أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أماني فؤاد - روضة... هندسة القاهرة














المزيد.....

روضة... هندسة القاهرة


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 01:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في العمق
" روضة..هندسة القاهرة"
تركت مشرفة المنزل العمل لدي بعد أن رشحت لي إحدي الفتيات ، وبالفعل جاءتني بها ذات صباح ، شابة في عقدها العشرين.
وحين أوضحت لها احتياجي لمشرفة بيت مقيمة إقامة دائمة ، رفضت "روضة" هذا الطلب وقالت أنها لن تستطيع؛ لأن أباها لا يعلم أنها تشتغل بالبيوت ، وإن علم قد يتسبب هذا بوفاته، فتعجبت دون كلمات، فإذا بها تذكر أنها خريجة "هندسة القاهرة" قسم عمارة، ولو عرف أباها ــ العامل الذي يشتغل بأحد المصانع ــ أن نهاية رحلة التعليم الطويلة التي تكبدوا فيها الشقاء جميعا: هو وهي وأسرتها انتهت دون أن تعمل بتخصصها،أو حتي في إحدي المهن التي تقدمت لها كثيرا، و لم توفق فيها لعدم وجود واسطة أوخبرة سابقة ، ولاتوصم بتدني نظرة المجتمع له كالعمل بالبيوت؛ لشعر بتحطم العالم علي رأسه المجهد.
ذكرني حال "روضة" "بكريم"، فلقد كنت بأحد المؤتمرات "بشرم الشيخ" وحين بادرت بدفع إكرامية لأحد الشباب الذي يعمل بالفندق أبتسم رافضا، وذكر أنه يحب القراءة ويراني أحمل كتب عديدة ، فلو رشحت له بعض الكتب لكان أفضل ، فسألته عن دراسته، فقال: أنه خريج صيدلة "عين شمس"، ولم يجد عملا بتخصصه فاشتغل بهذا الأوتيل، وأعقب أن حتي هذه الوظيفة مهددة بعد الثورة.
ذكر أيضا أحد محافظي القاهرة منذ شهور: أنهم أعلنوا عن التقدم لشغل وظيفة كناسين، ففوجئ بأن أكثر من ستين في المائة ممن تقدموا خرييجي مؤهلات عليا ، وكان مما أدلي به: رفضه لكل حملة المؤهلات العليا ؛ لخوفه عليهم ومنهم.
كيف نحلل هذه الظواهر الغريبة في المجتمع المصري؟ هذة الحالات المتكررة التي تدلل علي مفارقات صارخة هدر وإضاعة للإمكانات بأشنع صورها وأقساها : إمكانات الفرد وطاقته وسوائه النفسي، وضياع موارد الأسرة وآمالها ، وهدر إمكانات الدولة وضياع ما تنفقه علي أثمن ممتلكات الدولة المصرية المتمثلة في الموارد البشرية، وتميز العنصر الفني فيها هباءا، لقد أفضى غياب أو تعطيل الخطط الخمسية والعشرية والأكثر أبعادا زمنية التي من خلالها تتحقق الإستراتيجية الكلية لأية دولة لإنعدام التنسيق مابين احتياجات سوق العمل والتخصصات المختلفة في الجامعات المصرية.


أثناء حوار أجريته مع إحدي الشابات التونسيات قبل ثورتهم، في أحدي رحلاتي هناك أوضحت لي: ــ وهي العاملة بالفندق ــ أنها طالبة في أحد المعاهد السياحية، و في فترة التدريب العملي الذي ينسقه المعهد مع القطاع السياحي، وتقيم في الفندق لأنها من بلدة بعيدة.
كما ذكرت أنها بعد تخرجها ستعمل بنفس الأوتيل الذي تدربت فيه نتيجة إتفاق يبرمه المعهد مع الفندق، وهو ما يحدث بصورة نادرة بمصر.
أوكد علي أن دراسة سوق العمل ومعرفة إحتياجاته الحقيقية، ومن ثم توجيه العنصر البشري للدراسة المناسبة، التي يضمن بعدها توظيفه الصحيح الذي يؤمّن حد معيشته وسواءه النفسي. والتنسيق بين عناصر المنظومة مكتملة من وزارات والشركات الخاصة لقطاع الأعمال والجامعات وقطاع التعليم الفني الذي سيكون محور المقال القادم ضرورة عقلانية ومنهجية لصحة الفرد والمجتمع.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت الصاخب بالموسيقي في -تانجو وموال- للروائية -مي خالد-
- بعيدا عن إطلاق الرصاص..
- سُحقاَ للتبعية
- الفانتازيا الذهنية بين روايتين صانع المفاتيح وعالم المندل
- المرأة والقهر المضاعف
- الإله في كتاب النحات
- الإعاقة بين الواقعية والفانتازيا
- صانع المفاتيح...سارق نار الفانتازيا الذهنية
- فطر عنيد
- كن اختيارك
- قراءة نقدية لحفيدات شهرزاد
- كلنا صرعي هذا الضريح..
- رجال بلون الحرباء
- لا للرفق بالقوارير
- دعونا نستولد منها ... الثورات
- الفن.. وخلخلة الضريح
- القهر والزمن فى الزينى بركات
- مهجة.. وهنادي
- نحو عقد ثقافى جديد
- وكلاء الله..والمراهقة السياسية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أماني فؤاد - روضة... هندسة القاهرة