أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي














المزيد.....

سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 13:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أشبه هذا بذاك، أن يكون السلطان التركي وصاحب أعظم الغزوات الأوربية كقائد اعتصام إخواني فشل في الصمود لبضع ساعات وهو من كان يُهدد أمريكا وسكان المريخ بعجزهم عن فض الاعتصام!..أي جنونٍ هذا وأي انفصام عن الواقع كان يعيشه هذا الحجازي وهو يصرخ في مؤيديه بأنه لا طاقة لأحدٍ بهم، ولما لا وقد كانوا يطلبون الشهادة والموت بينما كان غيرهم يطلبون الكأس والنساء!..هكذا كانوا يصوّرون لجنودهم أن عدوهم خسيس وجَبان وفاسد ولا يرقى لمواجهة الأبطال الشرفاء..فكانت الصاعقة أن نزل عليهم الغضب الأمني والشعبي في محنة إخوانية تكاد تفوق محنة الستينات وبطش عبدالناصر بالجماعة.

كيف يطلب صفوت حجازي ويعيش على أمجاد العثمانيين ولم يكن كأعظم سلاطينهم وأكثرهم بقاءاً في السُلطة، أم أن حريم السلطان كانوا لديه طعناً بالرجل وتصويره بالشهواني صاحب الملذّات؟!..وهل كان لهارون الرشيد نصيبُ من تلك السُمعة أم أن مكانة بني العباس في ضمير الإخوان أرقى من مكانة بني عثمان؟!

ستمر الأيام وتنتهي دون جدوى في إصلاح عقلية الجماعة وكوادرها، فالأصل أن شيوخهم أحوج للإصلاح من الصغار ، هذا الحجازي الذي هَرب متنكراً بالدوجلاس والصبغة ،وبعد القبض عليه يتملص من كافة مسئولياته ويُعلن كراهيته للإخوان ولمرسي ،وأن انتصاره للرئيس المعزول- إضافةً إلى تحريضه- كان ذلك منه بُحسن نيّة ،وأنه لم يكن يعلم أن الجماعة مجرمة وتمتلك سلاحاً لإشاعة الإرهاب والفوضى، وأنه كان ينتوي العودة للعمل الدعوي ومقاطعة السياسة!..وهل كان سيقبله الناس داعياً وقد أهان نفسه من على منصات السياسة ومسارح رابعة العدوية وشاشات الجزيرة؟!..وهل ستعود نفسه إلى الخير وقد وضعها بين مستنقعات الدماء؟!..وهل كان عقله قادراً على التفكير وقد شغله بالسياسة القاحلة؟!...وعلى أي منابر كان سيظهر للناس وقد قررت الحكومة تقنين هذا النَمَط من الأعمال الدعوية؟!

جميعها تساؤلات تكشف عن أزماتٍ متلاحقة في عقول هؤلاء المشايخ الذين ارتضوا لأنفسهم أن يتشبهوا بالأسود ويتقلدون مراتبهم ولا يستطيعون الذود عن سراويلهم وملابسهم الداخلية، لقد أعلنوا عن عدائهم لأمريكا ولا يملكون سوى السواك وفروع شجر الآراك في عقد ملحمة شعبية تُشبه معارك التحطيب في صعيد مصر وفي ليالي الأولياء!.. لقد أعلنوا عن دولة إخوانية وخلافة "إسلامية"وهم لا يملكون ديوان محافظة مصرية واحد يستطيعون به إحياء الخلافة التي ماتت بوفاة عمر بن الخطاب..بينما كان سليمان القانوني يغزو بلاد الصرب والمجر في معارك تُعيد الأمجاد لغزوات والده في مصر وبلاد الشام.

كلا الرجلين- القانوني والحجازي- يملكان نزعة السيطرة والوصاية، لكن الأول لم يعمل إلا ولديه من القوة الذاتية والواقعية ما يكفي لمعارك السياسة ، أما الثاني فلم يملك سوى منامات الشيوخ ووعود البعض بملائكة تنصرهم في رابعة العدوية ،والعديد من الحمقى والمغفلين المضحين بأنفسهم كي يعود بهم الحجازي لأمجاد عمر بن الخطاب في الدنيا أو الجنس مع الحور العين في الجنّة..هكذا أقدموا على الموت من أجل الجماعة ورئيسها المعزول معتقدين أن.."دولة الإخوان"..هي النجاة لهذا العالَم من شرور الكفر والزندقة، وأنهم -في حقائقهم- أساتذة العالم المؤجَلين لحين اعتراف الكون بهم وبإنجازاتهم في افتتاح مصانع المكرونة والمخابز وأجهزة التابلت التي تجاوزتها شعوب تنزانيا وقراصنة الصومال وقبائل الحبشة!



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الإخوانية عمرها 500 عام!
- قناة الجزيرة ودورها في صناعة الإرهاب..
- لماذا لم أكن أرتاح للشيخ محمد حسان؟
- دين الله لا يحمله كذاب
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(3)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(2)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان
- الإخوان والأمن القومي المصري دونت ميكس
- الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة
- درس في عدل عمر بن عبدالعزيز
- رسالة في ثنائية الإلحاد والسلفية
- رسالة في التفكير
- رسالة في الإعلام
- رسالة في السنة المُجردة
- رسالة في السياسة
- رسالة في الموسيقى
- رسالة في ثنائية القرآن والسنة
- رسالة في الخبر المتواتر
- الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!
- المُحادّة لله وظاهرة التطرف


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي