أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني فؤاد - مؤامرة علي الثقافة المصرية














المزيد.....

مؤامرة علي الثقافة المصرية


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4231 - 2013 / 9 / 30 - 23:25
المحور: المجتمع المدني
    


في العمق
مؤامرة علي الثقافة المصرية
اللحظة التي نعيشها الأن من تاريخ مصر تتطلب من مثقفيها التخلي عما اتصف به بعضهم من التحول والتلون، فلقد بدأت ماكينة التبرير تنطلق من بعضهم، والتأجيل لإتخاذ موقف جماعي، و استمر مسلسل الانسياق وراء مطامع ومكاسب زائلة لا غناء فيها. فنحن بإزاء مؤامرة يتم نسج عناصرها بذكاء إن لم ننتبه ونتجمع من أجل مواجهتها.
في مواقف متعددة شعرت أن للكثير من النخب المصرية سمة "الضجيج بلا طحن"، وهو ميراث متراكم زائف يند عن مفهوم وقيمة المثقف الحقيقي ، طبيعة تلبستهم مع انخراطهم في مؤسسات الدولة المصرية منذ العهد الناصري، واستمر معظمهم علي هذا النهج ، إلا من عصم نفسه، وفكره، وكرامته، وحرية إبداعه.
منذ أيام خرجت علينا حكومة الإخوان المسلمين بتعيين وزير للثقافة المصرية لا يعرفه المثقفون ، وأكثرهم كان يسمع عنه لأول مرة ، أي انه بلا منتج إبداعي أو فكري أو حتي إداري يعتد به ويؤهله لهذا الاختيار.
كانت مقالته بجريدة "الحرية والعدالة" جواز مروره لهذا المنصب الحساس، علي رأس القوة الحقيقية الناعمة لمصر: من فنون وأداب وسينيما وثقافات متنوعة ، في هذا المقال أعلن د."علاء عبد العزيز" فساد الإعلام المصري والقائمين عليه، وتعمدهم إشعال التناحر بين كل الطوائف، و سخطه علي كل التيارات الفكرية المصرية، ووصفهم بالمتآمرين مناصري الثورة المضادة ، وتحيزه الواضح للرئيس ــ المندوب عن المرشد في قصر الاتحادية ــ ، كما أعلن اعتراضه علي صنيع كل مستشاري الرئيس الذين استقالوا، ووصفهم بأنهم "منظروا مكاتب وليسوا من نوعية المنظريين الحركيين الذين يحسون بالشارع ويعرفون اتجاهه"، وعلي الفور بمجرد أن اعتلي المنصب تحرك بطشا وتعسفا وعشوائية، فأدلي بتصريحات لا يملك تنفيذها بشأن تغيير مسمي مكتبة الأسرة إلي مكتبة الثورة ، ليته مثلا غادر ثقافة المسميات إلي منهجية تنظيم الإدارة ، ومحاربة أشكال الفساد والتنطع التي تكبل أداء الوزارة ، في اليوم التالي مباشرة تراجع عن أقواله شأنه شأن الإخوان، أعقب ذلك مباشرة إقالته رئيس هيئة الكتاب، وبغض النظر عن شخصنة الأمور وتقييم الأشخاص، إلا أنه من الواضح أن هناك خطة مرسومة لإقصاء المثقفين المخالفين في الرأي والتوجه، والإستحواذ علي الوزارة وإعادة هيكلتها بما يحقق أحادية التوجه الإسلاموي، وتهميش إن لم نقل إلغاء كل التيارات الفكرية والإبداعية الأخري، ثم التقييد علي حرية التفكير والإبداع المعتمد في جوهره علي الفردية وتجاوز الكائن، لا الذوبان في مفهوم السمع والطاعة ،وعصا القطيع.
المؤسسة الثقافية الرسمية في ذاتها لا تحمل وصمة عار، وملك لجميع دافعي الضرائب من المصريين بكل طوائفهم، وهي حقنا ، ومن العبثي في بلد يعاني تدني المستوي الإقتصادي،وارتفاع نسبة الأمية أن نعوَّل فقط علي الثقافة الحرة الموازية التي لا تُدعم من الدولة، لذا لا ينبغي الرضوخ لمخططهم، ولا ترك الساحة الثقافية الرسمية يترعون فيها.
ووسط كل الضجيج في العهود السابقة والحالية في أداءات وزارة الثقافة كان هناك شرفاء المثقفين، الذين رفضوا الإملاءات السياسية أو الاحتفالات الكرنفالية، وساهموا بدور ثقافي حقيقي في دعم الوجود الإبداعي غير المدجن، بغض النظر عن بعض المواقف الحيادية التي كان يتخذها بعض من اعتلي المناصب القيادية.
وسط كل هذه المعارك والاختيارات العشوائية من قبل السلطة والقائمين عليها، علينا ألا نسمح بدفعنا دفعا إلي معارك هامشية وشخصية، علينا أن ندرك إن لم نقف موقف واضح ورافض إزاء تقليص الحضارة المصرية في فترة زمنية محددة، ونسيان التراكم الحضاري الذي ميز الشخصية المصرية علي مدي الاف السنين سنضيع ونتلاشي في غياهب التطرف والرجعية، واجبنا القبض علي تعدد هويتنا واندماجها، فلا ينبغي أن تطرف أعيننا بعيدا عن هذة المؤامرة التي تحاك بليل كعادتهم.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصحي ..وطبيعة التجربة في ديوان -ما زلت اسألها الوصال- للشا ...
- نقاد -موسم الهجرة للشمال - للروائي -الطيب صالح-
- حيادية السرد وعرية في رواية -عصافير النيل -للروائي -إبراهيم ...
- الحداثة تساؤل مستمر عند الناقد والمفكر -شكري عياد-
- جدلية الواقع والفن في المجموعة القصصية - الكراسي الموسيقية- ...
- قراءة في كتاب - الحكاية في التراث العربي - للأستاذ -يوسف الش ...
- تراجيديا الوجود في ديوان -كأنه يعيش- للشاعر أشرف عامر
- كم من حق سلبتمونا......
- أليات بناء المشهد في رواية - ليالي البانجو- للروائي يوسف أبو ...
- بينية السرد بين الواقع والأوهام في رواية - بلد المحبوب - للر ...
- سرد التصوف ..ولغته في ديوان الملحقات للروائي -عبد الحكيم قاس ...
- الرمز الشفيف في رواية - روح محبات- للروائي -فؤاد قنديل-
- أيهما أشعل القمر..
- المادة الثانية... مادة حاكمة
- غلظة الصحراء
- ليال....تتحدي النقاب
- تسألني الأماكن ..عنك
- الثقافة المصرية بعقلية رجل أمن
- غرابة الأدب..غرابة العالم وغربة الروح دراسة في كتاب الأدب وا ...
- البورترية في النص الروائي عند خيري شلبي -موال البيات والنوم ...


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أماني فؤاد - مؤامرة علي الثقافة المصرية