أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات














المزيد.....

أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس سرا أن الكثير من المفكرين والفلاسفة اليوم في العالم الكوني يخشون الانفلات اللا منطقي الذي يسميه البعض أمركة الوجود العالمي منبهين إلى أن هذا الوضع وإن لم يشكل خطر أني مثلا على النظام الكوني حاليا لكنه بالحقيقة سوف يدمر أسسه في المستقبل المنظور((تكمن ماهية التقنية إذن في "التجلّي التّاريخي للهائل" وهذه التغيّرات الكوكبيّة التي لم يعد للإنسان أيّة سيطرة عليها، وقد تختفي هذه الهويات في ظرف عام، في ظل الهيمنة التقنيّة على الأرض)) هذه الهيمنة التي تسحق تحت وطأتها صورة من صور التناقض بين المبدأ الإنساني والأخلاقي للفكر وبين الممارسة الحقيقية المتجلية أرضا.
لكن الاشارة الخطيرة التي وردت في سياق هذا الحوار هو تجاوز جدلية الصراع بنظر الكاتب حتى القطبية التي تكلمنا عنها سابقا وهي شرق غرب وشمال جنوب لنجدها الآن هي جدلية صراع بين الأنا الغربية ذاتها ومنها تتحول إلى صراع كوني ((ربّما لن يصبح لهذا التّمييز، شرقي غربي أي معنى في ظل انتشار الهائل التقني، وحتّى أوروبا مهد العلم والتقنية، لم تعد تلاحق هذه الأمركة الشرسة للعالم إلا من بعيد، الأمركة ربما تتجاوز الإرادة السياسية لأمريكا نفسها، إنها نمط انتشار هذا المركّب من التكنو-سياسي، الذي يحمل في تضاعيفه كلّ عناصر، الانتاج والاستهلاك والمضاربة اللامتناهية للأسعار والقروض، والسّندات، واستنفاذ الأرض، وتفجير سرّ الطبيعة في الطّاقة الذريّة، عاصفة مجنونة من إرادة القوّة، لا يوجد أيّ نظام سياسي يمكن أن يجد لها تدبيرا، ولا حتّى الديمقراطيّة، ولم يعد السياسيون أيضا يتحكّمون في مصير العالم، بل خبراء الأمن، يتحوّل العالم كلّ يوم إلى منظومة أمنيّة مغلقة، ولم تعد هذه الانتماءات الثقافيّة والدينيّة والهويّة في الحقيقة إلّا مشكلة أمنيّة بحتة، لا أحد أصبح يعرف اللاعبين الحقيقين على طاولة الشّطرنج الآن)).إنها صورة مهولة لعالم مجنون عالم تتحكم فيه القوى الخفية والسرية ويفتقد فيه للشفافية والحرية والديمقراطية ,عالم تسيره سلطة القوة وليست سلطة الإنسان الأخلاقية سلطة الفكر والمعرفة.
إذا كان الحال هذا من أكثر الناس تفاؤلا بالعولمة ومن المبشرين بها وهو ينظر للجانب المشرق من الصورة وهي بالتأكيد صورة جزئية, أما الصورة الأخرى الأكثر عتمة يحيلها إلى نفس العوالم التي سبق وإن همشتها النظم السياسية والاقتصادية من قبل إنها عوالم النقص في تحقيق شروط العدل رغم ذلك، يقول غليون((على الرغم من أنّ من المستحيل أن نتصوّر اليوم أو غدا أنّ جميع الأفراد سوف يستفيدون من مثل هذه الإمكانات (العولمة) فليس من الممكن أن نحرم أي فرد من حقّه في أن يحلم أنه هو الذي سوف يستفيد من هذه الفرص، وأنّ له الحق في أن يغامر بنفسه للدخول فيها)) .
لقد تحول العالم الكوني الذي تبشر به العولمة من مجرد فلسفة كونية تمتد من الفكر ذاته سيرا ولتنتهي بالاتصال مرورا بالاقتصاد والسياسة إلى حلم مجرد حلم, مجرد أمنية تدور في مخيلة فقراء العالم الأكثر مصلحة من أي تطور إنساني كوني, إذن ليست المسألة هنا صياغة عالم نيوليبرالي حقيقي لمصلحة الإنسان بل تمهيد لسيطرة رأس المال العولمي الجشع وبسط لشروط قوة المال الغاشمة بدل استخدام ألة القتل الاعتيادية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية الوجود الكوني للانسان
- خصائص العقل الفطري
- الحداثة العقلية ومفهوم التفكر
- خصائص العقل المصنوع
- الأحلام دراسة في سيكولوجيا العقل
- مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية


المزيد.....




- ما هي وجهة نظر ترامب عندما طرح مسألة -تغيير النظام- بإيران؟ ...
- واشنطن تتحسّب لردّ إيراني: هجمات سيبرانية محتملة قد تستهدف م ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- هجمات صاروخية إيرانية مع بدء وقف النار بين إسرائيل وإيران
- الحرب مع إيران تكشف فشل منظومة الحماية المدنية الإسرائيلية
- قتلى إسرائيليون بهجوم إيراني على بئر السبع
- إسرائيل وإيران.. ترامب يشعل الذاكرة بـ-حرب الأيام الـ12-
- بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
- فيديو.. لحظة سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع
- وسائل إعلام إيرانية تعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار: -فُرض على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - أمركة العالم الكوني , مخاطر وتحديات