عشيرة عرب الحميرات

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 12:39
المحور: القضية الفلسطينية
    

يقع مرج بنّا إلى الجنوب الشرقي من قرية البصة ، بجوار مستوطنة متسوبا . فيه أقامت عشيرة عرب الحميرات ، ومنه امتدت جنوباً حتى وادي القرن ، حيث التربة الزراعية الخصبة و وفرة المياه .
كانت العشيرة كبيرة في تعدادها وافرادها ، وبحلول العام 1915 أصابهم داء الكوليرا فقضى على الكثيرين ولم يتبق منهم سوى ما يقرب من 25- 30 بيتاً . فضربت فيهم الامثال : (( زراب الحميرات )) و (( زراب مصطلح شعبي متداول ويعني إسهال شديد )) .
الى الشمال من خربة الصوانة سكنَ مختار عشيرة عرب الحميرات حسن علي عيشة / ابو العبد ، الذي تلا صالح المفلح في المختارية . وكان مختاراً على الطوقية والقليطات ، يسكن بيتاً حجرياً . وقد أُعتبر من كبار الفلاحين لأنه كان قد زرع الحبوب وشتل التبغ .
كان المختار حسن علي عيشة / ابو العبد كان هدفاً للأستيطان العبري منذ العام 1938 ، حيث دعي ذات يوم الى مستوطنة ماتسوبا وكان في انتظاره جنود بريطانيون طلبوا منه ان يبيع أرضه ، لكنه رفض ،
ولما عاد الى بيته وجده قد هدم بعد نسفه بالديناميت ، كما وجد آثار الضرب على أجساد ابنائه.
كان وقع الحادثة عليه قاسياً ومؤلماً ، أدمى قلبه وفتح جروحاً لم تندمل ابد الدهر في روحه التي تيبّست بعد
ان قُلعت جذورها ساوره احساس بالنهاية ،وبأن الدرب ستطول والمعاناة سوف تتجدد.
قد تكون خسارته لأرضه وبيته في منطقة وادي العش قدراً ارتهن اليه ، فنحن قدريون ، ولكن لا رادّ لقضاء الله ، الا أن الأمر القاتل والطعنة القاتلة ، هي خسارة الوطن ، فلسطين .
ومما يتناقله اهالي البّصة عنه وعن الحدث المأساة والكارثة ترنيمات فاه بها عفويةً .
( نقلاً عن حداد ، المجتمع والتراث في فلسطين ، ص 32).
يا بابْ وادي العِش ما عُدْنا نزورَكْ .... إنتَ البحرْ وإحْنا طيورَكْ.
لأبكي عْليكِ يا فلسطين .... بدموع العينْ والقلبِ حزينْ .
أبكي عليكِ ومين يِسمعْ .... وَين عِزِّكْ ووينْ خِلاّنِكْ.
الله يخونِ إللّي خانِكْ .... كلْ عُمرِكْ حُرَّة َ ببيتك.
ببكي عليكِ ومين يِسمعْ .... ما عادْ في دُنيا ولا دينْ.
فلسطينياتْ يا إماتِ الجلالي .... إبكوا عَ فلسطينْ قِنديلِ العلالي .
فلسطينياتْ يا إماتِ الثيابْ .... إبكوا عَ فلسطينْ عَ فقدِ الشبابْ .
وصلت مساحة أراضيهم الى حوالي 200 دونم ، بنوا عليها عدداً من البيوت الحجرية .
في عشيرة عرب الحميرات بطنان : -
1) جخيدم ، عائلة واحدة ، تدعى عبدالرحمن ، كانت تقيم في المناوات جنوب بلدة البّصة.
2) المحامدة ، عائلاتهم هي : عيشة ، فاعور ، خشان ، وكانت تقيم في مرج بنّا . أما عائلة الصالح فقد سكنت في رمل حيفا ، أما عائلة أبو سودة فقد استوطنت في أرض الطبق قرب خربة الصوانة .
في حين اقامت عائلة مفلح في وادي العش مع عشيرة عرب الطوقية .
وبحلول العام 1948 لم يتبقَ أحدٌ منهم على أرض فلسطين حيث رحّلوا عنها بالقوة ، مع مَن رُحّل الى لبنان . وبذلك خلا الجوّ للصهاينة ، حيث يمكن القول : -
خلا لك الجوُّ فبيضي واصفري .
====================================================================
كوكبة من شهداء عرب الحميرات
==================
1) موسى ذياب عبدالرحمن / مواليد 1955/ استشهد على مدخل حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية عام 1982.
2) حسين محمد عبدالرحمن ( حسين الصقور ) / / اغتيل في مخيم شاتيلا اثناء حرب المخيمات عام 1988.على يد حُفنة من العملاء المأجورين .
3) سمية ذياب عبدالرحمن /مواليد 1953/استشهدت عام 1986.
4) أمية ذياب عبدالرحمن / مواليد 1972/ استشهدت عام 1986.
5) فاطمة حسن علي عيشة /مواليد 1941/ استشهدت في مجزرة الشويفات في 4-12-1986.
6) ممدوح موسى شحادة / مواليد 1983/ استشهد عام 1986.
7) علي عبد عيشة / مواليد 1964/ فقد في مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في مدينة صور -لبنان في 28-8-1982.
8) حسين عبد عيشة / مواليد 1966/ استشهد في 13-4-1985.
9) فارس نايف صالح شحادة مفلح / مواليد 1961 / استشهد في 28 ايلول 1981 أثر إنفجار مفرق الزرارية .
10) احمد حسين فاعور / استشهد في جبل لبنان عام 1983.
11) نمر محمد عبدالرحمن / 29 سنة/ من شهداء مجزرة عرب السمنية في 30-10-1948 .
====================================================
( مقتطف من كتاب "عشائر قضاء عكا" الذي سيصدر قريباً عن دار بيسان / بيروت، تأليف: محمود كلّم.
أخص به قرّاء صحيفة "الحوار المتمدن".)

#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل