أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة














المزيد.....

عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4280 - 2013 / 11 / 19 - 08:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الحكومة الإسرائيليّة الفاشلة هي مثال كلاسيكيّ للديمقراطيّة الفاشلة، وهي نسخة مماثلة لجمهوريّة فايمر، التي نشأت في ألمانيا بعد الحرب العالميّة الأولى، في السنوات 1919-1933، بالرغم من أنّ حكومة فاينر عالجت السياسات العدائيّة والعقوبات المفروضة على ألمانيا، وحلّت العديد من المشاكل والأزمات الأمنيّة والاقتصاديّة، واعتمدت دستورًا حضاريّا، من الأفضل في العالم، وخفّضت من معدّلات البطالة ومن نسب التضّخم، وطوّرت قوانين الضرائب؛ لكنّ الألمان فقدوا الثقة بها ودعموا أدولف هتلر ليُحْكم سيطرته على مقاليد الحكم في برلين ومن ثمّ على ....
فمهما تحاذق/تظاهر بنيامين نتنياهو-بيبي لن يستطيع إخفاء الفكر الفاشيّ المسيطر على السياسة الإسرائيليّة؛ فهو لا يسعى ولا يريد اعتماد سياسة جديدة، خصوصا وأنّ غالبيّة أعضاء الأحزاب الصهيونيّة والدينيّة في إسرائيل لا يلمّون بالقضايا الأمنيّة والاقتصاديّة، وهمّهم الأوّل كيف يرفعون نسبة التصويت لهم في الانتخابات الداخليّة؛ ليتقدّموا في المناصب الحكوميّة.
لا يعبّر أعضاء الأحزاب الحاكمة ونوّابها في الحكومة عن رأي الغالبيّة في الدولة، فهم يتحرّكون من منطلقات المصالح الذاتيّة الفئويّة والمحليّة والشخصيّة و...، وفي بعض الأحيان تكون هذه المصالح غير شرعيّة.
فغالبية أعضاء الأحزاب الحاكمة في إسرائيل لا يواجهون الأسئلة الصعبة، ولم يفضح الإعلام ضحالة تفكيرهم؛ فلم يوجّه لهم أسئلة حول أزمات إسرائيل السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة، وحول كيفيّة التخلّص منها و... لذلك لا نراهم يجتهدون إلاّ في خدمة مصالحهم الذاتيّة والانتخابيّة؛ فأعضاء الأحزاب المشكّلة للحكومة يفضّلون مَن يرعى ويعزّز مصالحهم على مَن يدير البلاد ويخلّصها من أزماتها.
في إسرائيل، يصل إلى الحكم مَن ينشط في السياسة الميدانيّة، وليس المثقّف والواعي والعاقل والقادر على إدارة شؤون الدولة؛ رغم وجود العديد من المثقّفين الحاصلين على جوائز عالميّة قيّمة، وحتّى على جوائز نوبل، لكن لا يمكن لهؤلاء أن يتسلّموا مناصب وزاريّة ورياديّة مؤثّرة على عمليّة صياغة واتخاذ القرارات المصيريّة والإستراتيجيّة.
يصل إلى غرف القرارات في إسرائيل الناشط السياسيّ الميدانيّ، الذي يحظى بدعم مقاولي الأصوات، لذلك تعمل سلطات الدولة في بيئة شائكة ومكبلّة ومانعة لاختراق الحواجز وللبت الديمقراطيّ بالقضايا المطروحة أمامها، وهمّ الوزراء يدور في فَلك كيفيّة إرضاء أصحاب المصالح من مقاولي الأصوات وأصحاب رؤوس الأموال، وفي كيفيّة الظهور بصورة جذّابة وجيّدة في وسائل الإعلام، وفي كيفيّة رفع وتحسين نتائج استطلاعات الرأي!
ما يشغل وسائل الإعلام الإسرائيليّة الصهيونيّة هو كيف تسوّق النمائم، وتحسّن القيل والقال، وكيف تجعل السطح عمقًا، وكيف تثير فئة الإثارة، وكيف تتبّل الحدث لتغطّي على طعم الجوهر...
لذا، فالسياسة في إسرائيل مشوّهة ليس نتيجة لسيطرة نشطاء السياسة الميدانيّة ومقاولي الأصوات على الحكم فحسب؛ بل نتيجة لتفاهة وسطحيّة وسائل الإعلام التي تدفع إلى الانحطاط وإلى هروب وإقصاء ذوي الكفاءات العلميّة والإداريّة عن صناديق الاقتراع والمشاركة باللعبة الديمقراطيّة.
لذا، فإنّني لا أستبعد أن يستولي الفاشيّ الصغير ليبرمان على زمام الحكم، نتيجة لفقدان ثقة المواطنين بالديمقراطيّة، كما حصل إبّان صعود النازيّة وسقوط جمهوريّة فايمر؛ خصوصا وأنّ غالبيّة المواطنين يفقدون الثقة بالحكومة وبالكنيست (البرلمان الإسرائيليّ) وبوسائل الإعلام وبالصحفيّين وبدور القضاء وبقيادة الجيش وبالشرطة؛ فهذا بالتالي يقدّم نشطاء السياسة الميدانيّة إلى الواجهة السياسيّة، ويبعد العقّال والمفكّرين والأكفاء عن دائرة القرار.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين القائد والحاكم
- فأر غبيّ
- ليس التألّم علامة الخضوع!
- انتبهَت حماس، لكنّها اعتقدت
- ابتسامة روحاني ودِعة عبّاس
- ليستغلّ العرب القضيّة الفلسطينيّة
- نخوة التبرّع بالأعضاء والأنسجة
- كم نحن بحاجة لدعم الكرملين، ولتحويل الضغط الأمريكيّ!
- أريد عطلة استجمام هادئة
- دولة الشعب الإسرائيليّ!
- -مرجلة- إمبراطوريّة الارتباك
- لا يسير الاحتلال والسلام معًا
- أمّا الرؤساء فأغلى!
- هل نستطيع أن نحمّل إسرائيل مسؤوليّة الفشل؟
- كالماء كان وكالماء صار
- الافتتان بالكلمة والتلاعب بالأسئلة
- على طريق البرازيل، يا مصر!
- مصلحة الأمّة فوق مصلحة الجماعة
- باسم الانقسام
- بيبي لا يحبّ اللون الرماديّ


المزيد.....




- أهراءات مرفأ بيروت... صرح شاهد على أضخم انفجار شهده لبنان يض ...
- زياد رحباني، الكائن الذي خُلق ليبدع ويلتزم
- غزة.. 70 قتيلا منذ الفجر و-أوكسفام- تحذّر من إبادة جماعية
- روسيا تدمر 18 مسيرة أوكرانية وحريق بمحطة قطارات فولغوغراد
- دخلتا المجال الجوي المحظور.. اعتراض طائرتين فوق منتجع ترامب ...
- اليمن.. مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب
- استطلاع: 38% فقط من الألمان مستعدون للقتال من أجل وطنهم
- الرئيس اللبناني: العدالة لن تموت الحساب آت لا محالة
- علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديوهات لوالده عن دور مصر في دعم غز ...
- -حصار السفارات-: اعتداءات على بعثات دبلوماسية أردنية ومصرية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - عندما يفقد الإسرائيليّ الثقة بمؤسّسات الدولة