أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أماني فؤاد - مصر وقانون التظاهر














المزيد.....

مصر وقانون التظاهر


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 07:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مصر وقانون التظاهر

كيف نصل إلي أن نحقق المعادلة التي قد تبدو مستحيلة ، حرية الشعب بكل طبقاته وفئاته وطوائفه في التعبير عن أراءه ومطالبه ، وممارسة حقه في التظاهر بطرق سلمية ، والإعلان عن رأيه لمن يمثلون السلطات بكل أشكالها ، وفي الوقت ذاته الحفاظ علي أمن البلد والناس ، وتسيير شئون حياتهم بلا منغصات باتت يومية من بعض الفئات من الجماهير التي تقطع الطرق، وتحتل المنشأت، وتستخدم الأسلحة البيضاء والثقيلة في تظاهراتها واعتصاماتها ، وتروع الأمنين من المواطنين ، وتعطَّل مصالح الناس، وتؤثر علي حركة السياحة ومعدلاتها؟ كيف نحفاظ علي اقتصاد أمن وغير متأرجح، ويضمن لمناخ الاستثمار والانتاج معدلات ثابتة، تؤمن حياة ومستقبل ما يقرب من تسعين مليون مواطن ؟
دائما ما كانت الحلول والأراء الحدية أما متطرفة وقمعية ، أو متطرفة وحالمة ، أعني أن الحرية المطلقة التي لا تخضع إلي تنظيم قد تؤدي إلي فوضي في السياق السياسي الاجتماعي الديني المصري في اللحظة الراهنة ، فكلنا يعرف أن قوي الإسلام السياسي والتابعين لهم أو المنحازين إلي توجههم يشكلون بممارساتهم التظاهرية والتخريبية والإرهابية بؤر توتر وخطر دائم، لا يمكن السيطرة عليه ما لم تكن هناك دولة لها هيبة، و لا تتصف بالرخاوة التي نراها في أداء الحكومة الحالية في بعض الأحداث، وفيها تكتفي بالشجب والرفض، لا الحساب العادل الناجز القانوني، مثل ردود فعل رئيس الوزراء بعد الحادث الأخير المتعلق بكنيسة الوراق.
نعرف أيضا أن الشيطان يكمن في التفاصيل ، وفي النسخة التي تسربت عن قانون التظاهر والمكون من ست وعشرين مادة، ندرك أن الخلفية التي صيغت بها هذه المواد تستهدف نزع أظافر وقمع كل من تسول له نفسه التفكير في التظاهر؛ ليصل رأيه للسلطة بأشكالها، أو اعتراضه علي السياسة العامة للدولة.
تبدو المادة الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، والثانية عشر، مواد جيدة لتحديد و تنظيم وتأمين التظاهرات، والبعد التام عن أماكن العبادة ، والنأي بها عن الخلافات السياسية المتغيرة، ورفض أي نوع من التظاهر المسلح.
تبقي المشكلة في المادة الثامنة، والتاسعة، والحادية عشر، وغيرهم.. فمن خلال مضمونهم وطريقة صياغتهم في مجتمع لم تتأصل فيه ثقافة الديمقراطية بعد، وتتحكم فيه العلاقات القائمة علي تبادل المصالح واستشراء الفساد، والزواج بين السلطة ورأس المال، لا يمكن تحري النزاهة في أداء المنظومة الأمنية، وطبيعة علاقاتها سواء بالطبقة المتحكمة برأس المال، أو بالسلطة التنفيذية من حكومة ووزراء والتابعين لهم.
تبقي ثقافة المجتمع، وجنينية خبرته في الممارسة الديمقراطية، بأضلاعه الثلاثة (المتظاهرين، والقوي الأمنية المنظمة والتأمينية، والسلطة الموجهه لها التظاهرة) حائلا لتنفيذ هذا القانون الحالم والقمعي في اللحظة ذاتها، الذي يتحري في الفئة المتظاهرة درجة عالية من الوعي وضبط النفس، وفهم فلسفة التظاهر وآدابه ، وإدراك العلاقة بين المصلحة العامة والخاصة ، كما أن واضع هذا القانون يبدو وكأنه قد قدِم توا من مدينة أفلاطون الفاضلة، وأنه قد ضمن درجة من النزاهة المتناهية في المنظومة الأمنية وتنزيهها التام عن المصالح، كما تأكد من عدم تبعيتها لأي من السلطات التنفيذية عداها.
كأن واضع مواد هذا القانون أيضا تصور مثالية السلطات التي تتوجه لها مطالب الجماهير التي تقوم بالتظاهر، واستجاباتهم المباشرة لمطالب المتظاهرين، ومن ثم يتحدث عن إذن سابق للتظاهر، ومكان وتوقيت محدد، وإعطاء فرصة للمحافظ أو مدير الأمن لمدة أسبوع، فيه يعرض المطالبات علي الجهات المعنية بتحقيق المطالب، وفي حالة مالم يتحقق شيء لابد من فض التظاهرة بوسائل متدرجة ينظمها القانون، لكنها تبقي في النهاية أداه لقمع وتفريق المتظاهرين.
يبدو واضعوا هذا القانون وكأنهم قادمون من بلاد أنضجتها ممارسة الديمقراطية، ونظمت ثقافتها منظومة تعليمية وفنية وإعلامية متطورة، سياق لا يمت لطبيعة المجتمع المصري وظروفة الخاصة.
لو أن هذا القانون قد سُرب نصه؛ لمعرفة ردود فعل الجماهير تجاه مواده، وقياس درجة القبول أو الرفض له، علي المعنيين سحب هذا القانون وتغيير مواده وحذف الجائر منها علي الحريات، بما يكفل حق التظاهر السلمي المنظم، دون هذه الشروط التعجيزية وغير المنطقية لحدوث أي تظاهرة.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكرونة فيوتشيني
- قطعة ..من الشيفون الكناري
- سرد المنفلت في مجموعة -عفاريت الراديو- لمحمد خير
- يوسف الشاروني ..الخصوصية المصرية
- محددات المشهد المصري قبل 30 يونيو 2013 م
- - مجهول- أحدث روايات -يوسف القعيد-
- هدنة مع ..الانتخابات البرلمانية
- مؤامرة علي الثقافة المصرية
- الفصحي ..وطبيعة التجربة في ديوان -ما زلت اسألها الوصال- للشا ...
- نقاد -موسم الهجرة للشمال - للروائي -الطيب صالح-
- حيادية السرد وعرية في رواية -عصافير النيل -للروائي -إبراهيم ...
- الحداثة تساؤل مستمر عند الناقد والمفكر -شكري عياد-
- جدلية الواقع والفن في المجموعة القصصية - الكراسي الموسيقية- ...
- قراءة في كتاب - الحكاية في التراث العربي - للأستاذ -يوسف الش ...
- تراجيديا الوجود في ديوان -كأنه يعيش- للشاعر أشرف عامر
- كم من حق سلبتمونا......
- أليات بناء المشهد في رواية - ليالي البانجو- للروائي يوسف أبو ...
- بينية السرد بين الواقع والأوهام في رواية - بلد المحبوب - للر ...
- سرد التصوف ..ولغته في ديوان الملحقات للروائي -عبد الحكيم قاس ...
- الرمز الشفيف في رواية - روح محبات- للروائي -فؤاد قنديل-


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أماني فؤاد - مصر وقانون التظاهر