أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!














المزيد.....

الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تتطور الأوضاع العسكرية في أي منطقة فهي إما تأخذ شكلاً مغايراً عن الأول مع بقاء المواجهات، أو أن تنتهي النتيجة لصالح أحد الأطراف..ولكن يصدق ذلك على المواجهات العسكرية بين الجيوش التنظيمية، أما أن تكون المواجهات بين جيش تنظيمي ومجموعات إرهابية فحينها تكون المعركة ذات طبيعة خاصة تختلف بقدر اختلاف طبيعة أحد الأطراف عن الثاني..سنأخذ جانباً من هذا الاختلاف ونُسقط ذلك على الأحداث في سيناء.. سنرى طرفاً يحارب عقائدياً وآخر يحارب وطنياً، ولكن في ذات الوقت فالطرف الوطني ذات طبيعة غامضة لا تسمح برؤية الجانب الوطني بوضوح، فجماعة الإخوان هي جماعة عقائدية وليست وطنية، وهم يُعلنون عن ذلك باستمرار أن ولائهم الأول لمبادئهم وأهمها الخلافة والشريعة ...لِذا فهي تتفق مع هذه الجماعات من حيث المبدأ ولكنها تختلف معها فقط في الفروع والإسقاطات.

الأزمة في سيناء هي امتداد لأزمة العقل المصري بالخصوص والعربي بالعموم، تلك الأزمة التي سمحت بتوغل العقل السلفي التقليدي بين أوساط الجماهير، هذا العقل لا يعرف سوى التفسير الحرفي للنصوص الدينية، وبحثهم في ما وراء النصوص غير موجود، لذلك فعندما تتعامل مع أحدهم- أو إحدى تشكيلاتهم- تعلم على الفور أنك أمام إنسان لا يعرف.. "لُغة المقاصد"..وبالتالي فهو غير مشغول بنتائج أعماله لأنه يعتقد بأن التدين الحقيقي في تطبيق النص دون النظر إلى ما وراء التطبيق، فالمسألة لديه مترابطة وتكاد تكون بديهية أن الله أنزل القرآن والشريعة لصالح البشر، وأن الالتزام بهذا القرآن هو لصالح البشر أيضاً، وعليه فالتطبيق الحرفي له لن يخرج من هذه النتيجة، أما لو ارتأى نتائج أخرى لأعماله -غير التي ينتظرها- فحينها ينسب الخطأ لنفسه من حيثية عمله وإخلاصه وليس من حيثية فهمه وعِلمه ، لذلك فالخطأ لديه مادي ذات طبيعة خارجة عن المضمون،بينما الخطأ أصلاً يكمن في المضمون، أي أنه داخلياً وليس خارجيا.

يُعزز هذا التوجه قيام سُلطة ذات امتدادِ شعبي تحمل نفس الأفكار، ولكنها تختلف فقط في حجم تواصلها مع القواعد والنُخَب من قبل، هذا التواصل بدا أنه لم يؤثر في منهجيتها ورؤيتها للأمور لأسباب تتعلق بالحِرص الدنيوي وقواعد السياسة الشرعية وأشياء أخرى يخدعون أنفسهم بها للبقاء ومن ثم التمكين..أما بعد التمكين فالتوجه-الذي لم يتغير-سيكون هو الحاكم، وعليه تتساوى جماعات الإرهاب والسُلطة في مقدار الجريمة، أن الجماعات أخطأت وتعجلت فكان نصيبها من العَجلة أقل، وأن السُلطة لم تتعجل فكان نصيبها أكبر من كعكة السُلطة ورِضا الجماهير والمغفلين ممن يُسمون أنفسهم.."مثقفين"...هي أزمة عقل ودين معاً يعاني منها العرب إجمالاً ، ولو كان التصور السابق يشوبه نوعاً من الخلط أو الخطأ فسيتوقف على حقيقة دعم هذه السُلطة للحريات.

إذن نحن أمام أزمة ستظل محصورة"دائرياً"في النطاق العربي، وكلما أردنا الانتهاء منها تظهر لنا نتائج أخرى تُطيل من أمدها لم نكن نتوقعها..وعليه فيبقى السؤال..متى يذهب الجيش إلى الشمال "الإسرائيلي" ويُعيد الحق لأصحابه؟..أو على الأقل يضغط لوقف الاعتداء ومصادرة الأراضي..في تقديري أن المنظور الذي ترى به إسرائيل العرب هو ذاته المنظور الذي نرى به هذه الجماعات الإرهابية..وطِبقاً للقواعد الرياضية المنطقية -كالنسبة والتناسب- أننا لن نردع إسرائيل إلا إذا وجدنا فارقاً جوهرياً بين طبيعتنا وطبيعة تلك الجماعات...وهو ما يُفسره المثقفين والفلاسفة بإعلاء قيم العقل -كالعقل الناقد- وحصار الوهم والخُرافة، وبالتالي كان سقوط الشباب العربي بين براثن هذه الجماعات سيتوقف على مدى تأثير هذه الجماعات في الجماهير"العقلانية"التي تنظر في الأمور والأشياء بمعايير العقل والمنطق أكثر من ارتدائها ثوب الدين الذي يخدعون به الجماهير ويُكثرون به الشعارات الطنّانة.

في قلبي شئُ من الحُرقة على سنواتٍ أمضيتها في الجماعة على وهمٍ كشفته السُلطة، وسألت نفسي لماذا لم أعد أرى الجماعة –كم أفهمتنا-وهي تقود الجماهير للنضال والكفاح ضد المستعمِرين؟..والجواب رأيته في فقه الجماعات التي قعّدت لنفسها قواعد أهمها أن العدو القريب أولى بالقتال من العدو البعيد، فرأيت الجماعة وهي تحارب"عدوها"القريب المُمثّل في المعارضة والأحزاب السياسية وشباب الثورة..إضافة إلى مؤسسات الدولة ومن أهمها القضاء والإعلام..حينها أيقنت أن فقه الجماعات والخوارج قديماً يُحييه من أكثر من الشعارات على حِساب العمل، وأن إسرائيل لم تكن تحلم يوماً بأن يسوس مصر من يهدمها ويهدم جيشها ومُجتمعها ومؤسساتها..أو من يقعد عن النضال وإرساء قيم العدل في أقرب بقعة جغرافية تمتد فيها أواصر الصداقة بين شعبين لا زالا "يُظنّان" أنهما واحد.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُحادّة لله وظاهرة التطرف
- نقد لفكرة(أستاذية العالم)عند جماعة الإخوان
- لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
- درس من حديث خلق التربة
- صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
- سمو الدين وسمو السياسة
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(3)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار(2)
- صراع الإخوان مع القضاء المصري
- من يوميات حمار حكيم(3)
- من يوميات حمار حكيم(2)
- من يوميات حمار حكيم(1)
- أكذوبة خير القرون وتأثيرها على خريطة الأفكار
- كفوا عن التجارة بالدين
- نحن قومُ لا نخطئ
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!