أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - رموز عساف الإعلامية والفنية














المزيد.....

رموز عساف الإعلامية والفنية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 17:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كان يوم السبت 22/6/2013 يوما فاصلا في تاريخ إعلام الألفية الثالثة ولم يكن هو فقط يوم احتفال فلسطين بابنها محمد عساف كأبرز مغنٍ في العالم العربي ، وما يمثله هذا الاحتفال من معانٍ عديدة أبرزها رغبة الفلسطينيين المقهورين في الفرحة والتفوق، ففي غزة من المواهب والكفاءات ما يستحق الإعجاب والتقدير.
كان الاحتفال أيضا ثورة على النظام الحزبي الفلسطيني العتيق المسؤول عن الانقسام والإحباط، وكأن الجماهير وجدت ضالتها في مبدعيها!
أما لماذا أعتبرُ أنا هذا اليوم يوما فاصلا في تاريخ إعلام الألفية الثالثة، فلأن هذا اليوم شهد أكبر استقطاب في تاريخ الإعلام لحدثٍ غير سياسي، لحدثٍ فني أبرز روح المنافسات الفنية، وحقق أعلى درجات الاستقطاب الجماهيري بواسطة الغناء، لدرجة أن شوارع مدنٍ عديدة في العالم خلتْ من المارة، وتحلَّق الجميع حول الفضائيات لمعرفة نتائج المنافسات!
أما الثورة الإعلامية التي أقصدها فهي أن منظومة الإم بي سي قد أعلنتْ في هذا اليوم فوزها الساحق على منظومة الجزيرة الإعلامية، وجعلتها تُخلي مكانها للفنون، وهذه الثورة تُشير بوضوح أيضا إلى النقلة الجديدة التي أسجلها وهي:
الانتقال من عصر صراع الديكة السياسي الحزبي الديماغوجي، أو إعلام الثرثرة والنظريات الحزبية، إلى زمن منافسات الفنون، وعصر اكتشاف العنادل والبلابل المغردة والآسرة!!
وهذا الانتقال سحب البساط من تحت أرجل السياسيين كمؤثرين في الرأي العام، أو كشاحنين للرأي العام، وحولهم إلى رديف في مؤخرة إعلام الألفية الثالثة، ألفية منظومة الإم بي سي وكل ما هو على شاكلتها، ليُعيد إلينا معزف الفنون، أي الرجوعٌ إلى عصر (عُود) الفارابي ، وقيثارة زرياب وإسحق الموصلي وإلى كتاب الأغاني، وصولا إلى سيد درويش وأم كلثوم وغيرهم.
ما أزال أذكر ستينيات القرن العشرين عندما كان الجمهور الفلسطيني في غزة يخرج إلى الشوارع ليجتمع في الحلقة الواحدة عشرات، يتوسطهم مذياعٌ واحد ، ليتابعوا حتى ساعات الصباح الأولى حفلات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ المنقولة عبر ميكروفونات الإذاعة المصرية!
ومما أسجله أيضا أن الجمهور الفلسطيني اليوم بدا للآخرين أنه فقد ذائقته الموسيقية والفنية، ونسي كل الفنون، بفعل مؤامرة خطيرة على تراثه لتجعله شعبا جلفا قاسيا، يصل إلى مرتبة الإرهاب، وقام المحتلون أيضا بسرقة معظم تراثه الفني فسرق المحتلون الدبكة وموسيقى الأغاني الشعبية ، وهذا جزء من تشويه شعبنا لغرض دفع العالم للقول:
الفلسطينيون جُفاة قُساةٌ لا يستحقون أرض الميعاد، أرض اللبن والعسل!!
غير أن التاريخ الفلسطيني الثقافي والفني سيظل ماثلا أمامنا ، فمدينة القدس ويافا وحيفا كانت من أوئل المدن التي افتتحت فيها دور السينما قبل النكبة، واستقدمتْ كبارَ الفنانين في العالم ليغنوا فيها قبل ولادة أوطانٍ كثيرة، ففي عام 1929 غنت أم كلثوم على مسرح عدن في القدس، ثم سافرت بالقطار إلى حيفا وأحيت حفلتين، وكذلك فعلت أسمهان وفريد الأطرش وعبد الوهاب وغيرهم من كبار المغنين. وما يزال تاريخ إسهام الفلسطينيين في مجال السينما والفن التشكيلي والأدب ماثلا ومسجلا حتى اليوم.
ولم يقتصر الأمر على نجوم الفن العرب فقد شاهدتُ على مسرح سينما النصر في ستينيات القرن الماضي مباراة بطولة في الملاكمة، بين بطل العالم (باترسون) الذي جاء إلى غزة ليقدم عرضا في الملاكمة، وبين البطل الفلسطيني رجب عليان، كما أن دور السينما في غزة كانت تعرض الأفلام، في نفس زمن عرضها في بلدان أوروبا!!
وما أزال أذكر أيضا شارع عمر المختار في ستينيات القرن الماضي، شارع المعارض والمحلات الفاخرة وكانت مجموعات السائحين الذين كانوا يأتون إلى غزة كمكافأة لهم ليشاهدوا بحرها وميناءها وأهلها ويتمتعوا بهوائها!!
إنها غزة التي نجح المحتلون في إبعادها عن الذاكرة، وساهم إهمالُ أبنائها أيضا في إقصائها عن مخيلة أحفادها !
إنها غزة بجمال بيوتها ونظافة شوارعها وبمينائها البحري الذي كان مركزا للاستيراد والتصدير، كانت فتنةً للسائحين!!
نعم كنا نُصدِّر البرتقال والليمون، وكنا نصدر القمح أيضا ، وكان شعير غزة يُصدر إلى أوروبا وكانـت أجود أنواع البيرة الإنجليزية في ذلك الوقت تُصنع من شعير غزة!!
وأخيرا .....إن أسوأ كوارث الأمم عندما ينقطع حبلُ التواصل بين الأجيال، فيبني كل جيلٍ بناءه، ولا يورِّث أبناءه وأحفاده التواريخ ومخططات ورسوم البناء، فينقطع حبلُ التواصلِ، ويغيب التاريخ المملوء بالبطولات والكفاءات، عن أذهان الأبناء والأحفاد!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟
- مغاوير كتيبة الإنترنت
- أفقر دولة وأسعد دولة
- سياسيون يفرقون وفنانون يوحدون
- كبير المفسدين والشياطين
- باللغة نحل مشكلاتنا
- كتيبة إلكترونية في الجيش الإسرائيلي
- فقوس الحزام الأمني في غزة
- موسم الإرهاب السنوي
- نظارات العفة بدلا من النقاب
- فيلم تحريضي على مدارس غزة
- يا مقهوري عمال فلسطين
- صناعة ألقاب الفخامة العربية
- ازدهار الخرافات في عصر التكنلوجيات
- هل نحن أعشاب بشرية؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - رموز عساف الإعلامية والفنية