أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ملوّن- لكاتبات إيطاليّات معاصرات ج1















المزيد.....

إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ملوّن- لكاتبات إيطاليّات معاصرات ج1


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 18:39
المحور: الادب والفن
    


وضع هذا الكتاب الذي يضم سبعة وعشرين قصّة قصيرة لكاتبات إيطاليّات معاصرات كوسيلة لتعريف المنطقة الناطقة بالعربيّة بالأدب الإيطالي بعد أن إكتشف صديقان إيطاليان يقيما في القاهرة هما ماركو ألّوني وإستفانيا أنجارانو خلو المكتبات العربية من ترجمات حديثة للأدب الإيطالي وإقتصار ذلك على حضور خجل لبعض الأعمال الكلاسيكيّة ولهذا تمّ إختيار القصص القصيرة إعتمادا على ذائقتهما الأدبيّة وتعاونوا مع المعهد الثقافي الإيطالي في القاهرة وعدد من الأساتذة المصريين لترجمة القصص وهم الدكتور أحمد المغربي والدكتور حسين محمود والدكتور فوزي عيسى. قد يكون لهذا الكتاب أهميّة في التعريف بعدد من الكتّاب الإيطاليّين وترجمة أعمالهم إلى العربية من خلال التعرّف إليهم وسيرهم الذاتية وأعمالهم المتضمّنة في هذا الكتاب و الذي يشكّل جزءا من سلسلة من أربع أجزاء تكرّس الثلاثة الأخرى فيها لكبار الكتّاب – في مجلّدين" وآخر للكتّاب الشباب. سنتناول هنا قراءة لعشر قصص من هذا الكتاب وتليها مقالات أخرى عن بقيّة القصص تباعا.

تناقش الكاتبة سيلفيا باليسترا في "أعزّائي هل أنتم موجودون؟" قضية كبار السن وإختلاف القيم بين الصغار والكبار وأجواء الأسرة الإيطاليّة الريفيّة القريبة إلى حدّ ما من أجواء الأسر الشرقيّة وتناقش بعض المشاكل المتعلّقة بالتقدّم في السن ومحاولة بعضهم فرض رؤاهم على الأجيال الجديدة أو القلق الذي ينتابهم حيال الإصابة بمرض ألزهايمر أو تراجع قدراتهم الذهنيّة بالإضافة إلى الوسائل التي يلجأون إليها لقضاء الوقت وإنسحاب بعض الآباء من جوّ الأسرة المليء بالمشاحنات ليغرقوا في صمتهم الإختياري وسط الضجيج.

في القصّة القصيرة "مارجريتا" للكاتبة إيزابيلا بوسي فيدريجوتي، تناقش قضيّة فتاة ريفيّة تقضي حياتها في خدمة سيّدة ثريّة وكيف أنّها تجد كل حاجاتها إلاّ أنّها تشعر بأنّها - ورغم كل السنوات التي قضتها في خدمة السيدة - لم تستطع كسر الحاجز الطبقي بينهما وبقيت تلك الفتاة التي ترث من السيدة ملابسها القديمة ومجوهراتها التي لم تعد ترغب بها بل وحتّى صديقاتها اللاتي تخلّت عنهنّ وحتّى هوايتها وحديثها الدائم عن تربية الكلاب. تنتقل الفتاة لتقوم بتربية حفيد السيّدة، إبن الفتاة التي قامت بتربيتها في صغرها. تناقش الكاتبة التشتّت الذي تعاني منه خادمة لا تعرف لها صلة بالعالم غير ذلك المنزل ومخاوفها من التشرّد في حال وفاة السيدة وعدم قدرتها على إتّخاذ القرار بترك السيدة وبدء حياتها بمفردها. هي تناقش قضيّة التبعيّة الكليّة للسيّد وعدم القدرة على البدء من الجديد بعد أن أصابها إسلوب حياتها بالشلل الإجتماعي بالإضافة إلى أنّ الفرصة لا تنتظر طويلا وإذا ما تردّدنا طويلا في التغيّير فإنّ القرار سيحسمه الآخرون.

في قصّة "شقيقتان" تناقش ماريا كالداي حياة أسرة أرستقراطيّة تجتمع بعد فترة إنقطاع طويل وتوضّح مدى تشابه شخصيّات الأشقّاء ورسوخ مشاكلهم وخصالهم منذ شبابهم وكيف أنّ العلاقات الأسريّة تكون رتيبة ومملّة أحيانا وغير قابلة للتجدّد بالإضافة إلى نسيان من توفّي منهم وعدم المرور على ذكره وكأنّه لم يعش بينهم يوما ما، وتختتم القصّة بما يوحي بأنّ ذلك اللقاء كان الأخير بينهم وعدم الرغبة في تكراره.

المرأة الحجريّة للكاتبة باولا كابريولو، في هذه القصّة ذات الطابع الإسطوري والذي يوحي بأنّه يدور في إحدى القصور القديمة، تناقش الكاتبة موضوع الفن والصراع بين الفنّ المكرّس للأموات الذي يعكف الشاب مور على إنجازه برفقة مدرّسه الشيخ من خلال نحت روائع الفن على الرخام في حدائق تحت الأرض للأموات فقط وتزيينها بالذهب والفضّة وأنّهم تعاهدوا على أن لا ينحتوا شيئا للأحياء حتّى سلبت حركة ذراع سيدة لبّ ذلك الشاب وشتّت أفكاره فحنث بيمينه وقام بنحت تمثالها أمام دارها. يقوم الشيخ بطرده بعد أن علم بأنّه قد نكث بعهده ولكنّ الشاب يتجادل مع معلّمه ويتّهمه بأنّه لا يعرف شيئا عن الحياة وقوّة الحب وأنّ فنّه ميّت جامد ولكنّه يصدم في النهاية برفض تلك السيّدة لحبّه ربّما لأنّه لم يمتلك الشجاعة للتقدّم إليها مباشرة وإكتفى بإشباع رغبته بنحت صورته بالقرب من صورتها. الكاتبة ترى بأنّ الفن رغبة وإمتلاك وإشباع لتلك الرغبة في الوقت ذاته. كما إنّها تشير بسرعة إلى الجوع الذي يستوطن العالم في الوقت الذي يزيّن فيه الأغنياء مقابرهم بالذهب والفضّة والرخام وتصف بأنّ كل ما على الأرض يمتلكه شخص ما يعيش على الأرض أو ميّت مدفون تحت ترابها ولم يبق للفقراء شيئا أبدا. أرى أنّ القصّة القصيرة عميقة وذات أكثر من مغزى بما فيها الصراع بين الحياة والموت وتلك الأفكار التي تركّز على الحياة الواقعية وتلك التي تفضّل تكريس كل الوقت من أجل الحياة الأخرى، بالإضافة إلى الصراع بين ركود الفن المميت المتّشح بإغراءات الأبديّة وجمال الحركة الفاني.

في القصّة القصيرة "زيوسورا" تنتصف الكاتبة كارمن كوفيتو للحضارة السومريّة والنهرينيّة بشكل عام فهي تحاول المزج بين حاضر وماضي هذه الرقعة من العالم التي قدّمت للحضارة الكثير من دون أن ينصفها أحد ولو من باب الإعتراف بما قدّمته من إنجازات خدمت الحضارة الإنسانيّة. رغم قصر القصّة الشديد إلاّ أنّها عبّرت بوضوح عن الفكرة وإستوحت إسمها من إسم "زيوسيدرا" الإسم السومري لنبي الطوفان نوح وهي إشارة سريعة لمصدر هذه القصّة من دون أن تخوض في تفاصيلها. يمكن أن نقول بأنّه ومن خلال مناقشتها للإسم وقولها بأنّ "الإسم هو آخر ما يملكه المرء عندما يضيع منه كلّ شيء." فإنّها تبكي مصير الحضارة السومريّة التي لم تنل الشهرة التي تستحقّها وتؤكّد ذلك مرّة أخرى من خلال تحوّل الشخصيّة الرئيسيّة إلى بترول وتحاول تفسير ذلك بأنّ النفط بقايا مواد عضويّة تعرّضت للضغط والحرارة الشديدين عبر آلاف السنين، وقد نلمح في ذلك إشارات رمزيّة عميقة بأنّ النفط هو ما يهم العالم في العراق الآن متناسين الحضارة العظيمة التي تفوقه أهميّة بكثير. كما إنّها تشير إلى وجود الأميركان في البلد من خلال كلمة أوكي التي بدأ السومري الأصيل يسمعها عند مرور طائراتهم من فوق آبار النفط في أرض سومر الجنوبيّة تلك. تسرد القصّة بعض التفاصيل الإسطوريّة وتسرد اسماء الكثير من الآلهة كآنكي وإلهة العالم السفلي إريشكيكال وهي تصف نزوله إلى العالم السفلي وألمه واصفة تعرّفه إلى الموت كالتالي "تختفي الحياة عندما يختفي الألم." لكنّ إختراع الكتابة يبقى الموضوع الرئيسي للقصّة وتستنكر الكاتبة محاولات البعض سرقة كل شيء من السومريين بما في ذلك هذا الإختراع بنسبته لسكّان الهند أو مصر وتؤكّد رغم ذلك على إنسانيّة الحضارة السومريّة وعدم تعصّبها عندما يقول خذوا هذا الإختراع لأنّنا لم نكن يوما ما متعصّبين، فنقرأ "ليس لديّ أي إعتراض فنحن لم نكن أبدا قوميّون متعصّبون نحن السومريّون." لكنّها تدافع مرّة أخرى وتذكر بأنّ الحضارات التالية أحدث منها وتذكر بطريقة ذكيّة تجارة السومريّين مع الهنود وتدافع بأنّ بطل القصّة يعرفهم جيّدا وبأنّهم لم يكونوا يكتبون بل يزرعون الفلفل الأسود الجيّد فحسب. تحاول الكاتبة توضيح فكرة أنّ السومريّين إنسانيين ولم يخترعوا الكتابة من أجل الحصول على سبق فكري بل أنّهم قدّموا كلّ شيء من غير أن ينتظروا المقابل. تحاول الكاتبة الإنتصاف للمرأة فتسرد بطريقة إسطوريّة جميلة كيف بدأت الكتابة وكيف أنّ إمرأة سومريّة هي التي جاءت بالفكرة وتصوّر قوّتها وضعفها في الآن ذاته فهي التي أنّبت زوجها على طريقته القديمة في التدوين وإبتدعت بفكرة ذكيّة الكتابة الصوريّة الأولى ولكنّها تدين في الوقت نفسه ما تخيّلت أنّه سرقة زوجها للفكرة منها وهي هنا تحاول الإنتصاف للحضارة السومريّة والمرأة في الوقت ذاته وكأنّها محاولة لتوضيح كمّ الإختراعات والإكتشافات التي سرقت من أصحابها الأصليين ما أن يكونوا الطرف الأضعف، كما هو الحال مع الحضارة السومريّة العظيمة التي لا تجد مدافعا حقيقيّا عن حقوقها وكذلك الإختراعات التي كانت تسرق من النساء المبدعات طوال العصور الغابرة. إنّ الأفكار الكثيرة التي ناقشتها الكاتبة في قصّة بالغة القصر وبإسلوب يمزج ما بين الساخر والجاد يعبّر عن براعة متناهية في الحبك والسرد.

في "فتاة من ميلانو" تناقش الكاتبة الشهيرة فرانشيسكا دورانتي قصّة حب عابرة ولكنّها عميقة لتبدأها فجأة وتنهيها بنفس الطريقة بإسلوب سردي بالغ الروعة والجاذبيّة، كما تناقش بين ثنايا القصّة الإختلافات الثقافيّة بين سكّان ميلانو وسكّان إقليم توسكانيا وكيف أنّ الأخيرين يشعرون بمدى تفّوق الميلانيين وهيمنتهم في الوقت الراهن وينظرون إليهم بنوع من الحسد وكيف أنّ الميلانيين يصرّون على إبراز لهجتهم الشماليّة تعزيزا لإنتماءهم المناطقي وتفوّقهم. يقع الطبيب الشاب والفقير في حب فتاة من ميلانو برفقة أمّها الثريّة بعد أن جاءتا لشراء أثاث قديم من مزاد عقد لبيع أثاث شقّته بعد وفاة والدته ويستغل فقدان درج صغير في إحدى المكاتب لزيارة الأسرة والتعرّف عليها. وتتطوّر العلاقة ويتقدّم لخطبتها لكنّ طلبه يقابل بالسكوت، فلا هو يرفض ولا يتم قبوله ويشعر في ذلك بأنّه لم يلق حتّى الإهتمام اللازم كما أنّ تواصل لقاءاته مع الأسرة أشعره بأنّهم لا يرون فيه خطرا حقيقيّا يتوجّب إبعاده. ثمّ تنقطع العلاقة ويعود ليقابل حبيبته بعد عشرين عام وقد أصبحت سيّدة بدينة بعض الشيء وأم لفتاتين ويستغرب هو مدى تغيّر حالها، وتسنح له الفرصة أن يزور منزلها الذي ورثته عن جدّتها في بلدته ليقابل زوجها البارون الصقلّي والذي يجلس في مكانه كآلهة شرقية بينما تقوم هي على خدمته وتصوّر لنا تقاليده الشبيهة بتقاليد الشرق البالية والتي لا تسمح للرجل بمساعدة زوجته في شؤون المنزل. يشعر الطبيب الشاب الذي أصبح من أشهر أطباء إيطاليا بأنّ واجبه إنقاذ هذه الفتاة من حياتها التعيسة تلك، بعد أن شاهد منزلها الذي عصف به عبث إبنتيها ومدى الفوضى والإتساخ الذي يعاني منه. عرف فيما بعد أنّ زوجها فقير ويعتاش عليها وهو الذي كان يعتقد بأنّ طلبه سيرفض بسبب الفوارق الطبقية والإجتماعيّة بينه وبين عائلتها الثريّة. بعد أن ينجح الطبيب في إقناع محبوبته بأن تنفصل عن زوجها وتتزوّجه ويربيان معا إبنتيها يكتشف ومن خلال ملاحظة عابرة شيئا يجعله يهرب منها ويوقّع عقد عمل في افريقيا لمدّة عشر سنوات، والمثير للدهشة أنّ تلك الملاحظة هي ما أوقعته في حبّها للوهلة الأولى قبل عشرين عام عندما شاهدها كشخصٍ سام مع والدتها الأنيقة. "إنّ فتاتي الميلانيّة لم تكن عازفة منفردة. كانت بحاجة لكي تعيش أن توجد داخل جوقة: وقد ينفع ايضا ثنائي أو ثلاثي أو رباعي. تكوين جماعي تستطيع من خلاله ممارسة التقليد في طاعة تامّة. كانت ماريا جوليا حيوان غير مكتمل، قادرة على الحياة فقط من خلال "نحن" تكافليّة. وهنا نجد خلاصة القصّة الحقيقية فقد كانت حبيبته الأنيقة ظلاّ لأمّها سيدة المجتمع الراقي والآن هي مجرّد شبح لذلك البارون العاطل ولهذا لم يرغب أن يتزوّج فتاة بدأ يلاحظ ملامح تقمّصها لشخصيّته بعد فترة من لقاءاتهما المتكرّرة، فقرّر الهرب من تلك المصيدة لأنّه يبحث عن إمرأة حقيقيّة بكيان واضح المعالم لا ظلاّ في مسرح دمى.

تناقش الكاتبة ليندا فيرّي قضية الهوية والإنتماء في قصّتها القصيرة "بقعة فوق الجلد" من خلال سرد جميل لحكاية طفلة صغيرة تنتظر دورها في الفحص الطبي في مدرستها لتسرح في خيالها وتستعيد ذكريات عن أمّها التي فارقتها قبل فترة قصيرة. القصّة تناقش عدم قدرة طفلة مهاجرة على التأقلم وفهم الحظ السعيد الذي يتكلّم عنه والديها عندما يتكلّمان عن ولادتها وإنتماءها إلى هذه الدولة العظمى، كما لا يمكنها تفهّم سبب رفضهما الحديث عن موطنهما الأصلي الذي فرّا منه بسبب سوء الأوضاع. تناقش الكاتبة عزلة تلك الطفلة عن أقرانها بسبب اللغة وبسبب عدم وجود شيء مشترك لتتكلّم معهم بشأنه فتلجأ إلى إختلاق قصص عن موطنها من صور عشوائية كوّنتها من الملصقات البريديّة وسرعان ما يملّ الأصدقاء تلك القصص والأكاذيب فتعود إلى عزلتها من جديد. إن إسم القصّة والبقعة على شكل حرف "أو" اللاتيني والذي تبدأ به كلمة يتيم "أورفان" بالإضافة إلى كون الطفلة المهاجرة يتيمة لدلالات عميقة على مدى الشبه بين المهاجر واليتيم فكلاهما وحيد منقطع عن جذوره وإن إختلفت أشكال ذلك اليتم.

في "تونيو لاعب السكاكين" تناقش الكاتبة لاورا جريمالدي والتي تهوى القصص البوليسية وقصص الرعب والجاسوسيّة مدى ضعف الرجل أمام فتنة بعض النساء من خلال قصّة لاعب السكاكين في السيرك والذي مارس عمله طوال الوقت بنجاح وهو يرمي سكاكينه بإتّجاة سيدات بدينات حتّى جاءت فتاة جديدة أسرت لبّه وأصبح أقل نشاطا بسبب رغبته في معاينتها طوال الوقت وتركه للتمرين والسير في البريّة من أجل إستنشاق الهواء النقي. وفي إحدى الأيّام يجدها أمامه على اللوح الخشبي في العرض، وهو الأمر الذي طالما رفضه، وعندما رمى سكاكينه أصابها في مقتل. القصّة تناقش بطريقة مقتضبة مدى دنو قيمة الإنسان في أزمنة الحرب وكيف أّنّهم دفنوا الفتاة بلا إكتراث لأنّ القتلى كانوا كثر في حينها ولن يؤثّر زيادة شخص إضافي في شيء، عدا قرار تونيو بالفرار وإعتزال مهنته تلك.

نقرأ في "بلا مصير" للكاتبة فلور يايجي قصّة قصيرة بالغة التأثير عن طفلة صغيرة ولدت لأمّ عزباء تمقتها لدرجة شديدة دفعتها لتمارس معها سادية قررت فيها حرمانها من محبّتها ومحبّة عائلة ثرية عرضت عليها أن تتبنّاها بعد أن فقدوا إبنتهم الصغيرة. تصف الكاتبة مشاعر الزوجين الثريين حيال موت إبنتهم الوحيدة والتي لم يرزقا بغيرها وإستعدادهما لأن تحلّ هذه الفتاة الفقيرة محلّها فيتركوها تلعب بدمى إبنتهم في غرفتها التي كلّلوها بقداسة الموت ولم يكونوا يعبثون بها منذ موت إبنتهم، كما تصف الأمل الذي يغمرهم في أن توافق الأم على عرض التبني وخيبة الأمل الصاعقة في النهاية. لكن دوافع الأم تبدو شريرة للغاية عندما قررت في آخر لحظة التراجع عن قرارها لأنّها لم ترغب أن يكون لطفلة تمقتها مستقبل وحياة أفضل من حياتها ومنزل أفضل من الخربة التي تقطن فيها وتستمر السادية عندما تخبر إبنتها بعد أن كبرت بأنّ ذلك المنزل الفخم كان سيكون منزلها لتغرق الفتاة الصغيرة في أحلامها الضائعة وتزور المنزل من بعيد لتلقي نظرة على مصيرها الذي كان قد مرّ من هناك يوما ما قبل أن يضيع منها رغما عنها.

في القصّة القصيرة "في تلك اللحظة وذلك المكان" للكاتبة جينا لاجوريو نقرأ عن نقاشات عن الفراغ والتخطيط للتخلّص من الروتين كما نقرأ بعض النقاشات عن الفن والأدب وشخصيات تاريخية بالإضافة إلى المحور الأساسي المتمثّل بمناقشة الإيمان في أوساط المثقّفين فنقرأ "أحيانا أتخيّل أنني وصلت إلى الإيمان ولكني أشعر بالعجز لا أعلم هل هو بسبب غرور العقل أو خوفا من الإستسلام للضعف." وتعتقد بأنّ الإيمان ما هو إلا تواضع وإقرار بالضعف وطلب المعونة. بعد جولة من تصوير مشاهد تحاكي لوحات مونيه الإنطباعيّة. ولكنّ المجموعة في النهاية تقضي يوم إجازتها في زيارة كنيسة وينتهي اليوم من دون أن يزوروا الشاطيء وكأنّ بعض الناس لا يعرفون قضاء أجازة أبدا وتعتذر إحدى الشخصيّات من الآخرين لأنّها أرغمتهم على الصلاة بسببها ولكنّها تصر على أنّها كانت تجربة جميلة في النهاية.

يتبع

كلكامش نبيل



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يعيد نفسه دائما وأبدا - قصيدة سومريّة مترجمة
- العثور على لغة قديمة مجهولة مدوّنة على رقيم طيني - موضوع متر ...
- مناقشة شجاعة وموضوعيّة للصراع الإسلامي-العلماني – قراءة في ر ...
- خطوات إلى الوراء – دراسة مقارنة بين قانون الأحوال الشخصيّة ل ...
- رحلة فلسفيّة وروحانيّة عميقة – قراءة في الرواية القصيرة -الر ...
- الضياع ما بين الصراع الفكري والتشتّت الإجتماعي – قراءة في رو ...
- إمكانات وتحديّات تطبيق الليبراليّة في مصر والدول العربيّة
- قصّة حُب إنسانيّة تحطّم قيود العنصريّة - قراءة في رواية العب ...
- بين الشرق والغرب - قراءة في رواية -إسطنبول، الذكريات والمدين ...
- باحثون يسلّطون الضوء على ألواح آشوريّة قديمة - موضوع مترجم
- آدم وحوّاء في رؤية جديدة - قراءة نقديّة لرواية -الكون في راح ...
- دراسة توضّح بأنّ أحد أجناس قردة قديمة منقرضة لم يمشي كالإنسا ...
- دراسة تفترض بأنّ إنسان النياندرتال قد شارك بني البشر اللغة و ...
- إحياء جعّة سومريّة عمرها 5000 عام - موضوع مترجم
- مومياء الأنكا المراهقة تعاطت الكحول والمخدّرات - موضوع مترجم
- محاطا بكل تلك الضجّة - قصيدة مترجمة للشاعر ألفريد بريندل
- لبوة نينوى
- ضائعٌ في الغابة - قصيدة مترجمة للشاعر بابلو نيرودا
- عندما ترتدي الخيانة زيّ الوطن
- إمكانيّات محاكاة التجربة المصريّة في العراق


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - إطلالة على الأدب الإيطالي - قراءة في المجموعة القصصيّة -حرز ملوّن- لكاتبات إيطاليّات معاصرات ج1