن الاكتشافات الأثرية، ويعتبرونها من سَقَطِ المتاع، تاركين المجال لعلماء الآثار الإسرائيليين، يكتشفون ويُرسخون وجودَهم التاريخي على أرضنا، في الكتب والمجلات ووسائل الإعلام.
وما يزال الدمارُ الأثريُ جاريا في سوريا ولبنان حتى كتابة هذا المقال،
إن ما يجري في دول العربان هو تدمير ما بقي من تاريخها في عقول أبنائها، ليعودا إلى حالتهم الآولى قبائلَ رُحَّلا، يأكلون ما يجودُ به العالمُ عليهم، ويشربون مابقي من شراب.فهل للعربُ جينةٌ بشريةٌ تُحبُّ التخريب؟!! كما قال ابنُ خلدون:
"إن السبب في أن العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الفساد ،فهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خُلقا وجِبِلَّة ، وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن رتبة الحكم وعدم الانقياد للسياسة ، وهذه منافيه للعمران ، والغاية عندهم الرحلة والتغلب ، وهو مناقض للسكون الذي به العمران ، فالحجر للأثافي ، ينقلونه من المباني ويخربونها عليه ، والخشب إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ، ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم ، فيخربون السُقُف عليه .فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران " المقدمة ص 178-179 "؟؟؟!!!
أم أنهم يهدمون آثار الغابرين، حتى يطمسوا آثارَ مَن سبقهم رغبة منهم في البروز والاستعلاء، ليتمكنوا من بناء صروحهم الشخصية على أنقاضها؟!!
" فقد هدم قاراقوش وكان وزيرا لصلاح الدين عددا من الأهرام الصغيرة، وبنى بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية، وقام الملك العزيز عثمان بن يوسف، وهو خليفة صلاح الدين بمحاولة لهدم الأهرام كلها عام 1193م فبدأ بالهرم الصغير ، فأوفد إليه النقابين والحجارين، وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكلهم بخرابه، فخيموا عندها ، وحشروا عليها الرجال ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد، واستفراغ الوسع الحجر والحجرين.فقومٌ من فوق يدفعونه بالأسافين والأمخال ، وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوص والأشطان، فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة، حتى ترتجف الجبال، وتزلزل الأرض، ويغوص في الرمل، فيتعبون تعبا آخر حتى يخرجونه، ثم يضربون فيه الأسافين، فيقطع، فتسحب كل قطعة على العجل حتى تلقى في ذيل الجبل إلى مسافة قريبة .فلما طال ثواؤهم، ونفدت نفقاتهم ، وتضاعف نصبهم ، ووهت عزايمهم ، وخارت قواهم، كفوا محسورين مذمومين، لم ينالوا بغية، ولا بلغوا غاية، بل كانت غايتهم أن شوهوا الهرم سنة 593 هـ، ولو بُذل لهم ألف دينار ليردوا حجرا لعجزوا عن ذلك .
"الاقتباس من كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة بأرض مصر لعبد اللطيف البغدادي، وقد أهدى الكاتبُ كتابه هذا للخليفة العباسي الناصر لدين الله لإطلاعه على أحوال مصر ، وهو الخليفة 34 في زمن صلاح الدين ص 144"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موتوا لتخلدوا
- تهويل أسطوري لإسرائيل
- براءة ليبرمان فيها نظر
- المجاعة الديمقراطية عند العرب
- أكبر بطالة شعبية في العالم
- في هجاء الوعد المشؤوم
- دولة المتابعة والرصد
- هل بلغ التيار الإسلامي ذروته؟
- اجتنبوا مرض الغرور
- فلافل السفير الأمريكي في إسرائيل
- تكتيك جديد لمخابرات إسرائيل
- الافتخار بهجرة المبدعين العرب
- حاخام سوبر عنصري
- سقوط الهيكل الثالث في حرب أكتوبر
- الغاز والبرجوازية السياسية
- قصة الكلب والدب والسوفت وور
- بيئتكم هي مستقبلكم
- دولة الأساطير وحرب أكتوبر
- رياضة إشعال الحروب أم إشفاء القلوب؟
- خمس لقطات من تاريخنا الفلسطيني


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - نهب الآثار في وضح النهار