أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - باسم يوسف والسيسي ثروة قومية














المزيد.....

باسم يوسف والسيسي ثروة قومية


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان على أن الفريق عبدالفتاح السيسي والفنان الساخر باسم يوسف هما أصحاب الجماهيرية العليا في مصر، فالأول هو ممثل صدق وكرامة المصريين، والثاني يمثل روحهم الساخرة، والمصري الصادق الغير متعصب هو الذي لا يواجه روحه مع صدقه وكرامته...كلاهما له دور في وعي وسياسة المصريين في هذا الوقت، وهذا يتطلب منهم المواجهة الصادقة مع النفس، أنه لا مكان لحظوظ أنفسهم على المصلحة العليا واتجاهات المواطنين...وفي تقديري أن الرجلين-حتى الآن-يحفظون هذا العهد ويعملون لصالح وطنهم كلُ من الزاوية التي يعمل من خلالها.

هذه المكانة لو كانت لأيِ من السياسيين لغزا الصناديق وقالت له نعم، وسيكون صدقهم ووضوحهم هو الدافع لوحدة المصريين واجتماع عناصر الشعب تحت هدف واحد أو ما نسميه بالروح القومية، ومع ذلك لا يمكن تحييد محبيهم عن المشهد الحالي، فغالباً ما تنشأ الخلافات من التعصب للأشخاص والمواقف على حساب الوسائل والأهداف، وهو ما جعل ممالك الأندلس قديماً تحترب مع أنفسها على الأشخاص، وفي أي مكان يحارب فيها الأهل أنفسهم على السلطة، ونحمد الله في مصر أن الشعب في معظمه لا يهتم بالسياسة، فطبيعته غير حزبية وغير قابلة للتحزب نظراً لما يملكه العُرف المصري من اتحاد وجداني مع دولته ومؤسساتها.

وبالتالي كان الشعب المصري بحاجة دائمة إلى زعيم قومي يمس وجدانه وصدقه وفي نفس الوقت يحُاكي روحه الساخرة كي يجتمع إليه دون تردد، فهو شعب لا يهتم للمناهج والبرامج ويجعلها دوماً في سياق عملي دون النظر إلى المضمون، وفي هذا الشأن هو شعب براجماتي صِرف إلا أن افتراقه مع البراجماتية جعله ينصر الصدق والوضوح في كل المناسبات، فعندما رفع الإخوان إليه نداء الشريعة .."بوضوح".. سار في ركابهم، وعندما لاحظ تعارض ندائهم مع الواقع انقلب عليهم، وعندما رفع الجيش إليه نداء التفويض .."بوضوح".. استجاب لدعوته وعندما رأى الشعب صدق جيشه تمسك به أكثر، فمع سقوط أول شهيد من القوات المسلحة والشرطة ..كان الشعب يربط تلقائياً بين تفويضه لجيشه وبين الواقع، وبالتالي جعل مصلحته العليا مرهونة بقوة وتماسك هذا الجيش الذي انتصر له في محنته.

إن عشق الشعب المصري للوضوح والصدق هو ما حمله على الانقلاب على الرئيس.."الغامض والكاذب"..محمد مرسي، وهو في ذلك ينتصر للمبادئ والقيم دون التعصب للأشخاص، وهذا ما يحملني على تفسير حب الشعب لباسم يوسف والفريق السيسي أنه حب قيمي أخلاقي وليس تأليهاً سياسياً أو شعبياً كما يظن البعض باختزال معيب..والدليل ماذا لو انحرف هؤلاء عن الخط القيمي ورأى الشعب ذلك هل سيظل على مواقفه؟..لدينا تجارب من الماضي تؤكد صعود وسقوط رموز شعبية بمجرد مواقف ..وشيوع انحرافهم القيمي لدى الشعب، وهو ما يجعل المسئولية أكبر على السيسي وباسم بأن يكونوا رموزاً شعبية مسئولة تقدر حجم التحديات وتعمل على التقارب والتفاهم.

مع تلك الصورة الوردية إلا أنها تختلف تماماً عند المؤيدين والمتعصبين، فبالأمس عقد الفنان باسم يوسف حلقة ساخرة بعد غياب 6 أشهر وانتقد فيها كل من على الساحة من سلطة وإخوان ومتزلفين وأصحاب منافع وإرهابيين..لكن حين تعرض للفريق السيسي لم يتعرض له سوى في زمن محدود لا يتعدى ال 10 ثوان منتقداً فيه توجهه لإنشاء أذرع إعلامية موجهة من القوات المسلحة، وفي ذلك أبدى رأيه الساخر في سياق النقد المشروع، إلا أن محبي الفريق في غالبهم لم يتقبلوا ذلك وظنوا أن باسم يسخر من الفريق السيسي وهذا غير صحيح..

مبدأياً فالفريق السيسي غير قابل للمسخرة، فالرجل صاحب شخصية عسكرية وقيادية وطنية متزنة وصادقة لأبعد الحدود، ولديه ترابط عقلي وعصبي على مستوى عال، بذلك يجعل أي محاولة للنيل منه كمن يريد السخرية من الكبراء فيضعه الناس موضع التقبيح والانحراف، هذا إذا وجد الساخر مادة تعينه على السخرية أصلاً، ولكن محبي الفريق لم يرتضوا الأسلوب وظنوا أن النقد موجه إلى الدولة والجيش بالأساس، والسبب في تقديري هو حساسية المرحلة وحرب الجيش على الإرهاب والمؤامرة الإعلامية والحرب المعنوية الموجهة ضده، لذلك فأي مواجهة الآن مع الجيش –ولو على سبيل النقد-لن تُصنف كونها رأي آخر واجب السماع ، بل ستُصنف على أنها مواجهة حربية ..تهدف لانهيار الدولة.

على الجانب الآخر فمحبي باسم يوسف- في معظمهم- صنفوا معارضيه ومهاجميه على أنهم فلول وعبدة أشخاص وما إلى ذلك، ولو فطنوا لحقيقة أنفسهم سيروا اتهاماتهم لمعارضيهم جوفاء وأنهم وقعوا في التقديس اللامبرر لباسم مثلما وقع الآخرون في التقديس اللامبرر للسيسي، فلا مشكلة إلا وللذات جزء من مسئوليتها، ينبغي على الجميع أن لا يضعوا الرجلين في المواجهة واختلاق معارك وهمية، فالنقد مباح ولا أحد فوق النقد، بل أعرب الفنان الساخر عن رأيه في الحلقة بوضوح هو أنه لن يقف مع الإخوان الذين كفروه وأحلوا دمه ويريدون انشقاق الجيش وتحويل مصر لسوريا جديدة، وهذه تكفي لأن نرفع له القبعة ولو على استحياء.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الإلحاد لظلمُ عظيم
- الإلحاد..نقطة نظام
- ابراهيم عيسى وقانون التظاهر..
- أكذوبة العقل الجمعي
- الإمبريالية والسلفية..تشابه عسكري
- لطمية رابعة(6:6)
- لطمية رابعة(5:6)
- لطمية رابعة(4:6)
- لطمية رابعة(3:6)
- لطمية رابعة(2:6)
- لطمية رابعة(1:6)
- المرجعية الدينية لغزوات البرتغال في أفريقيا
- الاغتيال السياسي وذاكرة سليمان الحلبي
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية(2:2)
- الإسماعيليون والإخوان..مقاربة سلوكية (1:2)
- واشنطن بين إرهاب نيروبي ومصر وسوريا
- مشروع الحوار القروي (5:6)
- مشروع الحوار القروي(6:6)
- مشروع الحوار القروي(4:6)
- مشروع الحوار القروي(3:6)


المزيد.....




- كتابات على حطام طائرة بعد الضربة الهندية بعمق باكستان.. إلى ...
- البحرين تعلن ضبط شخص عربي الجنسية وتكشف تفاصيل عمليات نصب وا ...
- قبل رحلة الشرق الأوسط.. ترامب يحضّر لإعلان -خبر مذهل- يخص دو ...
- أ ب: مقتل 13 شخصا جراء القصف الهندي على مسجد باهاوالبور في ب ...
- لقاء أمريكي-صيني مرتقب في سويسرا لبحث الحرب التجارية
- جيمس ويب يرصد شيئا غريبا في قلب درب التبانة!
- مكوّن غذائي رئيسي يحمل مفتاح الشيخوخة الصحية
- يوم هزم جيش مكسيكي صغير قوات فرنسية مدججة بالسلاح: إعادة تم ...
- رويترز: تحطم طائرة مقاتلة في كشمير دون تحديد هويتها
- وزير الدفاع الباكستاني: سننهي التوترات إذا تراجعت الهند


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - باسم يوسف والسيسي ثروة قومية