أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أشكالية الفكر الإسلامي مع النص














المزيد.....

أشكالية الفكر الإسلامي مع النص


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4262 - 2013 / 11 / 1 - 00:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مشكلة الفكر الإسلامي القديم والحديث أنه مؤمن بالنصوصية ويقدسها على التعقل ,ويقف متحيرا في حل التعارض النصي مع العقل دون أن يتدخل إيجابيا في محاولة الغوص في ذات النص وروحه لكي يستجلب منه المقصدية المطلوبة ,هذا الحال ينطبق على جميع المفكرين العرب والاسلاميين من الطائفتين الأشاعرة وامتداداتهم والمعتزلة وتأثيراتهم, الخوف من النص هي العقدة التي عرقلت وقيدت العقل الإسلامي ,فواجه النص بذلك شكلين من المواجهة أما بـ(لي) عنق النص وإجباره على أن يفصح عن معنى خلاف المبنى أو لنقل قريب من القصد ولكن من المؤكد أنه ليس ذات القصد ,أو محاولة رفض النص واعتباره أخرس لا ينطق وما لا ينطق لا ينسب له قول وبالتالي تجاوزه ورفضه كليا, وهنا وقع النص ضحية قصور العقل التكتيكي المتأتي من رهبة المواجهة وعجزه عن أحداث معالجات غير اعتيادية لإدراك ما وراء المبنى النصي والبحث عن أفق صانع النص أصلا.
هذه لإشكالية ألقت ظلالها على مسألة البحث عن رؤية كونية وأساسية لفكرة الحكومة الإسلامية وشكلها وأليات عملها وحدودها في الأقلي والأدنوي من حق التسلط المنظم لحركة المجتمع , مع توفر كم مناسب من النصوص ,إلا أن حالة الخوف من تفكيك وتحليل وإعادة فهم النص قيد الإنطلاق نحو عملية جادة وحقيقية لما في النصوص من رؤية وصورة لهذه النظرية , فقد أمن المحافظون بالخارج النصي وتمسكوا به على أنه ما يفهمه هو لا ما يخبئ النص من معنى وقصد ,فعندما يناقش مسألة الولاية مثلا فهو يدركها بمعاني عدة تبدأ من الحاكمية وتنتهي بمعنى المحبة والمودة ولخوفه من النص فإنه يبتعد كثيرا إلى الحد الأدنى ليبني عليه المراد التعقلي الخاص به.
أما الفرقة الثانية والتي لا تختلف في تعديد معاني الولاية فتتمسك بالحد الأعلى منها وتبني نظريتها الفلسفية عليه خوف من أن تظلم النص أو تتجاوز حدوده, ومن هنا نرى التباعد الشاق بين المدرستين الذي لا يمكن الجمع بينهما ما لم يتفق أولا على المدلولات الكلية وصياغة مفهوم جديد للمصطلح وتحديد أطار تكويني لعملية تحديد المدى المسموح به في تحرير النص من تبعيته للفهم الفردي الخاص وربط كل ذلك بمنظومة عقلية تكتيكية قادرة على ان تتجرد من قداسة النص وظل الخوف منه.
لقد تحول النص بذاته إلى مشكلة حقيقية في بيان ماهيته وهي مشكلة من اكثر المشاكل حساسية ودقة نظرا لكون النص مقدس من ناحية المصدر فهو قول الله تعالى الذي يجب ان لا يتمارى فيه ,وكونه من جهة ثانية يتعلق بصحية الإيمان والتعبد بمدلولاته المادية , فالخوف من النص لا يأتي من فراغ هذا لو تعاملنا أصلا بحسن نية القارئ إن لم يكن محكوم بهدفية أخرى, فهو لا يريد من جهة أن يخرج عن مقام الطاعة لصاحب النص وكذلك لا يريد أن يخرج عن مدلول بنائية النص أيضا , وعليه أن يوفق بين الخيارين دون أن ينتهك القداسة , قد يكون هذا العذر مقبول عند البعض ولكن عند الله تعالى لا أظن أنه سيجد صدى لأن الله عندما وضع النصوص إنما يخاطب العقل السليم العقل الذي لا يكتفي بالظاهر دون الجوهر ولا يهمه قداسة النص بقدر قداسة الغاية منه, لذا فإن التحجج بالقداسة هو تحجج واهم يراد منه بأحسن الحالات أن تسير الأفكار ببساطة الإنسان المعتاد دون إجهاد للعقل وتدبر في النهايات الجعلية ومقارنتها بالنهايات الواقعية.
بالعودة إلى جوهر البحث يتبين لنا أن مشكلة الحاكمية الإسلامية ليس بفقدان التصور الكامن في النصوص ولا في غياب الرؤية ولكن المشكلة أساسا تقع على القراءة وحدودها وأشكالها وكيفية التعامل مع النص الدال ,هذه الإشكالية المميتة ظهرت مع ظهور التحزب ومحاولة تسخير النصوص للأهداف الحزبية وليست تطويع المراد الحزبي كي يتلائم مع القاعدة المستقاة من النص, النص لديني كموجه وكقاعدة عامة ليس المطلوب منه التدخل في الحيثيات الضيقة وكأن القرآن الكريم مطلوب منه أن يكون كتاب دستوري لا أسوب كلي شمولي يتناول الحياة كلها بمختلف أوجهها يعطي خطوط التي لا بد منها ويترك التفاصيل تؤخذ من منهجها العام استنادا للتجربة العملية التي تحولت فيما بعد إلى تاريخية تفرض بالتفكير العقلي امتداد لروح الرسالة وجوهر الدين..



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأختلاف في نظرية الحاكمية
- الأحلام وضروريات العقل
- البداوة وعقدة أوباما
- أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات
- حتمية الوجود الكوني للانسان
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة


المزيد.....




- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...
- البرلمان العربي يدين اقتحام المستعمرين بقيادة بن غفير المسجد ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام -بن غفير- باحات المسجد ال ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - أشكالية الفكر الإسلامي مع النص