أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالدة خليل - النشيد الوطني مرآة لتاريخ من معاناة أمة














المزيد.....

النشيد الوطني مرآة لتاريخ من معاناة أمة


خالدة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الوطن قطعة ارض جغرافية تستخدم للسكن والاقامة فقط كما يعرفها الجغرافيون بمفهومه المادي ، بل ان الوطن هو القيمة العليا التي يجب على الفرد ان يلتزم بمضامين معناها مادام مقيما فيها. اذن لافرق بين قطعة وقطعة اذا سكنها الانسان الا بقيمتها المعنوية وهي اعلى من قيمتها المادية فالوطن هو الوطن ولاشئ بديل عنه .
ولذلك يقول محمود درويش ان الوطن ليس طينا وماء فقط ، بل هو فكرة ومفهوم .
ويعد النشيد الوطني والعلم رمزين رئيسين للوطن، يشحذان الروح المعنوية للافراد ويجمعانهم تحت راية واحدة ولغاية واحدة، النشيد الوطني يقوي الشعور بالانتماء للوطن والوقوف في حضرته عندما يتلى هو وقوف للوطن وهو بذلك أي الوقوف يتحول من فعل إرادي إلى قيمة تدخل في اخلاقيات أي مجتمع يحترم فيه الافراد وطنهم وبالتالي رموزهم الوطنية.
ان ما حدث في برلمان كردستان في جلسته الاولى التي انعقدت في السادس من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، و رفض خلالها نائبان من الكتلة الاسلامية الوقوف للنشيد الوطني، بذريعة وجود كفر في متنه في عبارة (ديننا وايماننا هو الوطن ) فيه ما يستوجب الوقفة وإبداء الملاحظة حرصا على الوطن/ المفهوم وعلى الصالح العام. اقول ان الدين اسمى المفاهيم والإقامة فيه بمعنى الايمان السليم به يكون هذا رديفا لفكرة أننا نعيش الوطن على اساس انه فكرة ومفهوما، وهذا بتقديري لايتعارض مع مفهوم الدين كما يفسره البعض دون الغوص في معنيي حب الوطن والايمان.
هنا في اقليم كردستان علينا ان نفهم اهمية النشيد الوطني من حيث أنه تغن بحلم يمتد لقرون عدة ويستند إلى خلفية سياسية طويلة يصبح النشيد في ضوئها نشيدا قوميا لشعب مناضل، لكنه في نضاله لم ينقطع عن إسلاميته وبالتالي تماهى الوطن في الدين والدين في الوطن وصارا معا وجهان للعملة الواحدة المتمثلة بالوطن الكردي.
ويمكن الجزم هنا ان النشيد الوطني الكردي ليس في كلماته تهليل لزعيم أو ملك كما في أناشيد وطنية في بلدان اخرى، فهو نشيد يعبر عن معاناة شعب باكمله على مر السنين،
تحتضن في طياتها الالام والجراح ومرارات التهميش وقساوة الابادة، حتى تحسسها الناس وتعاطفوا مع كل كلمة فيه تنظر للوطن من زوايا إنسانية رحبة.
ان من غير المناسب لوطن ناشئ ان تنقسم تياراته السياسية وهو في طور نشأته على قبول او رفض معان تاريخية وحضارية ووجدانية يستعيرها من ماضيها النشيد الوطني.
النشيد الوطني الكردي رمز متفق عليه في اجزاء كردستان الاربعة وهو بالتالي يمثل تاريخا نضاليا سقط لاجله الاف الشهداء، وبالنتيجة المنطقية فإن مطالبة أي تيار بتغييره
يكون نشازا من حيث أن المطالبة بهذا الشكل تصبح نوعا من التغريد خارج السرب، وتكون فيها الأثرة ويختفي الايثار، وبدون إيثار من الجميع لا ينبني وطن. ولكن من الممكن لمن لديه ملاحظات حول النشيد ومشروعا بديلا له فلا مانع من عرضه على البرلمان لبحثه والتصويت عليه أو ضده، فالبرلمان هو المكان الحقيقي لنقاش كل شئ والتوصل الى حلول وسط. ولكن حتى في وجود ملاحظات ومشاريع بديلة فإن احترام النشيد الوطني الحالي والوقوف له واجب وطني وقومي يكتسب القدسية برضا الشعب به.
إن لوطننا الناشيء حاجة إلى الاضافة والبناء ونحن لدينا مهمات صعبة لبناء وطن لا يجوز أن نعيق مسيرته وهو في خطواته الأولى بطرح أمور قد تبث الفرقة لا سمح الله بيننا لتشغلنا قصدا أو بدون قصد بامور جانبية يمكن حلها في وقت اخر بعد ان نكون قد شكلنا الوطن المنشود.



#خالدة_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقصّي المُكتَشَف في العادي
- كالموج يرفعني الكلام
- حزني يتأجج عليكِ
- مخاطبات البستاني تنقّح الخطيئة
- معلقة عند تخوم الحب
- عودة كاوة على إيقاع نوروز
- ثورات شعبية/ الكترونية
- زيف أحبار
- حان قطاف الخجل
- لنعيد النظر
- عطر- القارئ بين القراءة والمشاهدة البصرية
- متى يتوقف ختان المرأة في بلداننا ؟!
- لنبدأ من هنا .......
- ليكن دين الحب : شريعة بديلة
- قراءة النص دلاليا
- لِنحم ثقافتنا بالمصارحة النبيلة
- نسخة اخرى من المفتاح تنقذ الحضارة
- بين عالمية ياني ودلشاد محمد سعيد


المزيد.....




- لإعادة توطين الفلسطينيين.. وثيقة تكشف عن خطة أميركية لمخيمات ...
- لماذا يضعك إقراض المال للأصدقاء والأقارب في مأزق حقيقي؟
- انطلاق مهرجان سان فيرمين: آلاف العدائين يواجهون التحدي الممي ...
- لجنة أممية: 1.8 مليون نازح أو عديم الجنسية في تشاد خلال 2024 ...
- وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن مخطط لتهجير فلسطينيي غزة
- نتنياهو يعلن ترشيحه ترامب لجائزة نوبل للسلام
- ترامب يستبعد ضرب إيران مجددا ويؤكد عقد اجتماع وشيك معها
- ترامب يؤكد رغبة حماس في هدنة بغزة ويعلن إرسال أسلحة دفاعية ل ...
- -شهر واحد لتدمير كل شيء-.. ما العملية الأوكرانية السرية لإبا ...
- ليبيا - بنغازي: ماذا وراء استقبال المشير الليبي خليفة حفتر و ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالدة خليل - النشيد الوطني مرآة لتاريخ من معاناة أمة