أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عزلة














المزيد.....

عزلة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


سأكرر مع علياء التابعي: شكرا لأخطائي التي صنعتني.
لو قلت اكره الكلام, سيكون في قولي قدر من المغالطة, كذلك لو قلت أحب الكلام. أتكلم كثيرا في حالات خاصة, واصمت كثيرا في حالات مشابهة. نحن نتكلم ونصمت بحضور آخرين, ونعيش حالة مختلفة عندما نكون بمفردنا. الوحدة ليست هي العزلة, كما أ نها ليست مناقضة أو مختلفة. النسيان تحت الشعور والموت خارج الشعور, وأما العزلة فهي نسيج خالص , تتشكل خطوطها العشوائية من البعد والجهل والموت والشعور الحاضر المستمرّ بالهاويات الممتدة على طول وجودنا القلق والغامض.
جدّي لأمي مات قبل ولادتي, وجدّي لأبي بالكاد أعرفه, ولا أتبين وجهه وملامحه إلا بصورة شبحية.لا اعرف نفسي. ربما كنت أشبه أحدهما,أو آخر مجهول.
بعد أربع خطوات أصل إلى الخمسين, مع ذلك احمل بعض الآراء القاطعة, أحيانا أتلمس الجانب الدفاعي والطفالي فيها, وأحيانا أندم لتسرعي بالنبش في مناطق الضعف والتقدير الذاتي المنخفض,الإيمان القطعي بصوابية الرأي حكم إعدام نصدره بحق مجهول, قد يكون شخصا أو قضية أو بلدا بكامله.




العتبات والسقوف والتوجهات المختلفة, محددات السلوك والفكر والشعور والعمل والكراهية والحب. الشقاء في انخفاض عتبة الألم, والبهجة في انخفاض عتبة الرضا.
بعبارة أخرى :سقف الألم تجاوزه الجميع وعتبة السعادة لا يبلغها أحد.

تدهشني مقدرة الآخرين على العمل والصبر والحب, يدهشني أكثر عنادهم في تحصيل النجاح والإنجاز, من أين يأتون بالقوة التي تكتسح العقبات, كثيرا ما اشعر بالحسد والغيظ وأشتم حظي, وأعرف أنني أمّوه على عطالتي ليس إلا.
التردد والانتظار في منتصف الطرق عادة مزمنة لدي, لا أمتلك شجاعة الانتحار ولا طاقة القبول, في هذا العذاب أعبث بالأفكار وأنتظر.

*
عرفت العزلة كاختيار, وشرط لازم لإنجاز عمل أدبي أو ثقافي عام, وعرفت العزلة كعقاب صادر عن المجموعات والجماعات الاثنية والثقافية, التي اختلفت معها ورفضت الانصياع لأوامرها الجائرة, كذلك عرفت العزلة التي يفرضها المرض والفقر مع السعي لتحقيق الخصوصية الفردية, وأما العزلة المرعبة فهي التي تنحدر من الغضب إلى الانسحاب وتصل إلى أبواب الذهان وإنكار الواقع بالجملة. العزلة النفسية تصل العذوبة بالعذاب,كما تصل الجنون بالإبداع والحرية, لكنها الحرية المكلفة والتي تتفتح على طرف الهاوية,بلا سند أو معين.
بين "أشباه العزلة " و"بيتنا" صراع مرير وطويل لتحقيق التكيّف من جهة, وللحفاظ على الخصوصية من جهة مقابلة. عزلة الانترنيت_ عزلة الأدب_ عزلة الكتاب_ عزلة النقد... هي ما أجدها أمامي بعد كل منعطف. سأعود إلى أشباه العزلة, كتجربة تعثرت في الوصول إلى قارئ, ومعها أعود إلى الأجواء الأدبية والشعرية.

*

الفتاة... ابنة السابعة عشرة بضفيرتين, هي الفتاة المتألقة والمتفوقة في جبلة وجوارها, سأراها بقميصها الكاريوهات, بقدميها الصغيرة, برائحة أنفاسها, بكل ما فتح لعالمي الصغير والمغلق الحلم والحب, الحب...هي تعرف أنها الأجمل ولكن بعيني دائما.
هي لا تعرف كم هي جميلة, زوجها لا يعرف, ولا أحد يمكنه أن يعرف سواي.
سأكتب لها ولأجلها, وسأحبها بصمت وخفر, وابني لها المدن وما تشتهي النفس, لكنها لا تعرف, بيننا خراب دمّره الغزاة والرواة والأنبياء المزّورين, بيننا حلم لا ينتهي.
هي من أحب, وهي من أرجو اللقاء بها, هي حبيبتي الغبية, بلا أمل.
سأكتب لها مئات القصائد, سأحضر الكلام الذي تتمنى النساء الأخريات سماعه, هي لا تعرف عندما تسمعني أنني أتحدث عنها ولها بلا أمل.
اليوم أدخل في السادسة والأربعين, فقط لو أرى عينيها, ضحكتها, يكفيني أن تكون فرحة والسعادة تشعّ من طلّتها البهية. هكذا كتبت أشباه العزلة, بصمت وألم وجلال.
" كل الكتب مقدسة
وكل النساء مريم"
في مطلع الخريف أتت
تبعثر النجوم والحصى
تلهو بسبعة عشر عاما وضفيرتين
تخيط دمها بأسراب سنونو
تزرر ضحكتها بالعصافير
ومن أكمامها
يهبط البنفسج


لكي أهدي عزلتي وضياعي.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى السيد جورج بوش المحترم
- اليأس يطل برأسه من جديد
- وطن على المشرحة
- كأس الأصدقاء
- قراءة في عصاب الثقافة السورية
- هوس الاستبداد
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 2
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1
- الشريد الابدي.... والحاضر المفقود..حوار مع الشاعر حسن عجيب
- الهوية الفردية- خيار يساري سابق
- قصيدة-بيتنا
- النميمة ميراثنا المشترك
- أبقار الفن والأدب
- هل الإصلاح ممكن في المدى المنظور؟النموذج السوري
- فن الاصغاء_مشكلة سوريا اليوم
- السلّة
- الحاضر المراوغ
- رابطة الكتاب السوريين المستقلين
- الحاضر المفقود
- العطالة السورية


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - عزلة