هل بلغ التيار الإسلامي ذروته؟

توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تحقيق صحفي يستحق القراءة من صحيفة جورسلم بوست تحقيق أريل بن سلومون 12/10/2013
يرى التيارُ الليبرالي المعارض للتيار الإسلامي، أن ما يجري من معارضة لهذا التيار في تركيا وإيران ومصر وتونس والسودان، هو انتصار للإيدلوجيا المناهضة لهذا التيار.
فهو إشارة إلى تنامي التيار المعادي للقاعدة، في مصر وتونس وتركيا.
فقد أسقط الجيش المصري الإخوان المسلمين من الحكم يوم 3/7/2013 وهذا بمثابة إعلان عن قوة التيار المناهض للتيار الإسلامي، كما أن حزب النهضة الإسلامي في تونس، وافق على تشكيل حكومة انتقالية في الأسابيع المقبلة.
وبرز تيار مناهض للتيار الإسلامي في تركيا ضد حزب العدالة والحرية، تمثَّل ذلك في مظاهرات ميدان تقسيم، مما أظهر تيارا معاديا للحكومة.
وفي سوريا ظهر شقاقٌ بين الجماعات الإسلامية نفسها، التي تحارب نظام بشار الأسد، وأشار تقرير استخباراتي أمريكي نشرته لوس أنجلوس تايمز إلى احتمال تحوُّل سوريا إلى ما يشبه النظام القبلي في باكستان، حيث مقر القاعدة والسلفية الجهادية.
وفي الخليج يظهر التناقض بين دعمهم للإخوان والقاعدة المتمردين على نظام بشار الأسد، وبين دعمهم للجيش المصري ضد الإخوان المسلمين.
وقد تحول داعمو الإخوان في مصر إلى جهاديين في سيناء، يهاجمون الجيش المصري، كما أن الجهاديين ينشطون في نيجيريا ومصر والصومال وكينيا والعراق وليبيا وتونس ومالي واليمن.
تحدث سث جونزSeth Jones مستشار العمليات الخاصة السابق ومساعد مدير الأمن القومي في واشنطن ومستشار المجموعات الخاصة في أفغانستان لصحيفة الجورسلم بوست عن القاعدة وهجماتها في الشرق الأوسط، وقال: إنه شهد أمام الكونغرس وأشار إلى ازدياد نشاط القاعدة والجهاديين السنة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وقال:
" إن ضعف الأنظمة العربية الحاكمة بسبب الربيع العربي ، أدى إلى ضعف حماية الحدود في تلك الدول ، وهذا أدى إلى ازدياد نفوذ القاعدة، على الرغم مما يبدو من انشقاق في صفوفها، كما هو حاصل في جبهة النصرة في سوريا.
إن أهداف أمريكا تتلخص في حماية حدودها ومواطنيها، وهذا ما جعلها تنذر سفاراتها في الخارج وتشدد الحماية على طائراتها"
وقال عن رأي أمريكا في الإخوان المسلمين:
"هم بالنسبة لأمريكا الأكثر وداعة وهدوءا بين التيارات الأخرى، ولكنهم عندما يهددون الأمن القومي الأمريكي يتحولون إلى تهديد ثانٍ، مع وجود تيار في الإخوان المسلمين يعادي أمريكا وحلفائها".
يرى جونز أيضا أن تنامي المسلمين الجهاديين في المنطقة يعود إلى ازدهار الطائفية في المنطقة، وبخاصة في سوريا والعراق ولبنان، وفي مصر هناك فتوى تدعو المصريين للجهاد في سوريا والعراق ولبنان، على الرغم من أن هناك مؤشرات إيجابية في الصومال ومالي، تشير أن الجماعات الإسلامية بدأت تفقد الدعم"
أما بالنسبة لإسرائيل فإن جونز يشير إلى أن التهديد الأكبر لإسرائيل يكمن في الجماعات الإسلامية في الضفة الغربية غزة، وتنامي الحركات الجهادية في سيناء، كما أن جبهة النصرة تُدرب جهاديين على حدود إسرائيل، وبينما تركز نشاطها ( الآن) على سوريا إلا أنها ستوجه سلاحها لإسرائيل بعد ذلك، قال: فلو كنتُ مقيما في إسرائيل، فإنني سوف أكون منزعجا من حماس وحزب الله، فهما بعد القاعدة في تسلسل التهديد.
قال جونثان شانزر( Jonathan Schanzer ) نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية لصحيفتنا تعليقا عما جرى للإخوان في مصر:
" تزداد القاعدة وحلفاؤها قوة، فشبكة القاعدة لم تضعف، فهي خسرت بعض مواقعها في الأشهر السابقة، ولكن لا توجد قوة أخرى أيدلوجية سياسية قادرة على مواجهتها، فالإخوان يتصارعون فيما بينهم، وإذا تمكنوا من الخروج من أزمتهم سيعودون من جديد للسياسة.
قال رئيس منتدى الشرق الأوسط دانيال بايبس في مركز بيغن السادات في جامعة بار إيلان في رمات غان في الأسبوع الماضي:
"تشير المعطيات الرئيسة خلال الأشهر الماضية إلى انحسار الموجة الإسلامية في المنطقة مستشهدا بما جرى في تركيا وإيران ومصر وتونس والسودان، لذا فإن الإسلاميين لا يحظون بشعبية في المستقبل، كما أن الإسلاميين متنافرون غير موحدين، فتركيا وإيران تجمعهما علاقات باردة بسبب سوريا، وفي لبنان هناك صراع سني شيعي، وفي تركيا هناك خلاف بين عبد اله غول ورئيس الوزراء أردوغان ، وفي سوريا فإن مجموعات السنة تقاتل بعضها بعضا، وفي مصر هناك خلاف بين الإخوان والسلفيين، وفي تونس أيضا هناك صراع بين حزب النهضة والسلفيين.
وعن توقع دانيال بايبس للمنتصر في الصراع:
" الإرهاب يكون استراتيجية عندما تضعف الأيدلوجيا، فهناك خطر في المدى القريب، ولكن لا شك في النصر، فمنظمة بوكو حرام لا تستطيع الانتصار على نيجيريا، مع العلم أن هناك خطورة في أن يفسد المسلمون في تركيا المصالح الأمريكية.
ففي الصومال يحكم الشباب المسلمون منطقة صغيرة من الصومال، قد يثيرون الرعب، ولكنهم غير قادرين على الاستيلاء على السلطة.
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001 أحدثت نتائج عكسية، فقد ألَّبتْ الأحداثُ الجماهيرَ علي الإرهابيين، وما حدث في المول في كينيا، واحتجاز الرهائن، يشير إلى فشلهم وفشل قدراتهم في إقناع الناس.
إن المعارضة في مصر للإسلاميين ظاهرة إيجابية تعزز التيار المتحضر، ولكنني لا أرى أن الإسلاميين قد انتهوا، فلهم تاريخ طويل منذ عشرينيات القرن الماضي، فقد نهض تيارهم في سبعينيات القرن الماضي، ويبدو أنهم في بداية الألفية قد بلغوا ذروة صعودهم.

#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات