أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - أكبر بطالة شعبية في العالم














المزيد.....

أكبر بطالة شعبية في العالم


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 20:56
المحور: المجتمع المدني
    


سأظل أذكر منذ ثلاث عشرة سنة أنني شاهدتُ يافطةً في غزة مكتوبا عليها: "مشروع تعشيب ملعب فلسطين بدعم من...." وبعد سنة شاهدتُ كذلك شبابا أوروبيين يحضرون متطوعين إلى غزة، ليقوموا بتنظيف الشاطئ الغزي من بقايا مأكولات المصطافين الغزيين!!
يومها كتبتُ مقالا ساخرا عن مخاطر ظاهرة الدعم الخارجي المخصص فقط لمشاريع البطالة المُقنَّعة في وطني، هذه المشاريع ما تزال باقيةً إلى يومنا هذا وإن تغيرتْ مسمياتها (وبربوزولاتها) هذه المشاريع ليست بريئة، بل إنها تهدفُ في النهاية إلى تغيير مسار نضالنا الفلسطيني، وتحويل شعبنا الصامد المناضل، من الفلسطيني المنتج القادر القوي، إلى الفلسطيني المنهك الكسول المستهلك!
لم نتعلم من تجربتنا الطويلة، ولم نقم برفض أي مشروع، يقتل فينا إرادتنا ونضالنا، فما تزال مجموعاتٌ كبيرة من شبابنا يمارسون طقوس البطالة المقنعة في صورٍ شتى:
فبعضهم يعمل في مشاريع البطالة ويقوم بأبشع الأعمال، يطارد الترابً في شوارع غزة، وينقله من يسار الشارع إلى يمينه، ليعود من جديد في اليوم التالي إلى مكانه، ليقوم عمالُ بطالةٍ أخرون بتكرار التنظيف في المكان نفسه!
وأصبحت مشاريع تنظيف شوارع غزة مطمحا يسعى إليه كثيرون،وأصبحت بلوزات عاملي النظافة وطاقياتهم المكتوب عليها: مشروع تنظيف شوارع غزة بدعم من مؤسسة وجمعية...هي المناظر المألوفة، على الرغم من أنها تحمل في طياتها إساءة وطنية من الدرجة الأولى، إذ أن الشعب الذي يقبل الدعم الخارجي ليقوم بتنظيف شوارعه، لا يستحق أن يكون صاحب تراثٍ نضالي بطولي شريف، فهو في حالته هذه مستجدٍ كسولٌ خانعٌ!
وما أزال أذكر أن صديقا لي قرأ المقال الذي نشرتْه صحيفةُ القدس يومها وقال: لماذا لم تذكر دعم الجمعيات والمؤسسات في مجالات لا تقل خطورة عما ذكرت، فما أكثر الجمعيات التي تتلقى دعما كبيرا لعقد ندوةٍ مخملية في فندقٍ كبير، لا لمناقشة قضايا المجتمع الرئيسة للخروج بتوصيات وآراء تقود الجمهور وتعزز من صموده، بل ندوة سياسية تافهة المضمون للتنفيس عن ضائقة النفس، وفش الغل بالصراخ والصياح والعراك، ثم يعقب ذلك غداء، أو غداء وعشاء معا!!
وآخرون يُسجلون أسماءهم في سجلات الجمعيات والمؤسسات، ليتلقوا مرتبا شهريا بدون أن يعملوا أي عمل من الأعمال، لكي يعتادوا حياة الكسل والدعة!
وفئة ثالثة تتلقى المعونات والدعم من المؤسسات بدون أن تعمل أي عمل منتجٍ، بعد أن تفلح في تسجيل اسمها ضمن الحالات الاجتماعية، وتكتفي بهذا الجهد!
لا أحد تطوَّعَ حتى الآن بدراسة هذه الظاهرة، وليست هناك دراسات جامعية حول هذه الظاهرة الخطيرة كما أعلم حتى الآن!
كما أنني لم أسمع برنامجا تلفزيونيا واحد، أو تحليلا لآثار هذه الظاهرة على البنية النفسية الفلسطينية.
وأخيرا: ما حكمُ عشرات آلاف موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية، المجبرين على الجلوس في بيوتهم عاطلين، يطاردون مواعيد صرف المرتبات الشهرية، ثم يغفون حتى الشهر التالي؟!
أليستْ هذه أكبر بطالة شعبية في العالم، فهي أبشع حالات الكسل في العالم أجمع؟!
ثم أليست هذه الحالة هي أكبر إساءة وطنية للنضال الفلسطيني الشريف؟!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هجاء الوعد المشؤوم
- دولة المتابعة والرصد
- هل بلغ التيار الإسلامي ذروته؟
- اجتنبوا مرض الغرور
- فلافل السفير الأمريكي في إسرائيل
- تكتيك جديد لمخابرات إسرائيل
- الافتخار بهجرة المبدعين العرب
- حاخام سوبر عنصري
- سقوط الهيكل الثالث في حرب أكتوبر
- الغاز والبرجوازية السياسية
- قصة الكلب والدب والسوفت وور
- بيئتكم هي مستقبلكم
- دولة الأساطير وحرب أكتوبر
- رياضة إشعال الحروب أم إشفاء القلوب؟
- خمس لقطات من تاريخنا الفلسطيني
- مقاصد أمريكا من ضرب سوريا
- قصة باخرة المهاجرين باتريا
- الآثار الجانبية للنظام القبلي في فلسطين
- فرحة الآباء بسجن الأبناء
- معارض القتل ومعارض سلاح الجو


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - أكبر بطالة شعبية في العالم