أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 19:00
المحور:
الادب والفن
أيهما أشعل القمر..؟
أمس كان القمر يلبس حُلَّة اكتماله ، ويتيه جمالا فوق بحر ملتاع ، شَعُرت أنه يُحادثها ..افتقدهما معا ، طالما حَلِما أن يُشهداه جمال عشقهما ..
يوما علي شاطي برشلونة المخملي.. تحت الأشجار الدانية ، رأت حبيبها يغفو فوق صدرها، بعد أن تمايلت الأغصان طربا مع الرمال والبحر المتراقص ، الذي بعث بروحه الهادرة السخية.. فصعدا إلي مدارج العشق الأسمي ...، كان الموج يداعب ردائها الوردي وشعرها.. يسحبهما وجدا، فتلتقط بدورها أنفاس رجلها الحارة النائمة.. وتدخلها رئتيها ، تودعها خزائنها..، وتمتد أناملها تتخلل شعره المجعد، ثم تعلو فوق رأسه في الهواء..، تَرسم سلما شاهقا... فتصعده تيَّاهة به ، تُشعل له القمر ضياء وزهوا..، وتَنثر من أجله كلماتٍ نجماتٍ، تستنبتُ له في السماء حدائقه وثماره ، علوا لا يليق إلا به.. ، ثم تعود.. وتنزلُ درجَ خيالها هوينا.. ، فتلثمُ شفتيها جبينه وفمه..، يفتح عينيه متبسما.. فيخطو القمر فوق وجه حثيثا ..
يهمس .. نمتُ ؟ تغمض عينيها تجيبه: نعم.. ،يقول: القمر فوق جبينك يتهادى ، صعدت إليه فوق سحب عالية ..رجوته أن يقيم دوما بطلتك ..، يتوجك سيدة البهجة والسحر.. حبيبتي يفيض فيّ الأمانُ فوق صدرك.. فأغفو ممتلئ بزهور عشقك..، تسكن بين أحضانه لتتساءل فَرِحة: أيهما أشعل القمر ... ؟
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟