أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عسكر - لطمية رابعة(1:6)















المزيد.....

لطمية رابعة(1:6)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


قال الحكواتي: قصة صراع بين العلم والدين، ليس في حقيقته بل لنتائج العلم ولفهم الدين، قصة صراااع من أجل السياسة وليست لأجل الدين، الرغبة تقتل العدل ولا غِنى عنها، الصدق يُشعِل الحروب وبدونه يَفنى العالَم.

ما هو الإنسان، هل هو المتدين أم غير المتدين؟..هل هو الحليم أم الجبّار؟..هل هو الصادق أم الكاذب؟..وماذا أصبح العالم كله متديناً حليماً صادقا فما جدوى النار؟..وماذا لو كان العكس فما جدوى الجنّة؟

إنها الرغبة والوصاية والظهور، كلها مفاتيح الشر في العالَم..

نحكي اليوم من حلقات هذا الصراع ما يكشفه لنا ولنعلم من نواجهه على دراية.

ينقطع الحكواتي:

ثم صورة لشيخ ملتح في الستينات من عمره يدخل المسرح والستار مقفول..يدخل على مهل ويتأمل المكان بسِبحته وهو يذكر.

ثم يُكمِل الحكواتي:

كان الشيخ .."فالح".. عظيم الشأن في قومه، ومستمعيه بالملايين، حَسَن المظهر بشوش الوجه ومنطلق في ابتسامته بما يُشعرُكَ بالراحة، كانت قناته الفضائية مشهورة ورائجة بين البُسطاء..في المنازل والمحلات وعلى القهاوي..الكل كان يستمع لقناة الشيخ فالح وإن اختلف جمهوره الذوّاق..كان يعتمد على مدير أعماله الشيخ.."أبو المواهب"..في تسيير شئون القناة، ولم يكن يكسل في استشارته بخصوص الدعوة.

لحيته مخضوبة بمواد وألوان تُشعرك بالهيبة والوقار، وكانت ملابسه بيضاء، حتى غطاء الرأس كان أبيضا، لم يكن يتوانى في الاهتمام بنظافته الشخصية ومظهره الخارجي، حين يهم بالكلام يتهيأ بصدره وكأنه يقوم من مكانه، وحين يسأل يهز رأسه بنفي أي إجابة قد تخرج عن حدود المنطق.

سار في دعوته فترة من الزمان، لم يتوانَ في توصيل معلوماته إلى الناس، كان كثير الكلام في الحديث وعن علوم الحديث وفي الصحابة وعن منازل الصحابة، ولكن لم يكن يقرب من آل البيت خشية أن يتهموه في دينه، فواعجبا أن زمان الشيخ فالح كان زماناً يعج بالفتن بين السنة والشيعة، وكأن الحديث عن آل البيت هو ارتضاء بمذاهب من ينصرهم..وللحق لم يكن وحده في هذا المضمار، بل كانوا كل من سار على طريقه وارتضى أفكاره وأسلوبه في الدعوة.

كانوا شيوخاً وقادة..مفكرين وطُلاب علم، الجميع ينهل من نفس الطريق، كأنه طريق محدد ومخطوط بخطوط ملوّنة وزاهية لا أحد يقربها.

أسرته مكونه من زوجاته الثلاثة وأبنائه التسعة وكأن المقصود أن لكل زوجة ثلاثة أبناء..هكذا كان الشيخ فالح .."يحب النظام"..جميعهن منتقبات ولا يظهر من وجوههن "في الشارع"سوى العين..كان يُقنع زوجاته وأبنائه بأن الدين في ستر الوجه والجسد، وأنه ليكفي المرأة ذلك عن دينها حتى تدخل الجنة وهي عفيفة لم تمسسها عين، أما أبنائه الذكور فكان يحضهم على العلم والالتزام بالسنة..

لدى الشيخ فالح وأولاده تصور عام عن السنة يرى العاقل أنه تصور شكلي لا يمس الجوهر، كانت اللحية والسواك والنقاب وشُرب الماء من القعود، وثياب أو بنطال قصير فوق الكعبين ،يُطلقون على غيرهم لفظ.."حليق"..لمن يحلق لحيته، وسافرة لمن لا ترتدي النقاب، وضال لمن لا يلزم باقي الطقوس.

في المنزل توجد مكتبة ضخمة لجميع كتب.."ابن تيمية وابن القيم وابن رجب الحنبلي وابن عثيمين وابن باز وابن حجر العسقلاني"..صور هؤلاء العلماء في ذهنه كما في أذهان أولاده وأتباعه، هم القدوة وعن طريقهم ستكون الجنة، فهم السابقون والشيخ فالح ومحبيه هم اللاحقون..!

غادر الشيخ فالح المسرح ..ثم تفتح الستارة على المجموعة وهي تنشد -حُزناً -وبإشارات بطيئة:

يااااأغلى من نن العين...ياااراااابعة
ياجرحي وهمّ السنين...ياااراااابعة
أبكيكي بدم القلوب وانا العاشق الولهان
أروح فين وآجي منين دا انا الغلبان
جيشنا قتلنا وبقينا مسجونين
وماحدش عاد يهمه مصيرنا لفين
قولنا الدين قالوا علماني
صرخت والصرخة كاتماني
قولنا عدالة قالوا فلول
وماحدش سامعني آه ياني
يارابعة ياشُغل السنين..عرقنا سواح
طوفنا بلاد ومليناها كفاح
احنا الحق وهما السفاحين..يارابعة يانن العين
مكملين مشوارنا عشان الدين
والحق والشرع فوق راسنا..دا احنا اللي عاوزين
نشوف بلدنا خضرا من غير ولا دمعة
على طول في قلوبنا ياغالية يااااارااابعة
يااااارابعة....يااااارابعة

تحية المجموعة وفاصل مرئي صامت:

مشهدٍ في المنزل تجوب العين أرجائه حتى تقف على المكتبة وتعد ما فيها من كتب، حتى يظهر كتاب ضخم وكبير فوق ال.."24"..جزء وهو كتاب.."فتح الباري لشرح صحيح البخاري"..ويبدو أن لهذا الكتاب منزلة عظيمة عند الشيخ.

الساعة السابعة صباحاً..يدخل الشيخ فالح ثم يتناول بعض الكتب بالإطلاع السريع، حتى يقف على مجلد واحد لكتاب فتح الباري، ويقف فيه متأملاً شارد الذهن..

يدخل أحد أبنائه وهو.."خالد"..في العشرينات من عمره، ويبدو عليه أثر العلم الجامعي بلحيته الخفيفة ونظارته الشفافة وبعض الكُتب الجامعية في يده، ثم يدور هذا الحوار.

خالد: السلام عليكم يابابا

الشيخ فالح: وعليكم السلام ورحمة الله، فيه حاجة ياخالد؟

خالد: شايفك واقف أدام المكتبة من بدري فقولت أسلم عليك قبل ماانزل اروح الجامعة.

الشيخ فالح: حصل امبارح ان سألني أحد المتصلين سؤال بيشكك فيه في حكم قتل المرتد، وأنا ماعرفتش أرد صح، بيقول ان مفيش في الدين أي عقوبة ع المرتد، وجاب أدلة من القرآن رديت عليها.

خالد: طب طالما رديت عليه واقف بتراجع معلوماتك ولا بتشوف حاجة جديدة؟

الشيخ فالح: أنا رديت عليه وأفحمته يابني، دا واخد كلامه من العلمانيين الكفرة اللي ماعندهومش ملّة ولا دين...ثم التوى الشيخ بعُنقه وأردف ساخراً: قال إيه بيقولوا تجديد؟...ياأخي يلعن أبوهم!

ثم أخذَ نَفَساً عميقاً استرجع فيه هدوءه وتابع:

كل اللي حصل إنه سألني سؤال فيه منطق شوية، بيقول ازاي يكون ربنا بيقول بقتل المرتد عن الإسلام واحنا عارفين إن الرسول بيقول.."إذا قتلتم فأحسِنوا القتلة"..وفي نفس الوقت بيقول برجم الزاني المحصن حتى الموت؟....هو إيه اللي أكبر وأعظم عند الله.."الكفر أم الزنا"..الإجابة طبعاً الكُفر،يعني هو بيقول ازاي تكون الجريمة الأعظم عقوبتها أخف من الجريمة الأصغر؟

خالد: وإيه اللي هايفرق ؟..دا موت ودا موت!

الشيخ فالح: لأ ياخالد..الزنا عقوبته الرجم حتى الموت ..يعني قتل بتعذيب، بينما الردة عقوبتها القتل الحَسَن..هنا في مشكلة حاولت أشوف رأي ابن حجر العسقلاني فيها لاقيته بيقول نفس الكلام اللي بندرسه واحنا صغيرين..

خالد: يعني إيه يابا..ابن حجر بيقول كلام غلط؟!..حضرتك ماعودتناش ان فيه حد من علمائنا كدا...

ثم صمت خالد بُرهة مُفكراً ثم قال: يعني مش مقتنع بكلام ابن حجر؟



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية الدينية لغزوات البرتغال في أفريقيا
- الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية(2:2)
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية (1:2)
- واشنطن بين إرهاب نيروبي ومصر وسوريا
- مشروع الحوار القروي (5:6)
- مشروع الحوار القروي(6:6)
- مشروع الحوار القروي(4:6)
- مشروع الحوار القروي(3:6)
- مشروع الحوار القروي(2:6)
- مشروع الحوار القروي (1:6)
- السوق الكيماوية والسوق النووية
- ما بين الزلزلة والطوفان..!
- إنهم يريدون هدم مصر
- رسالة من حزب الكنبة
- ملاحظات في الشأن التركي
- الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار
- سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي
- الدولة الإخوانية عمرها 500 عام!
- قناة الجزيرة ودورها في صناعة الإرهاب..


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عسكر - لطمية رابعة(1:6)