أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 00:16
المحور:
الادب والفن
غلظة الصحراء
بشارع صلاح سالم دهست العجلات الوحشية لعربتها بقع دماء قد جفت فوق الأسفلت الأسود ، ورأي خيالها فتات لحم بشري مهترئ، وعصي غليظة علي الأطراف، ورصاصات هوجاء، وأحجار وأجساد، وعيون يحرقها الرعب...
يرتسم الدم مشيطنا، كخلايا سرطانية سيقت لموت رخيص ، صفقة مع شيطان أمرد، عَقدُ لبيع وطن، وقَّعته تلافيفُ جهل وعنف وعناد.
لوحة زرقاء كبيرة تخترق عينيها، تستدعي من ذاكرتها بقعة دماء أخري... حزينة صارخة كرياح الصحراء ، في ذات الشارع ، في تلك البناية الخرسانية، رأت انكسارها أول أن استفاقت من بنج كابوسي ، بعينيها رأت جنين رحمها بقعة دم غاضبة ، تنهضُ ثائرةً علي أرجل كثيرة، وتسيرُ نحوها ، تتسلقُ يديها وتتقدم نحو صدرها ، وليدها المجهض يبحث عنها، عن أم ترضعه الموت ، في شوارع مدينة تقتل الحب بلا رحمة ، تزحف فينا غلظة الصحراء، ونصير محض فتات لحم تتجمع فوقه ضباع خسيسة صفراء.
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟