أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - فرحة الآباء بسجن الأبناء














المزيد.....

فرحة الآباء بسجن الأبناء


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 15:11
المحور: كتابات ساخرة
    


أرجعتُ سعادة أبٍ بعودة أبنائه للدراسة، في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، إلى فرحته بارتقائهم سنةً دراسية أعلى، وظننتُ أنه سعيدٌ وفرح بنمو عقولهم وفكرهم، وانه سعيدٌ كذلك لسعادة أبنائه الفرحين بعودتهم لفصول مدرستهم وزملائهم ومدرسيهم وفصولهم الدراسية!
وكنتُ أعتقد بأن الأب فرحٌ بأبنائه لأنهم سيحصلون على جرعاتٍ ثقافيةً جديدة تساعدهم في حياتهم المستقبلية!!
غير أن هذا الأب فاجأني وهو يسرد سببين لابتسامته العريضة وفرحه، حين قال:
"أنا سعيدٌ لأنني سأدخر من مرتبي الشهري مبلغا لعيد الأضحى، على الرغم من الإنفاق الكبيرعلى ملابس ودفاتر وكتب اليوم الأول، فالمرتب لا يكفي الأسرة أثناء العطلة، لأن العطلات نكبات على النقود والعملات، ليس بسبب كثرة الإنفاق على الرحلات والزيارات فقط ، بل لأن الأولاد يستهلكون ضعف كمية الطعام التي يستهلكونها عندما يكونون في المدارس، فهم في العطلة يلعبون، ويحتاجون إلى غذاء مضاعف، وإلى مصاريف مضاعفة!!
أما فرحي الثاني بعودتهم للمدارس، فإنه يعود إلى قلة مشاكلهم عندما يعودون للمدارس، فهم في العطلات جالبو مشكلات يومية، ليس مع بعضهم فقط، ولكن مع أبناء الشارع والجيران، مضافا إلى ذلك حالة الإزعاج الدائمة الناجمة عن اللعب، وإذا أضفنا إلى ذلك، أن معظم الأبناء ينتقمون من الآباء الذين يفرضون عليهم النوم في وقت مبكر أثناء الدراسة، ينتقمون من آبائهم بالسهر حتى ساعات الفجر الأولى طوال فترة العطلة السنوية!!
إذن هناك عدد كبيرٌ من الآباء يفرحون حين يُودِعون أبناءهم السجونَ المدرسية، فكثيرٌ من الآباء يعتبرون المدارس سجونا، والمدرسين سجَّانين، وهذا الاعتبار هو أخطر الاعتبارات التي تؤشر إلى نظام التعليم العقيم.
فنظام التعليم العقيم في كثير من المجتمعات، مسؤولٌ مسؤوليةٌ مباشرة عن انحدار الأمم وتوقف الدورة الدموية النهضوية فيها، بل إنها تنكفئ على نفسها، ويتحوَّل تعليمها إلى أغانٍ تراثية ومحفوظاتٍ تملأ عقول النشء ، ولا تساعد في تهذيبها وتطويرها.
حكمتان:
قال بسمارك القائد الألماني متحدثا عن انتصار ألمانيا على فرنسا عام 1870:
" غلبنا فرنسا بمعلم المدرسة"
قال حكيمٌ تربوي:
" إن ما تعطونه من مرتب للمعلمين، فإنكم تعطونه بشكل غير مباشر لأبنائكم"
قال تربويٌ عربيٌ ساخر:
"المعلمون في معظم بلاد العرب مسحوقون مقهورون، فكيف سيكون طلاب المسحوقين المقهورين؟ إنهم سيتخرجون في نهاية الدراسة أميين جاهلين، حتى وإن حصلوا على أعلى الشهادات!!"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارض القتل ومعارض سلاح الجو
- افتاءات ضد البنات
- نضال فلسطيني بنكهة جديدة
- من خبايا جولات المفاوضات
- متى نزيل مرض الثانوية العامة؟
- لقطات تحتاج إلى تعليقات
- سرايا التفخيخ الإعلامية
- أين وزارة اللاجئين في فلسطين؟
- إليكم هذه الرسالة من الفضاء الإلكتروني
- ألعاب رياضية عنصرية في القدس
- خدمة مالية إلزامية في إسرائيل
- هل دول العرب دويلات أم شركات؟
- شباب ملاليم وشباب ملايين
- رموز عساف الإعلامية والفنية
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - فرحة الآباء بسجن الأبناء