أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - رسالة من حزب الكنبة














المزيد.....

رسالة من حزب الكنبة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 15:06
المحور: المجتمع المدني
    


من الأخطاء المشهورة لدينا هو أننا نظن إمكانية توجيه أو تغيير الآراء السلبية المعروفة لدينا بأمثلتها العامية.."مالناش دعوة-ومن خاف سلم-وخلينا في حالنا".. ومع اعتراضي على هذا التوجه إلا أنني مجبر على مناقشته من جوانب أخرى لا تقل أهمية..فالخطأ في تصورنا نقل هذا الرأي إلى ساحة العمل وهو يرى أن هذه الساحة قد تمس أمنه ومصالحه، لأن قضية الأمن والمصلحة لديه هي الأساس، وهي فوق كل اعتبار، ويتساوى في ذلك الغني مع الفقير، حتى أبناء الطبقة الوسطى -القريبين إلى فكرة المعارضة- فالأمن لديهم أصل لا غِنى عنه، ومع شعورهم بالخوف من الاستبداد- أن يجعلهم فقراء- إلا أنهم يعجزون عن تحريك الشارع.

مبدأياً هذا التوجه السلبي هو إنساني وإن كنا نراه سلبياً إلا أن وجوده ضروري للحفاظ على البِنية العامة للمجتمع وإبعادها عن ساحات الصراع...ففي المجتمعات التي تختفي منها هذه الطبقة تكاد تكون مجتمعات حربية لا تفارقها الأزمات ، وهي تعمل دوماً على تبريد الأجواء وإشاعة روح التصالح ونبذ الخلافات، أي أن سلبيتها تُقابل نزعة لديها مألوفة تحافظ على قِيم المجتمع وأصالته.

في كل مجتمع سنرى هذه الطبقة بوضوح، وفي تقديري أنها طبقة تتسم بالاستقلال لابد منها، وأبنائها في مجملهم قد لا يُألون بالاً للصراع السياسي، ولكن نشاطهم داخل المجتمع لا يقل نشاطاً عن الشرائح الأخرى، فهم يواجهون الفساد والظلم مثلما يواجهه الآخرون، ومُخطئ من يظن في هؤلاء شر على المجتمع بل هم خير...سيكونون شراً في حالة واحدة وهي إذا امتنعت طبقة المفكرين والنُشطاء عن دورهم في إصلاح المجتمع، وقتها سيكونون حلقة من حلقات الجهل والفقر والظلم، ويخرجون من هذه الحلقة فور مبادرة طبقة المفكرين في الظهور العلني والشجاعة في طرح آرائهم..سيظلون على جانبهم السلبي من الناحية العملية، ولكن من الناحية النظرية سينشطون كذلك في طرح آرائهم وتوسيع رقعات الحوار.

لو أردنا تقريب المسألة ذهنياً فلدينا في مصر هذه الحالة واضحة تكاد لا تُخطئها العين، فبعد عقود طويلة من حصار طبقة المفكرين والنشطاء إما داخل السجون أو داخل الكُتب ..كان الشعب المصري في معظمه سلبياً وانتشر هذا التوجه وفشت في الناس تلك المقولات الدالة على نفسية وعقلية تلك الشريحة، على أن الشعب المصري كان كذلك ولكن كان مشهوداً له بالسِلمية ونُصرة قضايا الأمن القومي سواء الوطني أو العربي أو الإسلامي، والسبب كان- ولا يزال- في طبيعته الغير حِزبية والغير طائفية مما يُقلل معه الاهتمام بالجانب السياسي عدا ما يخص مصالحه وطريقة معيشته.

ولكن ما إن خرج المفكرين من أقبيتهم ووصلت أفكار النشطاء إلى العامة حتى شاع بين الشعب المصري الكلام في السياسة بل وفي النقد..تلك الحالة لا تُفارق أذهان الفلاسفة ويضعون لها التصورات والتنبؤات، وأولى التنبؤات -التي وفي تقديري أنها حدثت -هي أن الشعب المصري قد نجح في إعادة الوعي القومي لديه، وإزالة الرواسب النفسية والحواجر العقلية بينه وبين الجهاز الأمني بالكامل، وهذه هي أولى الخطوات التي تؤسس لبناء مجتمعي وسياسي فريد داخل الدولة.

من جهة أخرى فالجانب الثوري لدى هذه الشريحة معدوم، لأن الثورة تتطلب فكرة الخروج عن المألوف، وهؤلاء لا يعقلون هذه الفكرة، بل يرون في المألوف حالة طبيعية وضرورية لبقائهم وبقاء مجتمعهم، ولا نقصد بالجانب الثوري السياسي فقط بل بالجانب الثوري الديني وتجديد التراث والنَظَر في الأدلة..لأنه وفي تقديري أن هذه الشريحة هي الأقرب لحالات التطرف من غيرها، والسبب في استستلامها للجهل وعدم السؤال،حتى إذا ما نَشِطَ الشيوخ في ترويج آرائهم فلن يساعدهم إلا أبناء هذه الطبقة..كل هذا في حال ضعف طبقة المفكرين والنشطاء، لأن ضعف هذه الطبقة كافٍ-وحسب نظرية الفراغ-لشيوع الجانب المتطرف والإقصائي لدى العامة.

ما حدث في مصر مؤخراً والثورة على الإخوان هو أن المفكرين والنُشطاء قد نجحوا في الوصول إلى هذه الشريحة، ساعدهم في ذلك -كما قلت من قبل -عنصرية الإخوان وتعاليهم على أبناء الشعب، إضافة إلى الكم الرهيب من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي رافقت حُكم الإخوان، لكن –وهذه زبدة المقال-أن تلك الشريحة السلبية لا زالت عُرضة للاستغلال ولتكرار تجربة الإخوان، وليكن في المعلوم أيضاً أن رفض الشعب للإخوان هو رفض يمس جانب الهوية بالأساس، لأن الإخوان جماعة عنصرية زرعت لها هوية خاصة داخل المجتمع المصري..فإذا ظهرت لنا جماعة أخرى أو تيار آخر –على نفس شاكلة الإخوان- يُعالج قضية الهوية ويلتزم معها بأفكار الجماعة فقد ينجح في استغلال هذه الطبقة لصالحه.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات في الشأن التركي
- الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار
- سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي
- الدولة الإخوانية عمرها 500 عام!
- قناة الجزيرة ودورها في صناعة الإرهاب..
- لماذا لم أكن أرتاح للشيخ محمد حسان؟
- دين الله لا يحمله كذاب
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(3)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(2)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان
- الإخوان والأمن القومي المصري دونت ميكس
- الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة
- درس في عدل عمر بن عبدالعزيز
- رسالة في ثنائية الإلحاد والسلفية
- رسالة في التفكير
- رسالة في الإعلام
- رسالة في السنة المُجردة
- رسالة في السياسة
- رسالة في الموسيقى
- رسالة في ثنائية القرآن والسنة


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - رسالة من حزب الكنبة