أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحافظةُ والحرياتُ














المزيد.....

المحافظةُ والحرياتُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4263 - 2013 / 11 / 2 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصادم مستوياتُ العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية نتيجة لتباين سبل التطور ودرجات الالتحاق بالحضارة الحديثة خلال القرون الأخيرة، وقد كيفت العديد من الأمم تطوراتها الاقتصادية المتقدمة مع علاقات اجتماعية مقاربة لها، فيما أخريات لم تستطع ذلك.
وربما كانت الأمم الإسلامية أكثر من يعاني من هذه التناقضات العميقة، حيث كانت المدن محدودة، والتطورات الاقتصادية الحديثة هامشية، وأدت التحولات الاستقلالية وتباينات صعود الثروات وجمود الهياكل السياسية الفكرية واعتمادها على الجذور القبلية والريفية في فرض أشكال العائلة الذكورية الممتدة المحافظة، التي كانت أشكالاً مهمة ضرورية في أزمنة سابقة، فيها قوى الرجال مطلقة، والنساء يقمن بأعمال بيتية وزراعية مفيدة، ولكن لم تكن محورية في الدخول الاقتصادية.
وهذا مع جمود في قراءة النصوص الدينية ومناهضة للتحولات العالمية بإعتبارها طرقاً خاصة معنية بأمم أخرى، وهذه تواكبت مع مصالح الرجال والبيروقراطيات ومساحات الوعي لدى المتعلمين الغالبين، الذين لم يروا الآفاق الخطيرة بالتحولات العالمية.
وبعضهم القلة ينتقل الآن إلى النقيض يطلب حداثةً شاملة صاعقة على تطور الناس، من حيث تغيير حاد للأسس السياسية بل حتى الاخلاقية والاجتماعية.
غدت وسائل التأثير الإعلامية مستقلة قادرة على شحن بعض البيوت وقلة من الأفراد بمواد دعائية إنقلابية، وهي تتلاقى مع عمليات الاضطراب والتأثير الذي تمارسه قوى غربية متعاطفة مع أحوال النساء الصعبة ومجابهة الحريات المتقزمة.
لكن مستويات التطور مختلفة، وسبل الحراك في العالم الإسلامي وخاصة المناطق المحافظة تحتاج إلى قراءات عميقة ودراية وطرق تطور وتأثير حكيمة.
إن الحريات الطويلة التي اكتسبها الرجل للسفر والسياحة والمتع غير موجودة تماماً في حياة النساء، بل يوجد هنا عالمان منفصلان متضادان، ففيما تشيع البهجة في طرف يعاني الطرف الآخر السأم والحبس ويبحث عن أي نافذة للخروج.
يزداد الجانبان تناقضاً وتظهر حوادث العنف، فآباء يقتلون بناتهن، وتتفجر حوادثٌ رهيبة من الاغتصاب، وتتوسع أعمال السحر والدجل والغيبيات لمعالجة قضايا واقع معقد وتصادمات بشرية موضوعية أرضية، وتتحول المطالبات بحريات محدودة إلى مصادمات غير مفهومة.
الهيئات السياسية والبيروقراطية والإعلامية تحاول تقريب هذه المسافات المتباعدة بين الأجناس والمناطق والطبقات والدخول والظروف عبر الإصلاحات الاجتماعية المحدودة والحملات التوعوية، لكنها غير قادرة على تطوير أوضاع تكلست خلال قرون.
لهذا فإن تطوير أوضاع النساء التي تتم داخل التقاليد مهمة، وتغيير سبل عيشهن أهم ضرورة حيث تتفتح سبل الأعمال الكثيرة المختلفة، ويمكن للجامعات والمدارس المهنية أن تغير طبيعة أحوال النساء وقد تفتحت وسائل النشر والإعلام والتجارة لتنضم النساء إليها.
قراءات الباحثين للأوضاع النسائية الحقيقية الواقعية أهم من الكتابات الخيالية والفكرية المعقدة، وأعمال فكرية وإبداعية عن ظروفهن الاجتماعية المحاصرة أفضل بكثير من كتابات تهتم بالجنس والإغراء والفضائح.
رسم صور الأمهات والبنات ومنتجات الحياة بين الدخان والأمراض ذات تأثير كبير على الرجال والقراء عامة، وهي تلدُ أجيالاً من هؤلاء البنات القادرة على الانتاج المادي والانتاج الثقافي ليقربن الصورة الحقيقية للعالم الخارجي.
اللغات الواقعية الحميمية في الدخول في عوالم الرجال والنساء الكفاحية المشتركة لتأسيس بلدان سليمة التطور وعقلانية العلاقات وموطدة لبُنى العائلات القوية المستقرة المنتجة هي ضرورات الوعي الديمقراطي الجديد في كشفه سبل التطور وتكريسه حداثة تعاونية تضحوية، وهي الأمور التي تنعكس في التطورات السياسية حيث تنهض النخب من الرجال والنساء في الالتحام الوطني المجدد للحياة الاجتماعية.
لقد عانت النساء من اضطهادات طويلة، وحافظن على تماسك البيوت وظروف العيش، وبدون تضحيات مشتركة وتغيير عادات الأنانية لا يمكن أن تتشكل ديمقراطية اجتماعية أساسها تبدل أوضاع المرأة عن العالم السابق.
الفورات العاطفية وردود الأفعال والصراعات الجانبية الحادة لا تفيد بقدر ما يفيد الدرس العميق ومراكمة الوعي وتبادل الحوارات للعثور على الحلول وسبل التطور وتحويلها إلى رأي عام وطني تعاوني.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبلاءُ والبذخُ
- تحدياتُ اليمينِ المعتدل
- من اليسارِ المتطرفِ إلى اليمين المتطرف
- نقابيةُ رأسماليةِ الدولةِ الوطنية
- بؤرةُ الوهمِ حديثاً
- الأزمةُ والعقلُ
- بؤرةُ الوهمِ قديماً
- سحرُ البيانِ
- القمة المضطربة لأمريكا
- مصطلحُ (الحرة) الاقتصادي الاجتماعي
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب(2-2)
- المعتزلةُ برؤيةِ إسحاق الشيخ يعقوب (1-2)
- في التطورِ العربي العام
- ضد الانحدار المشترك
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي


المزيد.....




- قاذفات -B-2- الشبح تقلع نحو -غوام- قبل ضربة أمريكية محتملة ع ...
- المعروف بلقب -أبو علي-.. مقتل المرافق الشخصي لأمين عام حزب ا ...
- بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع ...
- واشنطن تحرك قاذفات الشبح وسط ترقب لقرار ترامب بشأن ضرب إيران ...
- للمرة الثانية في أسبوع.. تحويل مسار طائرة للخطوط السعودية بع ...
- واشنطن تحرك قاذفات بي-2 مع ترقب موقف ترامب من مهاجمة إيران
- واشنطن تؤكد مغادرة مئات الأميركيين إيران وتحذر من السفر للعر ...
- مسؤول إيراني يهدد بقصف مفاعل ديمونا واستهداف القواعد الأميرك ...
- من التهكم إلى الألم.. ناشطة إسرائيلية تثير الجدل بعد قصف منز ...
- ماذا يمكن لحلفاء إيران في اليمن ولبنان والعراق فعله إذا دخلت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المحافظةُ والحرياتُ