أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مارتن كورش - يا اولياء الامور














المزيد.....

يا اولياء الامور


مارتن كورش

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 18:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يا أولياء الأمور. أحفظوا حقوق الأبناء
قبل عدة أيام كنت مع زوجتي في زيارة تأملية لمتنزه (سامي عبد الرحمن). سرنا سوية ثم قررت ممارسة رياضة المشي السريع لوحدي، بعد أن طلبت مني أن تجلس على مقعد لجلوس العامة في تلك الحديقة العامة. بعد نصف ساعة عدت أدراجي إليها لأجد شابة قد شاركتها المقعد! سلمت بلغة الأم فرد كلاهما. لتنهض تلك الفتاة الجميلة والتي بدت في العقد العشرين من عمرها، لتمد يدها وتصافحني وتفصح مقدمة نفسها:
- (آيلين شمزدن) حاصلة على مقعد في جامعية آشور، طالبة في المرحلة الثانية في كلية الأدارة والاقتصاد.
أجبتها بكل أحترام وأحتضان وتشجيع:
- أهلا ومرحبا بفتاة العلم والمعرفة والتي ستحمل مع قريناتها شعلة الثقافة في أربئيلو.
عادت إلى مكانها لتطلب زوجتي أن أشاركهما ذلك المقعد العريض، لكني فضلت أن أتركهما يكملان حديث تعارفهما، وهممت بفتح حقيبتي الرياضية وأخرجت منها مجلة مختصة في شؤون الشباب. وبدأت بتصفحها. واذا بضيفتنا تطلب مني إستعارتها! على الفور وضعتها بين يديها. بدأت بتصفحها واذا بها تقف عند موضوع أنا كاتبه! قالت لي:
- يا عم هل أنا متوهمة؟ أم هو إسمك بجانب عنوان المقالة؟!
- لست متوهمة.
- عنوان المقالة هو (يا أولياء الأمور. أحفظوا حقوق الأبناء!).
- رائع. هل تسمح لي بقرأتها؟
- بل أحتفظي بالمجلة.
- شكرا جزيلا.
- دعيني أخلص المقالة لكِ؟
- أكون شاكرة.
- كوني مستمعة جيدة.
- كلي آذان صاغية.
- العديد من أبناءنا وبناتنا بعد تخرج الواحد منهم من الجامعة يلتحق بوظيفة أما في القطاع العام أو الخاص. ليستلم كل نهاية شهر دخلا. لكنه يفاجأ عندما يجد والده واقفا له على عتبة باب الدار مبسمرا قدميه وهازا رأسه وفاتحا (بروجكترات) عينيه وقاطبا جبينه وغائرا خديه ومعبسا وجهه ومادا يديه وفاتحا كفييه وفي فمه ترتجف شفتيه و.. و.. وكل هذا من أجل سلب إبنه قوت شهر كامل!
- لكنه أبوه؟!
- لا أنكر هذه القرابة. لكن ليس الصواب أن يستخدمها العديد من أولياء الأمور كسلاح فتاك لسلب دخول أبنائهم وبناتهم.
- كيف يا عم؟ بالله عليك أوضح لي فشقيقتي تعاني نفس المشكلة وما أن تحتاج إلى شراء ثوب أو حذاء حتى ترى والدي ينهال عليها بالسب والشتم! وكأنها تستجدي منه، وليست تسترجع جزءا يسيرا من حقها. لذلك تراني أنسحب رويدا رويدا وأختبئ خلف ظهر أمي، وقد دفنت طلبي في جيب سترتي وكلي خوف ورعب من أن ينكشف سره، فأجد وجهي بين صفعات كفيه!
- أنا لست هنا ضد مشاركة الإبن أو الإبنة بجزء لا بأس به من دخلهما الشهري، لكني ضد كل ولي أمر يسرق قوت فلذة كبده بإسم الأبوة أو الأمومة.
- كيف؟ وضح لي أكثر أرجوك لكي أقدر أن أدافع عن شقيقتي أمام دكتاتورية والدي.
- لنفرض أن راتب شقيقتك الشهري هو 400,000 ألف دينار عراقي.
- نعم.
- ومقدار مصروفاتها الشهرية هي 200,000 ألف دينار.
- فيكون الباقي هو نصف الدخل تماما.
- نعم.
- لذلك على والدك أن يكون لها مرشدا.
- كيف؟
- يُرشدها أولاً بتقليص مصاريفها إلى 150,000 ألف دينار.
- نعم؟
- وينصحها ثانيا بفتح حساب توفير خاص بها في أحد المصارف، لكي تودع شهريا مبلغا مقداره 100,000 ألف دينار. وهو من جهة يحمي حقوقها المادية، ومن جهة أخرى يعلمها على الإدخار.
- أكيد.
- كم بقي من راتبها الشهري يا إبنتي؟
- 150,000 ألف دينار فقط.
- تضعهم في يد والدها شهريا كمشاركة في ميزانية العائلة.
- اذا إحتاجت العائلة إلى مصاريف إضافية في وقت ما؟
- على الواحد منكم أن لا يتأخر.
- دعني أذهب بالفكرة إلى شقيقتي.
- كوني واثقة من قضيتكما. بدون غضب. أحترام الوالدين واجب. ليكن النقاش بهدوء.
- نعم.
- قد تفشلان في المرة الأولى وفي الثانية. لكني واثق ستكسبون القرار عاجلا وليس آجلا.
- هل عرفت حقوق الأبناء لكونك محامي؟!
- وأن كنت لكني ولي أمر.
- شكرا جزيلاً. وداعا.
- ملاك الرب معك.
بعد أن تركناها تذهب وكلها ثقة بالله أن تنجح مع شقيقتها في مسعاها. قالت لي زوجتي:
- قل كلمة لكل ولي أمر.
- يا كل أب وكل أم لطفا كُفَّ عن سرقة فلذة كبدك بإسم الأبوة والأمومة. لا تنظر إلى راتبه وإلى قطعة الأرض التي بإسمه، وأنت تنتهز الفرصة لكي تستولي على مقتنياته وملكه. بل أنصحه وأرشده (أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.)"مزامير32: 8".
بذلك تكون قد قمت بواجبك كولي أمر.
المحامي والقاص
مارتن كورش



#مارتن_كورش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرسي المصري
- بين السائق والوطن. ضمير
- العقوبة كيف نفهمها؟
- اللون القاتم
- من كهنتنا نتعلم
- المنظمات الحقوقية وواقع العمل ميدانيا
- لكيلا نكون مثل بوكوحرام
- هل سأل؟
- لماذا يا أنديتنا؟
- هل نغير لنرضي غيرنا؟
- لنجتمع حول مائدة واحدة
- أبكيكِ يا أمي
- كلمة شكر تُقال
- وداعاً أيها الشاعر الآشوري
- يا أعضاء البرلمان فتشوا الكتب


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في نيويورك دعما لفلسطين في الذكرى السنوية لـ ...
- الدفاع المدني الفلسطيني: 3 شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على ...
- 3 شهداء وجرحى بقصف الاحتلال خيام النازحين في مخيم البريج وسط ...
- نزاع عشائري غير مسبوق فـي واسط: تدخل أمني عاجلواعتقال عشرات ...
- منظمات حقوقية تنتقد عمليات رقابة المحتوى على منصات التواصل ا ...
- باكستان تطالب بانسحاب الاحتلال من أراضي فلسطين ومنح الشعب حق ...
- العراق يعلن استقبال مئات النازحين اللبنانيين
- ترامب: المهاجرين غير الشرعيين يجلبون -جينات سيئة- لأميركا
- -هيومن رايتس ووتش-: القصف الإسرائيلي خطر جسيم على النازحين إ ...
- مبادرات الدعم النفسي لأطفال النازحين في مراكز الإيواء بلبنان ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مارتن كورش - يا اولياء الامور