أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - قتيبة الجنابي، شاعر الصورة الفنية بطريقته















المزيد.....

قتيبة الجنابي، شاعر الصورة الفنية بطريقته


سعدي عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 17:46
المحور: الادب والفن
    




في نهاية العام الجاري 2013، أعلن في مهرجان أبوظبي السينمائي، فوز مشروع الفيلم الروائي "شتاء داود" للمخرج العراقي قتيبة الجنابي بجائزة افضل مشروع فيلم لهذا العام. وقتيبة الجنابي الذي درس السينما والفوتغراف في هنغاريا في الثمانينيات واكمل الدكتوراه في هنغاريا أيضاً في التسعينيات ثم انتقل الى لندن وعمل مدير تصوير لافلام روائية منها (لعبة الحسية) و(شتاء الحب) وساهم في تصوير اول فيلم كوردي (الحياة – جيان) الذي صور في اربيل وعمل فيه مدير تصوير مع المخرج جانو روزبياني. كما عمل كمخرج افلام قصيرة وتسجيلية منها (ارض الخراب) عن تجربة ناهدة الرماح في المنفى، وفيلم (الرجل الذي لا يعرف السكون) عن الفنان خليل شوقي في عام 2003، وحصل على جوائز في مهرجانات منها مهرجان روتردام حيث حصل على (الجائزة الفضية) وعرض في مهرجانات الخليج، وكذلك اخرجت مجموعة افلام قصيرة مثل (القطار) و(حياة ساكنة) الذي حصل على جوائز. كما انجز 50 فيلماً لمحطة (MBC) واخرج فيلم (المراسل البغدادي) يوميات جواد كاظم مراسل العربية الذي اصيب أثناء الحرب بالعراق. وفيلم رحيل من بغداد الروائي الذي حصل على الجائزة الاولى في مهرجان الخليج واحسن فيلم بريطاني للفيلم المستقل. وفي اوكرانيا حصل على جائزة ايضا وسيعرض في مهرجان كان.

وفي الغربة عاش قتيبة نحو 25 عاما حيث استطاع التعلم والتعرف على تجارب الشعوب وهي ذخيرة علمته التسامح والتواضع زعمقت تجربته ودفعته الى تكريس كل ما انجزه للعراق ولقضيته كعراقي رحل عن بلاده منفيا رافضا تسلط نظام البعث هو الذي كان البعثيون قد وضعوه في قائمة اعداء النظام بعد ان كانوا قد اعدموا والده الذي كان مناضلا سياسيا برفقة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم.
وقتيبة الدنابي فنان سينمائي يختار الطريق الأصعب دائما: فهو يصور الاحداث لا بشكل مباشر بل بشكل غير مباشر. فهو لايذهب الى الحدث وهو في اوار استعاره اثناء الحرب، فهو ليس مصور صحافيا. قتيبة يبحث عن القصص الشخصية في عيون اؤلئك الناس الذي عانوا وشاركوا ورأوا حالات الرعب.

وقبل اربع سنوات، نظم المنتدى العراقي في بريطانيا معرضا للصور الفوتوغرافية للفنان العراقي قتيبة الجنابي حضرته مجموعة من الفنانين والادباء والعديد من المغتربين العراقيين. وكان المعرض ثمرة جهود للفنان دامت اكثر من عشرين عاما قضاها في رصد العراقيين المنفيين في االملكة المتحدة وتصوير مختلف فئاتهم من زوايا فنية عديدة. وقدم المسرحي والشاعر فلاح هاشم للحفل بكلمة موجزة عن تاريخ التصوبر الفوتوغرافي واهميته ثم تعرض لبعض الجوانب التقنية في عمل الجنابي.

وعرضت سلايدات كثيرة منتخبة توضح لرحلة الفنان قتيبة الجنابي ابتداء ببغداد، هنغاريا، بيروت، كوردستان ولندن. وقدم الجنابي تعليقات على كل سلايد موضحا الخلفية التي واكبت العمل وتوضيحات فنية والمشاكل التي جابهها من اجل مواصلة عمله الفوتوغرافي.

بدأ الجنابي تجاربه الاولى مع الكاميرا الفوتوغرافية، وكان عمره حينها ستة عشر عاما، في صحيفة
" طريق الشعب " وكان في الصفحة الاخيرة للجريدة زاوية ثابتة اسمها " اسود وابيض " تنشر فيها للجنابي صورتان اسبوعيا.

وغادر قتيبة العراق عام 1980 متوجها الى هنغاريا. وهناك درس فن التصوير الفوتوغرافي.
يقول الجنابي:" توجهبت الى بيروت في عمر العشرين لوحدي مغامرا. وصورت في رحلتي المخيمات الفلسطينية "

وفي بودابست عام 1982 ، قدم الجنابي اطروحة عن المخيمات الفلسطينية في لبنان تتناول بحثا اكاديميا وفنيا موثقا عن تجربته التي خاضها قبل عامين. وفتحت هذه التجربة ابوابا للتعامل مع كل انواع المنفيين العرب في الخارج وتنقل معرضه عن المخيمات في عدة مدن ودول حيث كانت القضية الفلسطينية اكثر رواجا.

ويضيف الجنابي " كنت افكر، اولا واخيرا، عراقيا رغم وجودي في شتاء اوربي... وبعد احتلال الكويت وبدء زوال الخوف من سطوة الدكتاتورية بدأت اصور الوجوه العراقية ".

ويوضح قتيبة " كنت ارغب في عمل بورتريهات ذات مواصفات فنية، وهذا يتطلب جهودا مضنية من اجل اقامة نوع من العلاقة تسودها الألفة قبل التصوير، وقد يتطلب تصوير وجه محدد سنوات عديدة وعشرات من اللقطات حتى اصل الى الصورة التي تكون قريبة من قلبي "

وعن سبب تمسكه باللونين الاسود والابيض اجاب:" عموما وخلال 25 سنة كان التصوير باللونين الاسود والابيض فقط هو الاقرب الى روحي ومزاجي، وعدستي المفضلة هي عدسة 35 ملم وهي غير متخصصة بلقطات البورتريهات ولكني افضل استعمالها لانها عدسة واسعة وتدفعني ان اكون على مسافة قريبة من الشخص المراد تصويره وهكذا تنشأ بيننا علاقى روحية ..."

ويضيف الجنابي: " لقد صورت العراقيين اثناء سنوات المنفى والقهر والغربة كي اوثق لتأثير تلك السنوات العجاف على المغتربين قسرا وكرد على من يحاول تشويه تجربتنا واسباب خروجنا من العراق. لقد خرجنا ، ياأخي، خوفا من قطع رقابنا واذلالنا تحت التعذيب في اقبية صدام، وكنا نبحث عن الحرية التي حرمنا منها طويلا في بلدنا.. كنت اريد ان اقول انه رغم غربتنا التي امتدت لأكثر من 25 عاما ، الا انها كانت سنوات ابدع فيها العراقيون وقدموا نتاجات قيمة، كما سيعرضه كتابي الجديد... "

وبالمناسبة، يجري في ايطاليا التهيئة لأقامة معرض فوتغرافي كبير للجنابي قريبا وهناك منذ فترة تعاون مع الفنان العراقي على العساف المقيم في روما لانتاج كتاب جديد للصور الفوتغرافية بعدسة الجنابي.

وتقدم صور الجنابي نفسها بدلا منه، انها تتحدث عما يرى وبشكل خاص كيف يرى. فقتيبة ليس اجنبيا غريبا كما انه لايبحث عن الغرابة عندنا. الحالات هي التي تسيطر عليه بالاحرى والمادة الملونة تطيع تصوراته بالفة. ان سمته تثير التعاطف، فهو يتحاشى القوالب المألوفة وهو يريد ان يعرض الاشياء بطريقة اخرى. يبحث قتيبة بوعي عن تلك الزاوية التي تبدو فيها الاشياء المألوفة بشكل خر، فهو يتلاعب بالاضواء وبالظلمة وتشغل التفاصيل باله ايضا.

قتيبة الجنابي، باختصار، شاعر الصورة الفنية المبدعة على طريقته الخاصة.

.وتخللت الامسية حفلا لتوقيع كتابه " بعيدا عن بغداد ". وخصص الفصل الاول لصور هنغاريا ودول اخرى في " القارة. ويحفل بصور عن السفر، الحقائب، القطار والانتظار. اما الفصل الثاني فهو عن شخوص المنفى: اصدقاء، اقارب، سياسيون، ادباء وفنانون، يافعون او شيوخ. وهناك المنفيونس الراحلون الذين يودعهم المنفيون الاحياء في مقابر الغرباء. ويتاول الفصل الثالث صورا عن كردستان العراق اما الفصل الرابع فيضم صورا عن مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان ( عين الحلوة، برج البراجنة وغيرها ) اما الفصل الاخير فهو فصل عن بغداد عندما زارها الجنابي في 2003 بعد فراق ربع قرن.وصلها من المنفى وغادرها الى المنفى.

وقال انتوني لام، الاستاذ المحاضر لمادة الفوتغراف في مقدمة الكتاب: " صور من المنفى يتجسد فيها الشوق والانتظار والرحيل... تركز صور قتيبة على الهدوء الذي يعقب العاصفة، صور تنطوي على حرب ودمار ومآس داخلية. يصور قتيبة الاحداث من خلال آثارها على الناس، بدلا من تسجيل الاحداث نفسها ببساطة، وبدلا من ان يكون دخيلا فانه يبني علاقات مع هؤلاء الناس الذين يلتقيهم وكأنه ينتمي بشكل طبيعي الى ذلك المكان. ولذلك فان صوره الفوتوغرافية تشع بالتقمص العاطفي والدفء والقلق قدر تعلق الامر بموضوعاته. ان البساطة الواضحة في صور قتيبة تنتعش في هذا العالم البصري المثقل هذا اليوم. "

والمعروف ان قتيبة الذي حصل على شهادة الدكتوراه في علم الجمال السينمائي قد صور واخرج العديد من الافلام الوثائقية والروائية عرضت في عدة مهرجانات عراقية وعالمية، وينشغل هذه الايام بتصوير فيلمه الروائي " اوتيل دانوب " بمساعدة مؤسسة السينما المجرية.

وكانت مقهى الشعر البريطانية قد ضيفت، من قبل، معرضا فوتوغرافيا للفنان قتيبة الجنابي دعي اليه نخبة من البريطانين والاجانب المقيمين في لندن شاعت في اجواءه البهجة وحوارات جادة مع الفنانين الذين عبروا عن اعجابهم بالمستوى الفني الراقي لاعمال قتيبة.

انتهى

* سعدي عبد اللطيف: اديب عراقي مقيم في المملكة المتحدة واستاذ سابق للادب الانكليزي في العراق والجزائر. ترجم ونشر عشرات النصوص الفلسفية والشعرية والوثائق السياسية الى جانب ما له من دراسات ومحاولات في النقد الادبي المعاصر والفن.



#سعدي_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -حفلة عيد الميلاد- بعد خمسة وخمسين عاما
- -مأتم الأم الكبيرة- لغابريل غارسيا ماركيز
- البرابرة
- رياض رمزي : نعي مثقف حي تم تأجيل موته عدة مرات
- أنطون تشيخوف والحب والحياة في دراسة لروزاموند بارتلت * / الق ...
- أنطون تشيخوف والحب والحياة في دراسة لروزاموند بارتلت * / الق ...
- أنطون تشيخوف والحب والحياة في دراسة لروزاموند بارتلت * / الق ...
- مئوية صالح الكويتي
- افضل شعراء في اللغة الانجليزية في القرن العشرين
- معرض تشيكلي روسي في لندن ولوحات لبيكاسو و سيزان و غوغان
- هارولد بنتر، الغائب الكبير في الفن المسرحي البريطاني
- ميخائيل باختين ومفهوم الحوار عند دستوفسكي بترجمة لسعدي عبد ا ...
- ميخائيل باختين ومفهوم الحوار عند دستوفسكي بترجمة لسعدي عبد ا ...
- ميخائيل باختين ومفهوم الحوار عند دستوفسكي بترجمة لسعدي عبد ا ...
- سعدي عبد اللطيف يحاور شاكر لعيبي عن قصيدة النثر المقفاة
- حضارة بابل اضفت على لندن بهجة عميقة
- الكتابة واللغات في العراق القديم
- في ذكرى معرض بابل: الاسطورة والحقيقة في المتحف البريطاني
- نبذة موجزة عن تاريخ المتحف البريطاني
- الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - قتيبة الجنابي، شاعر الصورة الفنية بطريقته