أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كأس الأصدقاء














المزيد.....

كأس الأصدقاء


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


إلى نور الدين بدران في صحراء العرب, وأحمد جان عثمان في ثلوج العالم الجديد

دماغي خفيف وفارغ, فريدة في الغرفة المجاورة, وأنا خلف الشاشة السحرية, لا اعرف من أين أبدأ وكيف. وضعت كأسا من الريان السوري العظيم, لولاه ما أضيق العيش.
لا تورثني أحلامك يا أبي
على الأصابع حلم يترنح
(كل الذين أحبهم ذهبوا وراحوا...)
ليس بالدم
بالحبر كتبت
وطني حطّمني
كانت تلك الكلمات في بداية التسعينات, وظننت أن الأسوأ يختبر مناعتي للمرة الأخيرة, كنت مخطئا, سأعرف بعد ذلك أن الأجمل قد مضى فعلا, لكن الأسوأ هيهات أن يمضي.
ستجمعني سوريا باليمني الجميل ماجد وبليبرالي حلب برهوم, وسيتجدد اللقاء بأصدقائي في الزمن الصعب نظير وياسر وعماد وعيسى وبقية أعمدة النور في جبلة, سنتبادل الكلام ويستمع بعضنا للبعض الآخر, وسنتبادل الأنخاب والمودة العميقة وستبقى الرحمة بيتنا المفتوح,في بلاد لم يترك فيها اللصوص حجرا للراحة أو نبعا للغناء.
أضع الكأس الثاني, منذ زمن أقلعت عن الشراب لوحدي, لكنها الضرورات والحاجة.
كثيرا ما فكرت بالعلاقة الغريبة التي تجمع فريدة السعيدة بحسين العجيب, هكذا كان يكتب الاسم جاري السمان, الذي طالما عاملني كابن, وهو يهمس لي بأنهم فتشوا دفتر مشترياتي, وينصحني بأن أمشي بلصق الحائط, حتى صارت الجدران أهلي وأسرتي, هو نفسه سيسألني عن أختي الصبية متى سأخطّبها, هي زوجتي أخبرته, لكنكما أشبه بأخوين والجيران يعتقدون ذلك, نعم نحن أخوين وزوجين وأسرة نموذجية, لكننا نخاف الجيران كثيرا, وفي البيوت أل18 التي تنقلنا بينها في اللاذقية, لن يخفي جميع جيراننا سخطهم من هذه العائلة الشاذة التي لا تتكلم وتتجنب الاختلاط, وسيردد بعضهم الشائعات التي تروّجها الأجهزة والرفاق القدامى, بأننا نستدعى للجنائية لأسباب أخلاقية.
الحديقة في الغياب
وأنت تنظرين على الطائر
الصباح في عينيك بلاد بعيدة
ها هو القطار يمرّ
وأنت الوحيدة
على جسر الحياة
الثقل في اللسان
والعودة حجر
لن يكون لعبور الشاعرة الشابة بيتنا,وإقامتها العابرة فيه, سوى أثر غيمة صيف, تحدث لمرة واحدة أن تمطر, ثم يصبح الشعر خبزنا ونبيذنا, يحمي هشاشة أروحنا من الهلاك.
أضع كأسي الثالث وأعود للشعر والأصدقاء.
حتى السادسة والعشرين, لم يخطر ببالي أنني سأكتب الشعر يوما.
أكره الشعر وأكره الشعراء, هكذا كنت أقول بقناعة وصدق كامل. سنت أل 86 التي مرّت, في سهرة رأس السنة بمنزلنا, القبو الشهير في مشروع الريجي, والذي يعرفه معظم من افتروا عليّ وعلى زوجتي(لا تسامحهم يا إلهي) كما يتذكره أصدقائي الذين نحبهم ويحبوننا, شربنا وغنينا, ومع مطلع العام الجديد, تبادلنا الذكريات والأماني, فقلت بتهكم سحري فشلت بان أكون شاعرا, حتى ذلك اليوم لم يخطر ببالي مطلقا أنني سأحب الشعر يوما فكيف بكتابته! بالتدريج تعودت على لقب شاعر, بل صرت أطلبها أحيانا, هكذا هي الحياة, مرة تعطينا مالا نفكر فيه, وتأخذ منّا أعزّ ما نملك في اليوم التالي.
بصحتكم يا أصدقائي أينما كنتم. لست حزينا اليوم ولست في أحسن حال, أمرّ في حالة فقدان الوزن:
فتشت في المرآة
عن طفولتي
يخيّل إليّ أحيانا
الصورة هي الأصل.

لماذا يكذب البشر, ما الذي يخيفهم إلى هذا الحدّ؟ ليتني أعرف.
أكره دمشق أكثر من أي بقعة في هذا العالم, في دمشق عرفت الذل والغدر,وامرأتي تكشف عن ظهري
عن أقصر طريق إلى القلب.
لكنني لا أستطيع الاستغناء عن دمشق.
تذكرني تماما بكشف فرويد الشهير عن حقيقة التعارض الوجداني, سأعود دوما إلى فرويد وبوذا ونيتشة ورياض الصالح الحسين, وفي الطريق سأحيي الماغوط وسنية الصالح, وبعدها سأكتب النص الإشكالي, الذي يعتبره البعض شعرا ويعتبره آخرون هراء وتجنيّا على الشعر:
بعدما يتعود السوريون
التسامح والتفكير الهادئ
سوف توضع سنية الصالح مع الماغوط
إلى جانب رياض الصالح الحسين
في الكتاب المدرسي.
بدأ مفعول الشراب, واليوم لا أريد حتى الإشارة للحزن
فأنا اشرب مع أصدقائي, ومنهم الجدد الذين لا نعرف وجوه بعضنا, اليوم للفرح.
لكن دائما يوجد ما يسبب الغم, هل رأيت يا أبا النور سوريا من الداخل؟
ما الذي كان يمنع, أن يكون التلفزيون الرسمي وبرضا القيادات الحكيمة في البلد, هو من يشرف على مجريات الحلقات الثلاث, طالما الجميع سوريون, وهل انتبهت فقط المذيعة السورية كذلك, والبقية ذكور, حتى ظننت أن اللقاء في إمارة طالبان أو طهران.
مكان لا يؤنث لا يعول عليه.
على الطرف الآخر للخط
يصرخ وحيدا
إذ تدلف قدماه المرتجفة
يطمره الغبار, والصمت
اللحظة
هل مضت الآن.... يقولها
ويمدّ يديه
إلى الخلف

صباح الخير يا أصدقائي
سأخرج إلى الشرفة, واشرب كأسي قبالة البحر
بصحّتنا جميعا

قبل أن أنسى
قرأت بفرح وأمل, اقتراح التجمع الديمقراطي الليبرالي
وهو يبشر بالخير
قد يساهم في ولادة: تلك البلاد التي يمكن أن نحبها.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في عصاب الثقافة السورية
- هوس الاستبداد
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 2
- حكاية التجمع الليبرالي في سوريا 1
- الشريد الابدي.... والحاضر المفقود..حوار مع الشاعر حسن عجيب
- الهوية الفردية- خيار يساري سابق
- قصيدة-بيتنا
- النميمة ميراثنا المشترك
- أبقار الفن والأدب
- هل الإصلاح ممكن في المدى المنظور؟النموذج السوري
- فن الاصغاء_مشكلة سوريا اليوم
- السلّة
- الحاضر المراوغ
- رابطة الكتاب السوريين المستقلين
- الحاضر المفقود
- العطالة السورية
- المأزق والقرار,وإمكانية الحلول المناسبة-أزمة سوريا اليوم
- الهوية القاتلة
- تأنيث سوريا
- هباء


المزيد.....




- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كأس الأصدقاء