أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 15:20
المحور:
الادب والفن
دعوة من اللاتاريخ..
د. أماني فؤاد
حين عادت من سفرها ، بعد رحلة علاج طويلة ، وجدت أسفل باب منزلها خطابات كثيرة : مراسلات من البنك ، ومن المصحة التي كانت تتابع تقاريرها الطبية ، ومن جهة عملها ، وبعض الأصدقاء ، جمعتهم في سلة واحدة ولم تجد فضولا لتصفحهم ، استوقفت عينيها فقط دعوة صغيرة ملونة ، مدون عليها اسم مطعم يوناني كانا يرتاداه معا منذ سنوات .
التقطت الدعوة وفتحت ظرفها الفضي ، وقرأت سطورها التي جاء فيها : نتشرف بدعوتكما معا لعشاء تحت أنغام يعزفها اللاتاريخ ، موسيقانا تتجدد ولا تُبلي ، مرسله إليكما خصيصا من جوارنا العريق : الأهرام وأبو الهول ، جميعنا .. النادل الحميمي الضخم ، وطاولة لقاء تحتضن شمعة ووردتين ، طبقين يقذف فيهما الموج بعطاياه ، وكوبين من الشاي بالنعناع الأخضر ، وعينياكما التي تفيض عشقا لا يضاهى ، وغلالة أنفاس تهوى ، كانت تتراقص بالجدران ، وتحيلنا جميعا ضوء سائلا يغار منه الوجود .. نفتقدكما .
ثم لَمَحت التوقيع : أيام كانت لنا معكما .
التقطت للدعوة صورة بكاميرا هاتفها وهي تبتسم ، ثم أرسلتها ثانية علي إيميله الخاص ، ويعاودها الحنين إلي أنفاسه .
ثم كتبت إليه : أشتاق للوطن .
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟