أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الإله في كتاب النحات














المزيد.....

الإله في كتاب النحات


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 21:50
المحور: الادب والفن
    


في العمق
الإله .. في"كتاب النحات"
ينشغل "أحمد عبد اللطيف" في روايته "كتاب النحات" التي صدرت حديثا عن "دار آفاق"،
بفكرة الخلق والخالق..، يروي مشاغبا للموروث الثقافي بتنويعاته.. عن علاقة الخالق بمخلوقاته ، ينطلق فنيا علي النحو الفنتازي المغاير لما استقر، والمشتبك معه في بؤر عميقة في الوقت ذاته ؛ إستنادا علي لا يقينية وانفتاح مايتصوره الإنسان عن أساطير الخلق، وانفتاح أسئلة البشر الثائرة حول الإنسان : تاريخ وجوده وكيفيته ، صراعاته مع الطبيعة من حوله ، منظومة القيم التي تحكم وجوده، وتجعله يعاني الوحدة و الاغتراب، أو تستحوذ عليه شهوة السلطة والتحكم بمصائر الآخرين واستغلالهم، أو مكابدة الحب والفقد وما يحيط به من صراعات، فيشكل إلها خالقا ــ بمنطق الفن ــ مغايرا لمفهوم البشر عن الربوبية مطلقة القدرة والتحكم.
إله يخلق الكائنات ولا يعرف كيف ستتحرك بهم طبائعهم ونوازعهم ، من منهم سيدعي ما يشبه النبوة ، ويفرض سلطة مزيفة فوقية علي الأخرين مثل شخصية "الرجل ذو القضيب المنتصب دائما"، من منهم سيتبني قضايا المستضعفين، من سيدخل داخل شرنقة ذاته يأسا من العالم وشروره.
يبتعد الكاتب عن تبني أيديولوجية دينية أو سياسية مباشرة تستحوذ علي سردية النص الروائي ، بل يفتحه علي الرحابة الإنسانية بأسئلتها الوجودية الكبري.
يطور"عبد اللطيف" مشروعه الروائي المميز، بتنمية أبعاد شخوصة وقدراتهم، مشروعه الذي بدأه بنصه "صانع المفاتيح" الذي فاز بجائزة الدولة التشجيعية، وثناه بنص "عالم المندل"، وأوجد لبطليه فيهما قدرات خاصة مفارقة للواقع، تخضع لمفهوم يري الفن خلقا جديدا لا يركن لمجرد المحاكاة.
في "كتاب النحات" تنفتح قدرات البطل، فيتجسد إلها إنسانيا ينحت مجموعة من التماثيل، مسترجعا من ذاكرته مشاهده معهم، بعد أن ترك الحياة الأولي، ينحتهم بمقاييس خاصة ليست علي شاكلته، ويعترف بكونه نحاتا لا يقدر علي الكمال، يعيد إليهم الحياة بعد أن فارقوها ، أو فارق هو الحياة الدنيا.. ، لا تهب السردية يقينا ما لقارئها ، بل تقدم له عوالما تتعدد تأويلاتها.


فالمكان في العمل برزخي لايمكن أن يحدده القارئ ، في جزيرة نائية يجري بها نهر، كانت بها حياة ثم اندثرت، كما لا يتعين الزمان ، أيام الخلق الجديد متي تقع؟ أو الحياة السابقة التي عاشها النحات ومن كانوا يحيطون به، فهذا الخالق الجديد لا تراه مخلوقاته ، فقط يستشعرون وجوده من عملية النحت التي يراها "الرجل البرميل"، دون أن يري الخالق فيكاد أن يجن.
النحات خالق يري أن: "المقدس وهم، كلمة مبتذلة، اخترعها راعي من أجل قطيع يتبعونه"، تشكيلي يقول عن ذاته:" لا أريد أن أشكل المصائر بقدر ما أريد أن أري كيف يتكون العالم علي مهل"، إله يري المقاصل والمذابح عنف بلا طائل، معده سلفا للمختلفين، إلاه ينشد الحب، ويخلّق عروسة نهره ليحارب بها الفناء، وتحكي له عن مخلوقاته.
يعود "عبد اللطيف" إلي أشباح المبدع المتعددة ويؤلف معزوفته الخاصة التي تتحرك بمخيلة ثقافته، يسترجع "خنوم" الإله الفرعوني القديم الذي أعتقد المصريون أنه يصنع البشر من الصلصال والماء، وظف "أسطورة باجمليون"، صنع تناصات مع النصوص الدينية السماوية والأرضية؛ ليخلق تنويعته لمفهوم خالق بشري معاصر يلتذ بالمعرفة غير اليقينية التي تتكشف له مع البشر دون إدعاء معرفة الغيب فهو أقرب إلي مخلوقاته وحيرتهم .
يتكشف مع القراءة خيط عميق بالنص لايعرف فيه المتلقي من هذا النحات تحديدا؟ لأنني في فقرات شعرت أن هذا البطل تتوزع قدراته وحيرته علي الرجل ذو القضيب المنتصب، والرجل البرميل، والفنان المسرحي، وجميع شخوص العمل الذين يقدم من خلالهم الروائي قدرة الفن علي التوسع بمفاهيم هذا العالم الذي يضيق الخناق علي نفوسنا.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعاقة بين الواقعية والفانتازيا
- صانع المفاتيح...سارق نار الفانتازيا الذهنية
- فطر عنيد
- كن اختيارك
- قراءة نقدية لحفيدات شهرزاد
- كلنا صرعي هذا الضريح..
- رجال بلون الحرباء
- لا للرفق بالقوارير
- دعونا نستولد منها ... الثورات
- الفن.. وخلخلة الضريح
- القهر والزمن فى الزينى بركات
- مهجة.. وهنادي
- نحو عقد ثقافى جديد
- وكلاء الله..والمراهقة السياسية
- التنازلات تبدأ تباعا..
- البوابة الذهبية للأنوثة..
- المفاهيم الخاصة بالمرأة فى وسائط الإعلام
- المرأة ثورة لم تنجز فى أدب -نجيب محفوظ-
- العيد.. ودموع في المآقي
- فلتكن رؤية بحجم اللحظة الثورية التي نعيشها


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الإله في كتاب النحات