مارتن كورش
الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 00:09
المحور:
حقوق الانسان
العقوبة كيف نفهمها؟
قبل يومين أصدرت المحكمة النرويجية عقوبة السجن المؤبد (21 سنة) بحق القاتل النرويجي (أندرس بريفيك) الذي أقدم في السنة الماضية، مع السبق والأصرار على قتل أكثر من 77 شخص بينما هم محتفلون إحتفالا حزبيا. العديد منا نحن الشرقيين إستهجنا قرار الحكم. لأننا ننظر إلى كل قرار من خلال عيون أهل الضحايا فقط. ولا ننظر إلى نتائج القرار نفسه. ننظر إلى الثأر من القاتل، الإنتقام منه والفتك به وإحتقار أهله. القرار هنا هو جزء من عرف إسمه الثأر. القتل بالقتل. كان الجهة التنفيذية حلت محل أهل المجني عليه ونفذت رغبتهم في الإنتقام من الجاني. لمص غضب أهل الضحية المجنى عليه. ولنفرض أن المحكمة في قضية القاتل(أندرس بريفيك) أخذت بعقوبة الإعدام، شنقا حتى الموت. أي تنفيذ الجانب الجزائي من قانون العقوبات فقط. وهو الفتك بالجاني علنا كما فتك بضحيته. بعد فك رقبة الجاني من حبل المشنقة وحمل جثته وتسليمها إلى أهله. يبدأ كل أهالي المجني عليهم بعد أن شاهدوا عملية الشنق للجاني، بالعودة إلى بيتهم. لكن من الذي يعوضهم بفقدانهم ضحيتهم؟ قصدي هل من تعويض مادي لأهالي الضحايا الذين بلغ عددهم أكثر من الـ 77 ضحية؟ قد يكون من بين الضحايا عدد يعتبر الواحد منهم هو الممول الوحيد لعائلته وبفقدانه فقدت عائلته كل دخل أو وارد شهري ولا معوض. فلا عقوبة الإعدام قدرت أن ترجع إبنهم لهم ولا حزنهم ولا دموعهم ولا حدادهم. لكن لو نظرنا إلى القضية من خلال مبدأ أن الإنسان أغلى رأسمال في الدولة، عندها ستختلف العقوبة وقد تم قبلها إلغاء عقوبة الإعدام من التشريع الجزائي بإعتبارها جزءا من قانون الغاب، لتحل محلها عقوبة السجن المؤبد. التي كفلت للجاني عقوبة عادلة، وللمجني عليه تعويضا يحفظ حقوق وكرامة ورثته من بعده لكي يقدروا على مواصلة مشوار حياتهم ماديا ومعنويا.
المحامي والقاص
مارتن كورش
#مارتن_كورش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟