أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-3)














المزيد.....

برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-3)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أكثر الملاحظات والانتقادات للبرنامج هو إسفافه الواضح وتجاوزه اللاأخلاقي واستخدامه مفردات وتلميحات جنسية، ولكن هذا الإسفاف موجود منذ نشأة البرنامج وأنا لن أناقشه ليقيني بأن طبيعة الشعب المصري تتفاعل مع مثل هذه النوعية من الأعمال، فالانتقادات حينها لن تخرج من وجوب الأشياء على مستواها الأخلاقي وهذا لا يعتد به البرنامج لطبيعة الروح الساخرة التي تُجيز التحوير والتبرير لهدف الإضحاك، ونعترف بأن هذا الأسلوب ربما يُسقط رموز ذات قيمة لمجرد خطأ أو سهو غير متعمد ..لذلك فالاستمرار فيه-دون تمييز- هو هدم حقيقي للرموز وللأخلاق على حدٍ سواء.. ومن هنا تأتي خطورة البرنامج التي توازي خطورة الإباحية على المجتمعات.

في السياسة-أو حين تناولها-لا يمكن تحييد نزعات الغضب والشهوة عن مشهد البرنامج، أما قوة العقل فلا أعتقد أنها أثرت في باسم يوسف فعقله كما هو، ولكن ما اختلف ربما كانت عاطفته التي أثرت في غضبه وفي شهوته حتى رأوه الناس مغرورا...بمعنى أن هناك ثلاث قوى رئيسة تتحكم في سلوك الإنسان..القوة العاقلة ومنها تتفرع قوى الخيال، والقوة الغضبية ومنها تتفرع قوى العاطفة، والقوة الشهوية التي تؤثر على قدرة الإنسان الأخلاقية..فأصاب البرنامج قوة الغضب بما رأوه من .."ظلم "..على جماعة الإخوان، وقوة الشهوة بما حصلوا عليه من رفعة وجماهيرية فوصل بهم الحال إلى الغرور، وهذا ما كان يحذر منه البعض من كثرة الظهور ودوامه أسبوعياً.

فالشهوة تشق طريقها للنفس من قلة الموضوعات وضيق مساحة الإبداع، فيلجأ الإنسان إلى حصر خياراته فيما هو موجود حسياً دون تحقيقه عقلياً، وربما كان هذا هو المطب الذي وقع فيه باسم يوسف ومعدي البرنامج، فظهر من نقدهم انحيازهم لفصيل إرهابي يردد شعارات ضد الدولة ، وباندماج العاطفة مع الشهوة خرج البرنامج في اتجاهٍ خاطئ نال سخط الذين يفكرون بالعقل الأممي والوطني، فقديماً كان الرفض للبرنامج ممن يفكرون بعقل ديني أيدلوجي هم مرضى بفوبيا الآخر دون تمييز، فنال البرنامج شهرة وجماهيرية واسعة نظراً لأن العقل الأممي والوطني أوسع من العقل الأيدلوجي..بمعنى أن الشعب في خطوطه العامة يفكر بعقلية أممية ..وهي التي شعرت بقُرب البرنامج من وجدانها العام لرفضها أصحاب الأيدلوجيا والدونية التي اعترت أبناء جماعة الإخوان.

باسم يوسف -حسبما أقرأ له- هو من التيار التنويري والتجديدي المتأثر بثقافة وقيم الغرب، وهي ليست كلها صواب أو خطأ، بل ما ينقصه هو إسقاط قيم ومعايير الشرق على الأزمات ، بمعنى أن الاستقرار يؤثر في شعوب الشرق حتى يجعله أكثر قابلية للأفكار والمناهج –على تنوعها-ولكن في الأزمات لا يقبل إلا ما توافق مع كيانه وأعرافه، فكان من الضروري تحكيم البرنامج للقيم والأعراف الشرقية في الشأن المصري طالما يعترف بأن الأزمة موجودة، والدليل على صحة هذا الرأي هو أن الشعب المصري تقبل البرنامج في أزمة حُكم الإخوان لأن الإدارة حينها مسّت الكيان المصري وأعرافه بانحطاط أخلاقي وتهديد للدولة وحياة الناس، أما الآن فالسلطة يصعب القول أنها انحرفت أخلاقيا، والدولة أصبحت أكثر تماسكاً والعدو أصبح واضح، وعليه كان تقبل الشعب للسخرية أقل من ذي قبل وهو ما ساهم في تلك الحملة الموجهة ضد البرنامج.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-2)
- برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-1)
- باسم يوسف والسيسي ثروة قومية
- إن الإلحاد لظلمُ عظيم
- الإلحاد..نقطة نظام
- ابراهيم عيسى وقانون التظاهر..
- أكذوبة العقل الجمعي
- الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري
- لطمية رابعة(6:6)
- لطمية رابعة(5:6)
- لطمية رابعة(4:6)
- لطمية رابعة(3:6)
- لطمية رابعة(2:6)
- لطمية رابعة(1:6)
- المرجعية الدينية لغزوات البرتغال في أفريقيا
- الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية(2:2)
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية (1:2)
- واشنطن بين إرهاب نيروبي ومصر وسوريا
- مشروع الحوار القروي (5:6)


المزيد.....




- -كان معي ملائكتي الحارسة-.. سيدة تنجو بأعجوبة من اقتحام سيار ...
- ما حقيقة الفيديو المنسوب إلى حرائق القدس؟
- تصريحات مؤرخ جزائري عن الأمازيغية تثير جدلاً واسعاً، ومحكمة ...
- في يومها العالمي.. هل تستعيد الصحافة في سوريا حريتها المسلوب ...
- استقالة (أو إقالة؟) رئيس حكومة اليمن إثر خلافات واستياء شعبي ...
- هل يؤجج قصف إسرائيل لسوريا نعرات طائفية؟
- عراقجي: اتهامات الغرب كاذبة واستفزازية
- مصر.. فتاة أجنبية تتسبب في أزمة والسلطات تتدخل
- بإشراف من الشرع.. مشروع سوري أمريكي لتحديث منظومة عمرها 30 ع ...
- الليبيون يحيون ذكرى معركة سيدي السائح


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - برنامج باسم يوسف متقدمون أم منحطون(4-3)