البطالة وغلاء المعيشة والنقابات

عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من نافلة القول ان الطبقة العاملة في حاجةاكثر من اي وقت مضى الى نقابات جمتهيرية حقيقية تؤمن قيادتها بالصراع الطبقي المتواصل ..وتخلص لمطالب الشغيلة بمختلف اصنافها المهنية وتتموقع في طليعة كل اشكال النضال المتاحة بل تبتكروسائل جديدة تتناسب ومقتضيات العصر ومتطلبات اللحظة ..حتى فيما يتعلق بالمصالح المادية الاكثر تواضعا للطبقة العاملة ..
الشغيلة في كل البلدان وخصوصا في تلك التي تسبح في فلك الراسمالية المتوحشة اليوم تحتاج الى نقابات تحارب دون هوادة سيطر الباطرونا وتقف ضد كل محاولات اخضاع الهياكل النقابية المهترئة للدولة البورجوازية المهيمنة . ..
تناضل ضد كل اشكال الاحتواء البورجوازي والتدخل البوليسي والمخابراتي وضد النزعة الاصلاحية والانتهازية البيروقراطية التي تتسرب على الدوام الى الجسد النقابي ..
ولاجل دلك لابد لها من تاخدبعين الاعتبار الاسس والمبادئ القديمة الجديدة التالية :
• ليست للنقابات برامج ثورية كاملة جاهزةومطبوخة كقوالب جاهزة.كما لايمكنها ان تحل محل الحزب الثوري الطلائعي الذي يمثل العمال بشرائحهم المتنوعة .لماذا ؟
لان النقابة ليست غاية في حد ذاتها بل هي احدى وسائل النضال لتحقيق التغيير العمالي التاريخي المطلوب ..
• ان النقابة الاكثر قوة وعددا هي تلك المكونة من الشرائح العمالية الاكثر تاهيلا.الاكثر وعيا والارفع اجورا ...وان الاغلبية الاكثر اضطهادا لابد ان تنجر عرضيا في الفترات الثورية الحاسمة .ولدلك تظهر ضرورة خلق لجان للاضراب والتنسيقيات العمالية وكذلك لجان المصانع والمؤسسات الانتاجية ..ثم مجالس العمال في الجهات والمقاطعات والاقاليم في زمن الحرب او الثورة ...
الضرورة التاريخية تقتضي الاجتهاد الفكري والسياسي لاجل تجديد الاجهزة النقابية واسعافها بدماء جديدة شابة بتغيير قياداتها التي لابد ان تتوفر على استعدادا كاملا للنضال ..لاجل قضيا العمال ..بدلا من اولئك الموظفين البيروقراطيين الوصوليين والانتهازيين ..فمن الاجرام التظاهر بادارة الظهر للنقابات الجماهيرية والاكتفاء بالاوهام العصبوية والعدمية ..كما ليس اقل اجراما السماح باخضاع الجماهير العمالية لاشراف وقيادة شردمة رجعية سافرة همها التسلق الطبقي وسلخ طموحات العمال المشروعة في العيش الكريم .
تستطيع الراسمالية المتوحشة ان تدمج تلك القيادات المتواطئة في نظام الاستغلال الاجتماعي او حتى تركيعها لمصلحة الراسمالية المنحطة باشكالها ...لكنها لن تستطيع توقيف حركة التاريخ ..وايقاف المد الجماهيري عننضالته اليومية ..فالراسمالية في فترات الانحطاط كما هي الان تواصل الهجوم على مكتسبات العمال والفئات الاجتماعية الكادحة ..لا تنفك ترمي بها في اتون البطالة و التفقير ..والامية والجهل ..بينما النقابا ت المتبرجزة التي تخلت منذمدةعن النضالات العمالية تعمل ما في وسعها لكبح جماع نضالات الطبقة العاملة ...ورهنها للراسمال ..
ولاجل دلك فالنقابات التي لا تزال تحظى بمصداقية جماهيرية .ةلها تمثيلية حقيقية للعمال ليس لها مجالا للهروب من المواجهة واعلان الحرب على الراسمالية ونظام الباطرونا المهيمن..هذه الاخيرة التي تحمل العمال والفقراء من الفلاحين عبء الازمة التي لا يد لها فيها ..وتحملها حصيلة تفاقم افلاس الانظمة النقدية ..وعبء ارتفاع الاسعار وانعدام الشغل ..ولن تتم تلك المواجهة المطلوبة الا برفع شعار السلم المتحرك للأجور الدي الغته النقابات الصفراء المفلسة من برامجها في فترات الانحطاط النقابي والسياسي.
اصبح من الضروري القطع مع تلك الشعارات الجوفاء شعارات السلم الاجتماعي والتضامن الوطني..التي ترفعه تلك النقابات الصفراء المتواطئة مع الرأسمال ..والتي تخلت من زمان عن الدفاع عن مصالح العمل والعمال ..في كل جهات المعمور... ..
فالنقابات التي تمثل العمال حقيقة لا يمكنها ان تسمح بتحويل جزء مهم منهم الى عاطلين مزمنين عن الشغل ..وتسمح بإغلاق المؤسسات الصناعية اثر ازمة الرأسمالية ..وطبخ قوانين الشغل على مقاص البورجوازية السائدة ..وتحول الشباب المجازوالمعطل الى جماهير تعيسة ناقمة تفضل الموت غرقا او الانتحار حرقا اما م المؤسسات الدستورية او في الساحات العمومية ..لان الدساتير الديموقراطية للبورجوازية لم تعد تؤمن لها الحق في الشغل ...ولا في التعليم ..ولا في الصحة ..تلك القطاعات التي هي الاكثر ارتباطا بالفقراء .
في خضم هذا الانحطاط الراسمالي والنقابي لم يعد للطبقة العاملة من بد من تغيير هياكلها وتاسيس تنسيقيات شعبية بدماء ثورية شابة تقطع مع مرحلة الانحطاط الشامل برفع شعارات ديموقراطية كحرية التنظيم والتنقيب والمطالبة بالسلم المتحرك للاجور ..و حق التشغيل باعتبار الشغل من اسمى حقوق المواطن ..
وتتخلص بذلك من جرثومة النقابات الصفراء التي شبهها لينين بالفجل حمراء في أعاليها بيضاء في أسافلها ...لا هدف لها سوى استمرار الاستغلال المضاعف لنضالات الطبقة العاملة ..

#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات