أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-4)














المزيد.....

برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-4)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 21:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفن الساخر هو صنف من صنوف الأدب وهو عمل فني بالعموم، وكل مجتمع يُفرز نتائج أو ظواهر -يجري محاكاتها فنياً- يجب أن يكون هذا الفن مساوي في القيمة والاتجاه للمجتمع، وهو ما يسميه البعض.."بالفن مرآة المجتمع"..فإذا كان البرنامج يحكي وجدان المجتمع فيجب عليه التقيد بما يُمليه هذا الوجدان ، ويعني ذلك عدم إدخال أي رؤى لا تتناسب مع توجهاته، أي إذا أقدم البرنامج على توظيف أي رؤية سياسية مخالفة لضمير الشعب في الإعلان عن رأي آخر فهذا ليس فناً ولا سخرية، بل هو انطلاق من موقف سياسي وتوظيفه بالمهارة لتحقيق مكاسب سياسية، وفي تقديري أن البرنامج وقع في هذا الخطأ.

لا يمكن أن ينطلق البرنامج من فن السخرية وهو يحقق ويرجّح في النهاية أن ثورة يونيو ليست بثورة شعبية مشروعة، أو أن يجزم بسلطة استبدادية عسكرية وهي لم تتدخل سوى في حربها على الإرهاب والتطرف دون أن تتعرض هذه السلطة للعمل السياسي الداخلي وتكوين المؤسسات، لم يتعرض مثلاً للجان الدستور والاستماع، ولم يتعرض لطُرق تشكيل الحكومة، بل لم يتعرض للانتخابات وكيف يراها.. ثم يجزم في النهاية باستبداد عسكري بطريقة مرسلة.

ماذا يعني ذلك؟

يعني أنه وكما قلنا في سائر الحلقات أن البرنامج أراد أن يثبت حياديته من منطلق سلبي وهو قلة الموضوعات لديه ، فالمَشاهد التي تستحق السخرية تغيرت والأبطال كذلك تغيروا ، لم يعد لديه لثبوت الحياد إلا أن ينتقد السلطة فقام بوصمها باتهامات غير موجودة، وتتوازي هذه الاتهامات مع الادعاء بأن هذه السلطة غير مشروعة جاءت من انقلاب عسكري وليست عن ثورة شعبية وضمير إنساني كان يُشاهد جرائم السلطة السابقة وتأسيسها لبذور الإرهاب والتكفير في المجتمع.

لسنا ضد النقد، ولكن أن يكون هذا النقد دون أي خلفيات مسبقة، فالبرنامج كان يرى ثورة الشعب المصري أنها عمل عسكري غير مشروع...وعليه فالسلطة القائمة مستبدة، وأن وزير الدفاع هو الحاكم الفعلي للبلاد..وعليه فسعيه لإنشاء كيان إعلامي للجيش هو استبداد سياسي....وهكذا..قس على ذلك باقي السقطات الفكرية والمنهجية التي وقع فيها البرنامج وأدت إلى تسويقه لرؤية الإخوان والإرهابيين عن الوضع في مصر، لماذا لم يسمحوا لأنفسهم مثلاً في تفكير عميق وتحقيق في الأحداث الأخيرة بطريقة منهجية، ويحرصوا على عدم تناول الرموز الشعبية بنفس الطبيعة الساخرة؟

لو قلنا أن له الحق في ذلك يسأل سائل مباشرةً وهل هناك ما يستدعي السخرية؟...هل تمر مصر بوضع طبيعي تكون فيه الدعاية ضد الجيش رأي آخر؟...وكيف يرى الناس ضحايا الجيش والشرطة في حين كان البرنامج يسخر من تواجدهم في المشهد؟..وهل هناك رؤية للبرنامج مستقبلية تُحاكي الأحداث الراهنة دون التعرض للوطن واتجاهات الشعب؟..وهل يلزم السخرية عقلاً ناقداً أم أنها مجرد تنفيس للرأي الآخر دون مضمون؟..وهل وظيفة البرنامج هي التنفيس عن الآراء الأخرى أم السخرية من سلبيات المجتمع ؟..وهل حينها نجزم بأن البرنامج ساخر أم له وظيفة سياسية تنطلق من موقف سياسي مُسبق؟..ولماذا لا يجري الإعلان عن ذلك دون تصدر المشهد كساخر محايد؟..وهل يوجد حياد في أوقات الحروب والمحن؟..وماذا لو تعرض أحد عناصر البرنامج للقتل على يد الإرهاب هل حينها سيقرر تناول الإرهاب بسخرية أم موقف سياسي؟..فإذا فعلوا ذلك فلماذا لم يفعلوا مع ضحايا الإرهاب من الجانب الآخر؟

أسئلة موجهة للبرنامج والقائمين عليه، وأهم عنصر داخل منظومته هو الفنان باسم يوسف والذي أكن له كل الحب والتقدير كشخصية فنية وجماهيرية ذات وعي..لكن مع هذا الحب فنقد البرنامج ضروري ، فعلى صفحتي الخاصة رأيت آراء واتجاهات شتى جميعها تضع الرجل في مرتبة العصمة، وأن أقواله وأفعاله دائماً صحيحة، وأن الخطأ لا يخالجه حتى في ضميره، وكافة ما سبق يدل أن الرجل معبود وصنم حقيقي لفئة من الناس، فإذا أردنا الدخول في عصر الحرية فلتتحطم الأصنام ،ولكن ليس تحطيماً يخلع نزاهتها من قلوب الشعب، حينها لن يكون تحطيماً للرموز بل هو عملية إسقاط كامل لها دون اعتبار للنتائج.

نحن لا نشكك في نزاهة القائمين على البرنامج بل نرى-ويرى غيري- بأنهم أخطئوا في التقدير فحسب، لا نزايد على وطنيتهم، ولعل ما فعلوا نتج عنه انحراف بعض المؤيدين عن دعم الجيش في حربه على الإرهاب بحُجة الخوف من السلطة العسكرية، وهي نفس الفزاعة التي استخدمها الإخوان في الضغط على المجلس العسكري السابق، وبعد أن فطن المجلس العسكري لقوة الإخوان وضعف ما سواهم قرر التحالف معهم، فخرج –حينها-من يهتف ضد الجيش في صورة الهتاف ضد الحُكم العسكري، وها هي هذه المرحلة على الأبواب إذا لم يستفيق البرنامج لخطورة المرحلة، لأن قوة وتماسك الجيش المصري على المحك، وهو بحاجة للدعم على مستوى الإعلام والشعب، لا أن نصبح خناجر في ظهره في ظل مواجهته مع الإرهاب.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-3)
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-2)
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-1)
- باسم يوسف والسيسي ثروة قومية
- إن الإلحاد لظلمُ عظيم
- الإلحاد..نقطة نظام
- ابراهيم عيسى وقانون التظاهر..
- أكذوبة العقل الجمعي
- الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري
- لطمية رابعة(6:6)
- لطمية رابعة(5:6)
- لطمية رابعة(4:6)
- لطمية رابعة(3:6)
- لطمية رابعة(2:6)
- لطمية رابعة(1:6)
- المرجعية الدينية لغزوات البرتغال في أفريقيا
- الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية(2:2)
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية (1:2)
- واشنطن بين إرهاب نيروبي ومصر وسوريا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-4)