|
الفصائل الفلسطينية ...إحتفالات ومهرجانات
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من شهر كانون اول وحتى شباط من كل عام تتكثف الاحتفالات والمهرجانات بإنطلاقة أغلب الفصائل الفلسطينية الجبهة الشعبية تاج اليسار وفتح اول الرصاص واول الحجارة وحماس ووقفية فلسطين من النهر الى البحر والجبهة الديمقراطية صاحبة البرنامج المرحلي وحزب الشعب الحجر الذي رفضه البناؤون أصبح الأساس...الخ،وطبعاً في ذكرى إنطلاقاتها تستنفر تلك الفصائل وتوظف الأموال حتى لو إستدانت من اجل أن تثبت حضورها وجماهيرتها،ولا تنسى في هذه المهرجات والإحتفالات ان تمجد الشهداء والقادة لحزبها او تنظيمها وتمر على القادة الشهداء للفصائل الأخرى وتفتخر ببطولات القادة وتشيد بالأسرى ونضالاتهم،وتقوم بعمليات تكريم لعدد من اهالي الأسرى والشهداء بهدايا رمزية، وتستحضر كل التاريخ القديم او عملياتها النوعية الموسمية،لكي تاكد على دورها النضالي والكفاحي،ولكي يشفع لها هذا التاريخ والأرث،في ظل ما تشهده من تراجع وإنفضاض للجماهير والأعضاء من حولها،وما يعنيه ذلك من تآكل وقضم وضياع لهيبتها وصدقيتها وفقدان شعبيتها وجماهيريتها...وتردد نفس الكلمات والعبارات منذ بداية إنطلاقتها وحتى آخر احتفال تقيمه، ثورة ثورة حتى النصر ولا بديل ولا تنازل عن الثوابت الوطنية ولا للتفريط ولا للتنازل عن حق العودة،والقدس خط احمر وعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية،طبعاً في الإطار الشعاري والنظري ودغدغة المشاعر والعواطف،ولكن على مستوى الفعل والترجمة يؤجل لترداده في الإنطلاقة القادمة وهكذا دواليك وتنتهي المسرحية والإحتفال،والتي همها بالأساس مدى الحشود الجماهيرية التي جاءت لحضور الإحتفال والتي في أغلب الأحيان تسير الفصائل حافلات ووسائل نقل من اجل إحضارها،لكي يؤكد المتحدثون وقادة الفصائل المنطلقة والمحتفلة على صدقية خطهم ونهجهم ومدى التفاف الجماهير حولهم وتبنيها لبرنامجهم وفكرهم،والتي اجزم ان اغلب الأعضاء وجزء من القيادات لا يعرفونه او يستوعبونه،ويتفرق الحضور على امل ان ينعم شعبنا بالحرية والإستقلال في السنة القادمة،مع تاكيد للشهداء والأسرى والقادة بالسير على هديهم ونهجم وقيمهم ومبادئهم. وتاتي الإنطلاقة القادمة ونقف امام نفس الأصنام والذين مضى على وجود البعض منهم اكثر من اربعين عاماً،وكأن حزبه او تنظيمه لم ينجب "جهبذ" او نابغة غيره،ورحيله يعني موت حزبه او تنظيمه او هزيمة الثورة المهزومة اصلاً،او بغيابه يفقد حزبه البوصلة والإتجاه،وهذا يثبت ابوية الأحزاب وارتهان قراراتها وسياستها وبرنامجها ومواقفها لشخص او شخوص وليس مؤسسة حزبية او تنظيمية. المصيبة والطامة الكبرى،ان كل القوى والفصائل والأحزاب الفلسطينية بمختلف ألوان طيفها السياسي وطني وإسلامي في ذكرى إنطلاقاتها،وضيوف الفصائل المدعون لإلقاء كلمات التمجيد في تلك الذكرى،يكثرون من السجع والطباق والجناس والإنشاء والبلاغة والتمجيد،وتحقيق الإنتصارات وصحة البرنامج والمواقف والتمسك بالثوابت والمواقف،ولا نسمع كلمة واحدة من أي قائد لأي تنظيم عن ان حزبه او تنظيمه اخطأ في موقفه في القضية الوطنية او السياسية او عدم اهتمامه بالجماهير،اوعدم قدرته على التوسع والإستقطاب،او ان برنامجه ومنطلقاته السياسية والفكرية والتنظيمية،بحاجة جادة الى تغير وتطوير،أو ان قيادته او جزء منها لم تكن بمستوى التحديات التي تواجه حزب،او انها السبب فيما وصلت اليه اوضاع حزبه او تنظيمه ..الخ،او لماذا لم ننجح حتى الان في تحقيق حلم شعبنا في الحرية والإستقلال؟،ولماذا نخرج من إخفاق الى آخر؟؟،ومن هزيمة الى هزيمة اكبر؟؟والف لماذا ولماذا..؟ القضية أعمق من التشخيص والقول بأننا نعيش في ازمة،او ان الواقع والظروف الموضوعية مجافية،بل ان المراجعات لا تطال الجوهر،وعلى الغلب تجري مراجعات شكلية و"تسليك" حال،ولا يتم الوقوف بجرأة امام الأخطاء والإخفاقات، فكل الفصائل وبدون إستثناء تجد نفسها امام أزمات سياسية وفكرية تنتج ازمات تنظيمية،تتجذر وتتعمق،وتصبح شاملة،ويتحول التنظيم الى حالة هلامية،أبعد ما تكون عن التنظيم،وتحل العلاقات العشائرية والجهوية والتكتلات والشللية محل العلاقات والأصول الحزبية،والتوسع والإستقطاب فيها لا يجري على أساس حزبي وتنظيمي بقدر ما هو عشائري،وتتعرض وحدة التنظيم الداخلية الى الإهتزاز،والموقف الحزبي او التنظيمي يعبر عنه خارج إطار القنوات التنظيمية والحزبية من خلال"الثرثرات"والعلاقات الشخصية. انا لا اعرف كيف لتنظيمات عمرها أربعة عقود او ما يزيد،حتى اللحظة الراهنة،تريد ان تحدث نقلة نوعية في اوضاعها،وان تنتقل الى احزاب جماهيرية،بدل نخبويتها الطاغية،ولم تستطع ان تتقدم خطوة واحدة على هذا الصعيد،وتتحدث عن التوسع والتطور في مجمل اوضاعها وعلاقاتها وتحالفاتها،وهي تعتقد بأن احزابها بمثابة "التابو" الذي يجب ان لا يجري عليه أي تغير او تطوير،معتبرة انه الهدف وليس الوسيلة،فشارون هو من أسس الليكود،وفي لحظة عندما شعر بان الليكود سيقف عائقاً أمام مصالح الدولة والمشروع الصهيوني،عمد الى الخروج منه وهدمه،وبناء حزب جديد،دون ان يكون شارون لا خائناً ولا مرتزقاً ولا مرتبطاً بدولة اجنبية،او مغلباً لمصالحه الخاصة على مصالح الحزب،وكذلك فعل بيرس من قبله وغيره الكثير من زعماء الأحزاب الإسرائيلية. اما نحن فالعديد من احزابنا الفلسطينية،حتى اللحظة الراهنة بقيت شعبيتها وجماهيريتها،حول 1% أو 2 %،بل ربما تراجعت الى ما دون ذلك،لم تقدم أي تفسير علمي او منطقي لهذا التراجع او حالية الضياع و"التوهان" التي تعيشها،وأسباب ازمتها العميقة والمستفحلة،بل في إنطلاقتها تتحدث عن صحة نهجها وخيارها وبرنامجها واستراتيجيتها،وبانها تعيش حالة تقدم ونهوض. ومن هنا أرى بان تكون إنطلاقات الفصائل،عدا عن الجانب الإحتفالي،ان تمتلك الفصائل الجرأة فيها،وتتحدث عن اخطائها،وعن فشلها في إستيعاب التطورات والتغيرات الحاصلة،او ان برامجها غير منسجمه مع واقع الجماهير وهمومها،ولا تعبر عنها وعن طموحاتها،وان الخلل في رؤوسها القيادية المتكلسة والمتنمطة،والتي شاخ جزء منها لحد الخرف،هي من تقف عائقاً امام حالة نهوض جدي وحقيقي في اوضاعها.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعودية وملفات المنطقة
-
في الذكرى الخامسة والعشرون لإعلان الإستقلال لا إستقلال تحقق.
...
-
جولات كيري المتكررة -نسمع طحناً ولا نرى طحيناً -
-
سقط الإبراهيمي....وسقط اللا عربي..
-
-قدرة النفط- على بناء وتعظيم ادوار إقليمية لمنتجيه ومصدريه
-
ما قاله كيري خطير وما كشفه دحلان اخطر
-
خطة كيري الاقتصادية مشروع نتنياهو الاقتصادي بطبعة بلير
-
لقاء الأسد ومقاربات الواقع
-
لماذا الحرد السعودي الآن..؟؟؟
-
سوريا تمسك بالمقود من جديد
-
حماس إستداره من جديد
-
صوملة ليبيا
-
ايران تفرض معادلات جديدة في المنطقة
-
ثمة تساؤلات مقدسية كثيرة
-
المنطقة تغلي والوضع قابل للإنفجار
-
آه ...آه ....آه .... يا قدس
-
هل سيضعنا الكيماوي السوري أمام يالطا (2)..؟؟؟
-
المعركة على المنهاج في القدس جزء من المعركة على السيادة الوط
...
-
المبادرة الروسية دلالات ومعاني....
-
جامعة الدول العربية تبول على نفسها مرة أخرى...
المزيد.....
-
-كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط
...
-
ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز
...
-
هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس
...
-
ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
-
سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-..
...
-
كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
-
ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض
...
-
ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح
...
-
ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ
...
-
فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|